القمة الـ27.. والفرص المصرية الواعدة بالقارة السوداء
تأتي القمة الأفريقية في دورتها الـ 27 أعمالها في العاصمة الرواندية كيجالي، التي انطلقت أمس بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمناقشة العديد من قضايا التعاون بين الدول الإفريقية، حيث تأتي في أجواء غير عادية تتلاطم أمواجها بالعديد من القضايا المختلفة التي محل شراكة بين الدول الأفريقية، وتعطي فرص جديدة لمصر في تنمية علاقاتها مع الدول الأفريقية لا سيما بعد التهديدات الأخيرة بدخول إسرائيل.
هذا وقد ألقي الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمته بهذه القمة والتي كانت محل اهتمام ونظر من قبل الكثيرين، والتي أكد فيها على العديد من القضايا المختلفة التي تهم الجانب المصري الأفريقي،حيث أن هذه القمة تتناول ثلاث موضوعات رئيسية شملت خطط التكامل والاندماج الإفريقي، وكذلك التطورات المتعلقة بالمفاوضات الجارية بمنظمة الأمم المتحدة حول إصلاح وتوسيع مجلس الأمن والموقف الأفريقي إزاء هذا الشأن، فضلا عن موضوع انتخاب رئيس وأعضاء مفوضية الاتحاد الأفريقي.
منطقة التجارة الحرة الأفريقية
والتي تعد من أهم المحاور التي تحدث عنها الرئيس السيسي أثناء خطابه في القمة حيث أكد أن التجارب، التي خاضها العديد من الدول تؤكد أنه لا بديل عن الأخذ بنموذج التكامل والاندماج الإقليمي في أفريقيا هذا الأمر الذي يتجلى في الانتهاء قريبًا من منطقة التجارة الحرة الأفريقية، موضحًا أن مصر ستبذل أقصى جهد بالتعاون مع شقيقاتها الأفريقيات، للإسراع بخطوات التكامل الإقليمي، وصولا إلى إقامة الجماعة الاقتصادية لإفريقيا تلبية لتطلعات شعوبها إلى تحقيق الوحدة والنهضة المنشودة.
اجتماعات على هامش القمة
كما عقد الرئيس السيسي، لقاء مع نظيره السوداني عمر البشير، وأكد حرص مصر على التشاور المتواصل مع السودان حيال مختلف الموضوعات الإقليمية، خاصة في ضوء التحديات المشتركة التي تتعرض لها الدولتان نتيجة الأزمات القائمة في عدد من دول المنطقتين العربية والأفريقية.
كما أكد على التزام مصر بدعم استقرار ووحدة دولة الصومال ومواصلة مصر تقديم الدعم التنموي وبناء القدرات للكوادر الصومالية فضلا عن اتخاذ كافة جهود إرساء دعائم الأمن والاستقرار في الصومال والحفاظ على وحدته وسيادة أراضيه.
كما التقى الرئيس السيسي، أيضا برئيس الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا، وأكد على حرص مصر في تعزيز سبل التعاون الثنائي مع الكونغو الديمقراطية على كافة الأصعدة، وذلك في إطار انفتاح مصر على القارة الأفريقية وسعيها لترسيخ علاقات تعاون تتأسس على البناء والتنمية وتترجم الكلمات إلى نتائج ملموسة على صعيد تلبية طموحات الشعوب الأفريقية.
البيان الختامي
وفي ختام الجلسة، أكد الرؤساء الأفارقة أهمية الإصلاح الشامل لمنظومة الأمم المتحدة مع تأكيد حق أفريقيا في تمثيل جغرافي عادل، كما أكدوا فيما يتعلق بإصلاح وتوسيع عضوية مجلس الأمن مع مطالبة الدول الأفريقية بإدماج هذا الموضوع في أولويات سياستها الخارجية أثناء تفاعلها مع الشركاء غير الأفارقة من أجل تصحيح الظلم التاريخي الذي لا تزال القارة الإفريقية تعاني منه.
فرص مصر واعدة شريطة التواصل الدائم
وفي سياق ما سبق أكد الدكتور حسن وجيه أستاذ التفاوض الدولي، أن مصر لديها فرص مهمة للغاية مع أفريقيا لابد من الاهتمام بها، من بينها الفرص الاقتصادية، والتجارية وسياسية أيضا، حيث أن افريقيا تعد عمقا استراتيجيا لمصر لا يمكن غض الطرف عنه، هذا الأمر الذي ظهر جليا واضحا في حديث الرئيس السيسي عن قضية التجارة والانتهاء منها قريبا، هذا الأمر الذي يعد من أهم الخطوات التي تعطي أهمية كبيرة للدول الأفريقية.
وأوضح في تصريحات، أن مجرد تجمع مصر مع هذه الدول الأفريقية يعد نجاحا في حد ذاته، فضلا عن كونه مهم جدا في هذا التوقيت، خاصة بالتزامن مع زيارات إسرائيل في أفريقيا وتقديم العديد من البدائل الكثيرة لهذه الدول، مطالبا أن تكون مصر في علاقات مستمرة ودائمة ومتواصلة لا تنقطع على مدار الفترات المقبلة على وجه الخصوص مع هذه الدول قائلا يكفي ما مضي من انقطاعات وعدم مبالاة بهذه الدول فالوقت حرج وإفريقيا عماد مصر الأول للتنمية.
كما شدد على أن فرص مصر الآخرى تتوقف تماما على التصرفات المستقبلية ومواصلة العلاقات مع هذه الدول، بحيث لا تكون مصر بديلة لأي دول أخرى لأفريقيا.
لابد من الاهتمام من قبل مصر بقضايا أفريقيا
من ناحيته أكد الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أن انعقاد هذه القمة في هذا التوقيت يعد من أهم الأمور الحاصلة في هذا الأمر، لافتا إلى أن مصر عليها دائما أن تكون في الصفوف الأولي في أفريقيا، ولايجب أن تكون العلاقات مقتصرة على انعقاد القمم الأفريقية، بل يجب على مصر أن تهتم دائما بتبنى قضايا الدول الأفريقية والشراكة فيها، من خلال جميع الأسلحة المتاحة، سواء عبر الإعلام، وكذلك الدبلوماسية الخارجية، بحيث تشعر إفريقيا فعليا بأن مصر تهتم بقضاياها.
وأوضح، أن مصر لديها فرص واعدة تماما من خلال إتمام المنطقة الخاصة بالتجارة الحرة، حيث سيؤدي هذا إلى اتساع حركة التجارة بل والتكامل الاقتصادي إلى حد كبير، وإيجاد أسواق جديدة هامة لمصر، في إطار التكامل الاقتصادي.
ولفت إلى أن حديث القمة أيضا عن إصلاح وتوسيع مجلس الأمن، يعد فرصة مهمة للغاية لتوسيع العلاقات السياسية مع الدول الأخرى، بما سيعمل على اندماج مهم للغاية فيما بين الدول، مشددا أنه لأول مرة تذهب مصر لهذه القمة وتعلم تماما بحقيقة القضايا التي تناقشها وتطرحها.
الإعلام عليه دور مهم وكبير
كما أكد الدكتور إكرام بدرالدين أستاذ العلوم السياسية، أن هذه مصر عليها أن تهتم دائما بالتواصل مع الدول الأفريقية، ولا يجب أن تقتصر على طرح هذه القضايا وحدها، بل لابد من متابعة القضايا والدخول في علاقات، بل طرح مصر بدائل تكون مغرية كثيرا بحيث تستحوذ على اهتمام هذه الدول.
وأكد أن الإعلام عليه دور كبير في تعميق القضايا والعلاقات فيما بين مصر ودول افريقيا، قائلًا أن هذا هو السلاح الوحيد الأكثر فاعلية في اشعار هذه الدول بأهميتها، وأن مصر تعبر عن قضاياها باهتمام، وبهذا تضمن فرص واعدة في هذا الشأن.