المفاجأة الثانية والصدمة الكبرى في الانقلاب التركي
ما تزال محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا تستحوذ على اهتمام الصحف العربية، إذ وجهت بعضها اللوم لأطراف غربية وأبرزها الولايات المتحدة الأمريكية، في دعم محاولة الانقلاب. كما مدح بعضها الشعب التركي لأنه أعطى "مثالاً في كيفية الدفاع عن الديمقراطية".
كما
عبرت بعض الصحف عن قلقها من حملة الاعتقالات التي تلت محاولة الانقلاب ووصفت الرئيس
التركي رجب طيب أردوغان بأنه "سيستخدم الانقلاب ذريعة للانقضاض على الحريات".
"مؤامرة
أجنبية"
يقول
وائل الحساوي في جريدة الرأي القطرية: "إن القصة الأقرب إلى التصديق في شأن الانقلاب
التركي هي أن هنالك دولاً خارجية لها دور في التخطيط للانقلاب ومساندته، فهل يمكن تصديق
أن هذا التخطيط واسع النطاق على مستوى جميع أسلحة الجيش التركي ومسؤوليه لم يكن معروفاً
لدى أجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية وهم المتغلغلون في جميع مفاصل تركيا؟".
ويتفق
معه أسعد حيدر في جريدة المستقبل اللبنانية حيث يقول: "أن يكون أحد الجنرالات
المتآمرين قائد قاعدة إنجرليك التي يقيم ويعمل الأمريكيون فيها، هل يمكن ألا يعرف الأمريكيون
ولا ضباط المخابرات التركية؟ من الصعب جداً، لا بل من المستحيل. مصائر الدول، لا تُترك
للصدف".
ويتهم
أحمد منصور في جريدة الوطن القطرية الولايات المتحدة الأمريكية بالتخطيط للانقلاب،
قائلاً: "ولم تكن أيدي المخابرات المركزية الأمريكية الـ سي آي إيه بعيدة عن معظم
أو كل الانقلابات العسكرية التي وقعت في أعقاب الحرب العالمية الثانية في المنطقة العربية
أو ما يعرف في الشرق الأوسط بشكل عام كذلك الانقلابات التي جرت في تركيا من قبل".
وقالت
جريدة الشرق القطرية في افتتاحيتها: "أما المفاجأة الثانية والصدمة الأكبر فقد
كانت في المواقف الأمريكية والأوروبية، تجاه المحاولة الانقلابية الفاشلة".
"حماية
للديمقراطية"
من جانبه،
يقول صادق ناشر في جريدة الخليج الإماراتية: "الأتراك بدوا متخوفين من عودة ظاهرة
الانقلابات العسكرية التي ميزت تركيا خلال القرن العشرين، وجاء خروجهم إلى الشوارع
حماية للديمقراطية".
وتمتدح
فريدة العبيدلي في الراية القطرية الشعب التركي بقولها: "شكل هذا الشعب ليلتها
نموذجاً متمايزاً في القوة والوحدة والإرادة الصلبة المنصهرة في بوتقة حب الوطن التي
طغت على ما عداها من صغائر الأمور والاختلافات المتعددة".
وفي
صحيفة الأهرام المصرية، انتقد محمد السعيد إدريس "الإجراءات القمعية والانتقامية"
التي اتخذها النظام بعد الانقلاب الفاشل، فيقول: "النظام الذى حرص على تحريض الشعب
للخروج إلى الشوارع للدفاع عن الديمقراطية عازما على القيام بأسوأ الاعتداءات على الديمقراطية".
وفي
نفس السياق، يقول المنجي الغريبي في جريدة المغرب المغربية: "فشل هذه المحاولة
، الّتي لاقت شجباً ورفضاً من المجتمع الدولي، لاعتبارها تضرب 'الممارسة الديمقراطية'
ستزيد في شعبية رجب أردوغان على الأمد القصير، وهو ما سيستعمله لتبرير سياسة 'العصى
الغليظة' في مجال الحريات العامة و الفردية ".