أمراض صمامات القلب.. أسبابها وأعراضها وطرق العلاج
أسباب أمراض صمامات القلب:
1- مرض روماتيزم القلب وهو مرض يصييب الصمامات نتيجة لتعرض المرء للحمى الروماتيزمية في سن الطفولة وفي سن مبكر.
2- مرض نقص التروية القلبية بسبب مرض تصلب شرايين القلب التاجية المغذية لعضلة القلب . وعادة مايصيب المرضى المتقدمين بالعمر.
3- التغيرات التي قد تحدث في الصمامات بسبب تقدم العمر والتي غالباً ماتكون ناتجة عن ترسبات الكالسيوم عليها وتصلبها ، واكثر الصمامات عرضة لتلك التغيرات هو الصمام الأبهري.
4- تأثر الصمامات بالإلتهابات المباشرة بسبب التهاب بكتيري حاد أو مزمن.
5- بعض الأمراض التي تصيب أنسجة الجسم الأخرى ، كالمفاصل مثلاً ، قد تصيب الصمامات أو غشاء القلب المبطن.
6- بعض الأمراض التي تصيب النسيج الضام للجسم قد تؤثر في شكل ووظيفة الصمامات مثل مايحدث في وجود مرض مارفان.
أعراض أمراض صمامات القلب:
1- ضيق النفس وخاصة عند القيام بمجهود بدني.
2- آلام الصدر : تحدث أيضاً عند القيام بمجهود بدني.
3- الدوار والدوخة أو حتى الإغماء في الحالات المتقدمة، وعادة ماتكون هذه مصاحبة لأمراض تضيق الصمامات خصوصاً تضيق الصمام الأبهري.
4- الإعياء والخمول.
5- خفقان القلب.
6- السعال الذي قد يكون مصحوباً بالدم ، خصوصاً في حالات أمراض الصمام التاجي.
7- أحتقان الكبد وتورم الكاحلين.
وقد لايشعر المريض بأي من هذه العوارض المذكورة أعلاه في الحالات البسيطة أو المتوسطة . ويمكن للطبيب الإستدلال على نوعية المرض بفحص المريض والاستماع إلى أصوات القلب بالسماعة الطبية والتأكد من وجود لغط أو أكثر مصاحب أم لا.
علاج أمراض صمامات القلب:
يستطيع مريض صمامات القلب، تحت الإشراف الطبي المستمر ، من العيش ولسنين طويلة باستعمال الأدوية المناسبة والتي يصفها الطبيب حسب نوع المرض، لكن في حالات الأمراض المتقدمة أو في حالة انعدام جدوى هذه الأدوية، فإنه يصبح من الضروري أجراء تدخل إما عن طريق القسطرة الطبية العلاجيـــة "ونقدم مثالاً على ذلك توسيع الصمام التاجي المتضيق أو الصمام الرئوي المتضيق عن طريق البالون" أو عن طريق الجراحة .
ويعمل الجراح عادة جاهداً على المحافظة على الصمام الطبيعي بإصلاحه، وخاصة في حالة إصابة الصمام التاجي أو الأبهر، إذا كانت حالة الصمام تسمح بذلك فيوسعه عن طريق مشرط خاص إذا كان متضيقاً أو يصلح من وريقاته أو الأوتار الداعمة له، أو يضع حلقة حوله لمساعدته على الإنغلاق بشكل محكم في حالات الإرتجاع ، لكن في أحيان كثيرة لامناص أمام الجراح من أجراء عملية تبديل للصمام ، فيتم رفع الصمام المعطوب وتبديله بصمام بديل والصمامات البديلة كثيرة ومتعددة ، لكنها بشكل إجمالي تنقسم إلى صمامات بديلة معدنية وصمامات بديلة نسيجية من أصل إنساني أو أصل حيواني.
ويحدد نوع الصمام المستبدل الكثير من الاعتبارات الصحية والاجتماعية . وسوف نتحدث بإسهاب في الجزء الثاني من هذا المقال عن الصمامات البديلة المختلفة وعن هذه العوامل التي تحدد الإختيار . كما سنتحدث عن سبل متابعة الأداء الوظيفي لهذه الصمامات البديلة وعن الأدوية التي يجب على المريض تناولها ، وعن طرق تشخيص الخلل في أدائها الوظيفي والمضاعفات التي قد تنتج عن هذا الخلل.
في الحالات المتقدمة من المرض أو في حالات انعدام جدوى العلاج الدوائي يلجأ الطبيب المعالج عادة إلى التدخل إما عن طريق القسطرة الطبية العلاجية أو إلى العلاج الجراحي، إن تحديد نوع الصمام المريض يحدد طبيعة علاجه فمثلاً في حالة تضيق الصمام الميترالي أو الصمام الرئوي، وفي بعض حالات تضيق الصمام الأورطي خاصة عند الأطفال ، يمكن علاج الصمام عن طريق القسطرة الطبية العلاجية ، إذ يتم توسيع الصمام المتضيق عن طريق البالون . ويتم هذا عن طريق القسطرة الطبية المعروفة دون الحاجة إلى التخدير العام أو عملية القلب المفتوح . ولكن في معظم الحالات المرضية الأخرى الأمر يحتاج إلى التخدير العام وعملية القلب المفتوح أو ما يعرف لدى العامة بعملية فتح الصدر . ويتم خلال هذه العملية فتح وسط الصدر للوصول إلى القلب ، وإيقاف عمل القلب مؤقتاً أثناء العملية وتحويل الدورة الدموية إلى جهاز الرئة والقلب الاصطناعي، والذي يقوم بتروية الدماغ وأعضاء الجسم الأخرى حتى يتسنى للجراح إصلاح الصمام أو الصمامات المريضة.
وعادة يعمل الجراح جاهداً على المحافظة على الصمام الطبيعي ، بإصلاحه . وهذا ما يكون ممكناً في بعض حالات ارتجاع الصمام الميترالي أو الصمام ثلاثي الشرفات ، إذ يتم الإصلاح دون التبديل، إما عن طريق إصلاح الوريقات أو الأوتار الداعمة لها ، أو عن طريق وضع حلقة كاملة أو غير كاملة لدعم التوسع في حلقة الصمام الطبيعية والتقليل من هذا التوسع ومساعدة الصمام على الانغلاق بشكل محكم وفي كثير من الأحيان يجد الجراح أنه لامناص من استبدال الصمام التالف بصمام اصطناعي بديل.
أنواع الصمامات الاصطناعية البديلة:
إن الصمامات الاصطناعية البديلة كثيرة ومتعددة ، لكنها بشكل إجمالي إما معدنية أو بيولوجية أو نسيجية مـن أصـل أنسـاني "وهذه الصمامات عادة ما تؤخذ من شخص متوفى أو من المريض نفسه لاستخدامها بأسلوب روس الجراحي"، أو من أصل حيـواني "وعـادة ما تكون هذه الصمامات لمعالجة الصمام الأورطي أو صمامات مصنعة من نسيج حيواني" ومع تطور التكنولوجيا الطبية الكبير تطورت الصمامات المعدنية والنسيجية الحيوانية من حيث متانتها ومزاياها ومدى تحملها، وتعتبر الصمامات البديلة المعدنية أكثر تحملاً وقد تدوم طويلاً بمشيئة الله، شريطة أن لا يحدث لها مضاعفات غير متوقعة مثل التهاب بطانة القلب الجرثومي.
ومن ناحية أخرى فإن من مخاطرها الجانبية إمكانية تكون خثرات أو جلطات على سطحها فتعمل على انسدادها أو قد تتحرك هذه الخثرات بفعل تيار الدم وتسبب انسداد الشرايين في أجزاء مهمة بالجسم فلو استقرت مثلاً في المخ أدت إلى ما يعرف بالجلطة الدماغية لذلك يجب على المريض تناول أدوية مميعات الدم مثل الكومادين أو الوارفارين مدى الحياة لزيادة سيولة الدم لمنع تكون الخثرات على الصمام المعدني ، وتؤخذ هذه الأدوية بكمية تحددها نتيجة الفحص المخبري للدم لقياس نسبة سيولة الدم ولحسن الحظ أن الصمامات البديلة النسيجية لا تتكون عليها الخثرات ، وبالتالي لايحتاج المريض المستبدل صمامه بصمام بديل نسيجي إلى تناول الأدوية المميعة للدم.
لكن الصمامات النسيجية لها عمراً افتراضياً معيناً ، عادة ما يكون بين 6-8 سنوات قد تزيد أو تنقص قليلاً، إذ أنها عرضة للإهتراء والتلف وبالتالي الخلل الوظيفي ، وهذا يحدث بصورة تدريجية مع مرور السنين مما يعطي مجالاً زمنياً للتشخيص والاستعاضة عن الصمام التالف بصمام بديل جديد ويجب التنويه على أن عوارض إهتراء الصمام البديل النسيجي لا تختلف كثيراً عن عوارض المرض الأصلي مثل ضيق النفس عند القيام بمجهود بدني.
والإعياء والخمول لذا على المريض الانتباه لحدوث مثل هذه الأعراض ومراجعة الطبيب المعالج في أقرب وقت ممكن . ويحدد نوع الصمام المستبدل الكثير من الاعتبارات الصحية والاجتماعية مثل العمر والجنس وحجم القلب و رغبة المريض و قدرة المريض على تناول الأدوية المميعة للدم وإمكانية المراجعة الدورية المستمرة لفحص سيولة الدم ، فيفضل مثلاً الصمام البديل النسيجي للمرأة في سن الإنجاب لتجنب الجنين الأعراض الجانبية الخطيرة الناتجة عن استعمال الأدوية المميعة للدم.
كما يفضل الصمام المعدني للشباب وذلك بسبب طول عمره شرط أن يكون لدى المريض القابلية لتناول الأدوية المميعة للدم مع ما يحتاجه من المراقبة الدورية المخبرية، وعادة ما يكون هناك نقاش مفصل بين كل من طبيب القلب المعالج والجراح وبين المريض حول الصمام البديل الأمثل المناسب له بعد ذلك تتم العملية الجراحية وبعد فترة يقضيها المريض في المستشفى عقب الجراحة تتراوح عادة بين الأسبوع والعشرة أيام تختلف من مريض لآخر حسب التحسن الذي يطرأ على صحة المريض أو نتيجة ظهور بعض المضاعفات بعد العملية بعدها يغادر المريض المستشفى لقضاء فترة نقاهة معينة في المنزل لا تزيد عادة عن الـ 6 أسابيع متبعاً نصائح طبية معينة ذات علاقة بالأدوية التي ينصح بتناولها وخاصة مميعات الدم إن وصفت "ويمكن مراجعة موضوع مميعات الدم بالعدد الثاني لمجلة صحـة القلب" كما أن الطبيب المعالج ينصح المريض بنوعية النشاط الذي يمكن أن يمارسه مع تعليمات غذائية خاصة بفترة ما بعد العملية وخاصة ما يتعلق بكمية الملح "أو الصوديوم" في الطعام.
توقيت العودة إلى ممارسة العمل وإلى ممارسة العلاقة الجنسية وأمور أخرى، وما يرجوه الطبيب من مريضه التقيد بشكل جدي بجميع هذه النصائح ويوصيه بإبلاغ أطباء الأسنان عند مراجعتهم بأنه قد خضع لعملية جراحية في صمامات القلب وذلك لأخذ الإحتياطات اللازمة تجاه مميعات الدم ، وللتأكد من إعطاء المضادات الحيوية قبل وبعد الإجراءات المتعلقة بالأسنان لتفادي احتمال الإصابة بما يعرف بالتهاب بطانة القلب الجرثومي.
المتابعة الدورية لأداء الصمام البديل:
1- أخذ السيرة الطبية للمريض للتأكد من عدم وجود أي أعراض صحية معينة مثل ظهور الحمى ، ضيق النفس، الإعياء، ألخ .
2- فحص المريض سريرياً للتأكد من وجود الأصوات المتوقعة للصمام البديل المعدني "وعادة ما يسمع المريض هذه الأصوات كصوت دقة الساعة" والتأكد من عدم وجود لغط قد يكون المؤشر إلى بداية إهتراء الصمام البديل النسيجي.
3- إجرء فحوصات معينة أما بشكل روتيني دوري أو بسبب الحاجة لذلك مثل تخطيط القلب الكهربائي ، أشعة الصدر السينية أو تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية "الإيكو" للتأكد من سلامة الصمام البديل وعمله بصورة طبيعية.
4- فحص نسبة سيولة الدم عند مرضى الصمامات البديلة المعدنية الذين يتناولون مميعات الدم للتأكد من تناول الجرعة المطلوبة.
طرق تشخيص وعلاج مضاعفات الصمامات البديلة
1- تلف وإهتراء الصمام البديل النسيجي مع مرور الزمن ، وخاصة عند صغار السن أو النساء مع تكرر الحمل، وينتج عن هذا عادة أعراض لا تختلف عن أعراض المرض الأصلي ، تزيد لحسن الحظ تدريجياً مع الأيام فتترك الفرصة للتشخيص واتخاذ الخطوات اللازمة . ويمكن تشخيص الحالة من السيرة الطبية والفحص السريري إلى جانب الاستعانة بتصوير القلب بالموجات فوق الصوتية الإيكو"، ويكون العلاج عادة عن طريق إجراء عملية تبديل ثانية للصمام التالف.
2- تجلط "أو تخثر" الصمام البديل المعدني والذي ينتج عادة عن عدم تناول مميعات الدم بشكل منتظم أو بجرعة أقل من المطلوب علاجياً، أو لتناول أدوية أعطيت من قبل طبيب أخر قد تتفاعل مع مميعات الدم وتؤثر على وظيفتها دون إعلام الطبيب بأنه يتناول الأدوية المميعة للدم . وعادة ما تكون هذه الحالة حادة وخطير، تستدعي التدخل الطبي المستعجل وذلك بإعطاء نوعية خاصة من مذيبات الجلطات أو عن طريق التدخل الجراحي السريع . ويتم التشخيص أيضاً بأخذ السيرة الطبية وعمل الفحص السريري ، ثم الاستعانة بتصوير القلب بالموجات فوق الصوتية عبر القفص الصدري أو عن طريق منظار المريء.
3- التهاب بطانة القلب الجرثومي والذي لا يفرق بين الصمام البديل المعدني أو النسيجي، وينتج هذا عادة من الإجراءات المتعلقة بالأسنان مثل قلع الأسنان أو تنظيفها دون تناول المضادات الحيوية قبل الإقدام على هذه الخطوة أو القيام بعمليات جراحية أو قسطرة للجهاز البولي أو منظار للجهاز الهضمي دون أخذ المضادات الحيوية . وعادة ما يرافق هذه الحالة حمى ، إعياء شديد ونقص في الوزن . ويتم التشخيص من السيرة الطبية والفحص السريري ونتائج فحص زراعة الدم . ويستعان أيضاً بفحص تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية.
4- المضاعفات الناتجة عن تناول مميعات الدم مثل النزيف إذا تناول جرعة من الدواء أكبر من المطلوب أو إمكانية حدوث تجلط أو تخثر على الصمام البديل المعدني في حالة كون جرعة الدواء أقل من المطلوب ويتم التشخيص بإجراء فحص لسيولة الدم.
5- فقر الدم أو الأنيميا الناتجة عن تكسر كريات الدم الحمراء في بعض حالات إصلاح الصمامات التالفة أو حالات استعمال الصمامات البديلة المعدنية . ويتم التشخيص عن طريق فحص الدم وقد يستعان بفحص تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية . وعادة ما يكون العلاج بالأدوية ونادراً ما يحتاج الأمر إلى التدخل الجراحي.
6- ارتجاع الدم بالصمام البديل أو تهريب الدم من حول الصمام وغالباً ما ينتج هذا عن التهاب بطانة القلب الجرثومي أو عن قصور غير مقصود خلال الجراحة . ويتم التشخيص عن طريق الفحص السريري وفحص تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية . ويتم العلاج إما بالأدوية والمراجعة الدورية أو عن طريق الجراحة ، ومما سبق ، يتضح أنه لا يمكن اعتبار أي من الصمامات البديلة المتوفرة حالياً وسيلة مثالية للإستبدال، ولكن وبالرغم من العوائق ، فإن الصمامات البديلة تعتبر بوابة جديدة للصحة والحياة . ونحمد الله أن الأبحاث والدراسات الطبية مستمرة ً لإيجاد الصمام الأطول عمراً والأقل مضاعفة.
- الخلاصة:
عند إصابة أي من صمامات القلب بمرض ما يستدعى التدخل الجراحي ، فإنه يمكن إما إصلاح هذا الصمام أو استبداله بصمام بديل سواء كان معدنياً أو نسيجياً، وكما أوضحنا فإن لكل من هذه الصمامات البديلة مزايا وعيوب تؤخذ بعين الاعتبار حينما يحدد الجراح الصمام البديل الذي سوف يزرعه، ومهما كان هذا الصمام البديل، فإن المريض يحتاج إلى مراجعة دورية مدى الحياة للتأكد من الأداء الوظيفي الكامل له مع التقيد بجدية بالتعليمات وجرعات الأدوية الموصوفة ، وخاصة مميعات الدم، ومما لاشك فيه أن الصمامات البديلة كانت لمدة تزيد عن الثلاثين عاماً ولا تزال وستستمر كبوابة جديدة للصحة والحياة بمشيئة الله.