غضب شعبي بعد الإعلان عن "الضريبة المضافة".. وخبراء يحللون أبعاد الأزمة
مواطنون: الحكومة تضغط على الفقراء فقط.. وأستاذ اجتماع: المواطن يتكيف لكن لا ينبغي التمادي.. وخبير نفسي: غلاء الأسعار له أبعاد خطيرة
لا يختلف الكثير على أن غلاء الأسعار يعد من أكثر الأمور التي تكدر صفو عيش المواطن المصري، بل أصبح طقسًا اعتادت عليه الحكومة، ومشهدًا أساسيًا ضمن المشاهد القاسية التي يستقبلها المواطن بالدموع والآهات.
وتزداد المشكلة اتساعًا عندما تتخذ الحكومة نهجًا مستمرًا في اتساع رقعة زيادة الأسعار لتشمل الكثير من السلع الأساسية التي يحتاجها المواطن بصفة دائمة، بل وتعد هي الأساس في حياته، هذا الأمر الذي شوهد في الكثير من الإجراءات التي تتخذها الحكومة والتي كان آخرها، فرض الضريبة المسماة بـ"القيمة المضافة".
القيمة المضافة "آخر المشاهد وليست الأخيرة"
بعد فرض هذه الضريبة، بسببها تشهد مصر طفرة جديدة في أسعار أكثر من 200 سلعة ومنتج، وتضمنت قائمة أسعار السلع التي يشملها قانون القيمة المضافة، جميع أنواع التبغ الخام، بواقع ضريبة 100% ،كما تضمنت القائمة، أيضا منتجات الوقود، فيما شملت الزيادة أيضًا التليفزيونات والثلاجات والديب فريزر، وغيرها من السلع التي ارتفعت اثر تطبيق هذه الضريبة الجديدة .
كما تضمنت القائمة، سلع وخدمات ومنها، الزيوت النباتية وأيضا المقرمشات والمنتجات المصنعة من د والأسمدة والمبيدات الزراعية والجبس، والمقاولات وأعمال التشييد والبناء، والأدوية والمواد الفعالة الداخلة فى انتاجها عدا ما يصدر بإعفائها قرار من الوزير، بالإضافة إلى الأدوية والمواد الفعالة الداخلية، بجانب العديد من السلع الأخرى التي تسبب مشكلات للمواطنين نتيجة لارتفاع الأسعار.
"الفجر" رصدت ردود الأفعال لبعض المواطنين حول فرض هذه الضريبة وارتفاع بعض السلع، والبداية كانت مع المواطن عم سعيد، (50 عاما)، الذي أكد أن المواطنين يستشعرون أنهم لا يعيشون في بلادهم، قائلًا: "أمال الناس عملت ثورات ليه، عشان في الآخر تعيش حياة الضنك اللي الحكومة بتعمله من غلاء الأسعار".
وأعرب المواطن سعيد عبدالخالق، موظف حكومي، عن غضبه الشديد تجاه هذه الضرائب التي تفرض على المواطنين، والتي تسبب الكثير من غلاء الأسعار، قائلًا: "الأشكال الأساسي هو تناسي الموظفين وعدم الاهتمام بالأجور، وفي الوقت ذاته تفرض ضرائب بالجملة لا نعرف التفريق بينها"، مطالبًا الرئيس السيسي أن يهتم بالمواطن الذي انتخبه ولا ينبغي أن تتم معاقبته بتلك الطرق التي وصفها بـ"المجحفة الظالمة".
وأكد سعيد بدير، (فلاح - 54 عاما)، أننا نعيش أحلك الأيام منذ زمن بعيد، خاصة الفلاحين الذين تؤكل حقوقهم كاملة على حد قوله، مضيفًا: "الفلاحين اكتر ناس مظلومة في البلد دي، رغم أن الفلاح هو أفضل من يعمل، لأنه بيقدم الأكل والطعام للكل وبرغم كده منسي تمامًا".
غلاء الأسعار له أبعاد خطيرة
فيما أكد الدكتور طه أبوالحسن، أستاذ علم الاجتماع، أن ضريبة القيمة المضافة، فضلا عن غلاء الأسعار، يفرض مؤشرات خطيرة على أوضاع الناس في المستقبل، لافتًا إلى أن غلاء الأسعار يسبب للمواطن إحباطًا شديدًا، ما يؤثر على أحوال المجتمع بكامله.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن مشكلة غلاء الأسعار تؤثر بالطبع على انتماء الإنسان للمجتمع الذي يعيش فيه، بما يسبب مشكلات للدولة، مطالبًا الحكومة أن تتراجع عن سياستها في ارتفاع الأسعار، وفرض مزيد من الضرائب.
المواطن يتكيف لكن لا ينبغي التمادي
كما أكد أيضًا الدكتور أحمد عبدالله الخبير النفسي، أن مشكلة فرض الضرائب مع ارتفاع الأسعار تسبب مشكلات كثيرة للمواطنين وتؤثر على نفسية المواطنين بالبغض الشديد، خاصة مع تواجد العديد من الفئات الأخرى، التي تحصل على مرتبات كبرى، بل ومعاشات مختلفة عن المواطن العادي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه "على الرغم من غلاء الأسعار الذي يسبب للمواطن مشكلات كثيرة، لكن لا يزال المواطن يبحث عن طرق للتكيف مع هذه الأوضاع، لكن ليس معنى ذلك التمادي في هذه الأوضاع، حيث يؤثر بالسلب كثيرا، ولديه عواقب وخيمة على فترات طويلة المدى"، مشددًا على أهمية النظر إلى المواطن البسيط من قبل الحكومة.