من في تركيا لم يتآمر على "أردوغان" ؟
يتساءل الأتراك بسخرية منذ السبت عمن بقي من مؤسسة الجيش والقضاء لم يتآمر على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك بعد حملة واسعة لتصفية الخصوم في هاتين المؤسستين وفق قوائم معدة مسبقا، فضلا عن اعتقالات بالشبهة وصور صادمة عن عمليات انتقامية واسعة.
وقال يوهانس هان المفوض المسؤول عن توسعة الاتحاد الأوروبي نقلا عن العرب اللندنية، إن عمليات الاعتقال السريعة التي تمت في صفوف القضاة وغيرهم بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا تشير إلى أن الحكومة أعدت قائمة الاعتقالات سلفا.
وأثارت المطالبة بإعادة عقوبة الإعدام مخاوف حلفاء تركيا الغربيين الذين قالوا إنه يتعين على أنقرة احترام سيادة القانون في البلد العضو في حلف شمال الأطلسي.
واعتقل الآلاف من العسكريين من جنود وقادة وعرضت صور لبعضهم وهم في ملابسهم الداخلية ومقيدو الأيدي في حافلات تابعة للشرطة وفي قاعة رياضية. وعزل الآلاف من ممثلي الادعاء والقضاة أيضا.
وقال هان “يبدو الأمر على الأقل وكأن شيئا كان معدا سلفا. القوائم متاحة بما يشير إلى أنها أعدت للاستخدام في مرحلة معينة. أنا قلق جدا. هذا بالضبط ما خشيناه”.
وقال مسؤول أمني كبير إن ثمانية آلاف شرطي من مناطق بينها العاصمة أنقرة وإسطنبول أقيلوا من مناصبهم للاشتباه في صلتهم بمحاولة الانقلاب.
ويرى محللون أن استثمار محاولة الانقلاب الفاشلة لاقتلاع الخصوم من المواقع المختلفة لن تقوي أردوغان. فهي على العكس ستزيد من أعداد الغاضبين عليه من داخل المؤسسات الحساسة، وحتى من القيادات داخل الحزب الحاكم الذين يشعرون أن من يقف ضد حلم “السلطان” سيكون مصيره مثل مصير قادة الجيش الحاليين.
وترى أليف سكوت مؤلفة كتاب “نهضة تركيا”، “أننا أصبحنا أمام حالة بات فيها عنف الغوغاء مقبولا بوصفه “دفاعا عن الديمقراطية” من قبل الرئيس الذي تعزز نفوذه وسلطته بشكل أكثر قوة من أي وقت مضى.
وتخلص سكوت إلى أن ثمة ارتياحا في تركيا لفشل الانقلاب العسكري و”أننا لن نعيش تحت حكم عسكري، لكنّ ثمة جانبا مظلما في الواقع استيقظنا عليه، وسمة سوريالية في هذا الابتهاج الهائج الذي اجتاح شوارع إسطنبول”.