"الإندبندنت" تنشر بالدليل حقيقة تدبير الانقلاب من قبل أردوغان
زعمت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن محاولة الانقلاب العسكري التي وقعت مساء الجمعة الماضية في تركيا ما هي إلا عملية مدبرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتعزيز نفوذه في البلاد وكبح معارضيه.
وقالت الصحيفة إن المقاتلات التركية رصدت طائرة الرئيس التركي، والذي كان عائدا من عطلة في منتجع ساحلي في مارماريس، ولكنها لم تقم بإطلاق النار أو إسقاط طائرته.
وأكد ظابط عسكري سابق لوكالة أنباء "رويترز" أن طائرة الرئيس تعرضت لمضايقات من اثنتين على الأقل من مقاتلات F-16، ولكنهم أغلقوا الرادارات على طائرته لحمايته، مضيفا: "يظل عدم إطلاقهم النيران لغز محير".
وأكد مسؤول تركي رفيع لـ"رويترز" صحة تعرض طائرة الرئيس أردوغان لمضايقات بينما كانت متجهة إلى اسطنبول من قبل اثنتين من طائرات الانقلابيين. وقال مسؤول كبير آخر إن الطائرة كانت "في ورطة في الهواء" لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل.
ونشرت "الإندبندنت" الدليل بأن مواقع تتبع رحلات الطيران أظهرت طائرة الرئيس التركي وهي تقلع من مطار دالامان وتحلق إلى اسطنبول، في الوقت الذي أكد فيه شاهد عيان لـ"رويترز" في مطار اسطنبول أنهم كانوا يسمعون أصوات طلقات نار قبل أن تصل طائرة الرئيس للأرض.
وبعد الانقلاب الفاشل، تحركت الحكومة بسرعة لدعم سلطة الرئيس أردوغان وإزالة هؤلاء الذين ينظر إليه على أنهم أعداء، حيث تم اعتقال أكثر من 6000 شخصا.
وذكرت الصحيفة أن حملة الاعتقالات استهدفت ليس فقط الجنرالات والجنود في الجيش، ولكن رقعة واسعة من السلطة القضائية التي وقفت ضد أردوغان في بعض الأحيان، مما أثار مخاوف من أن جهود الإطاحة به سوف تدفع تركيا إلى مزيد من الحكم الاستبدادي.
وأشار مفوض في الاتحاد الأوروبي، يوهانس هان، إلى أن تحرك تركيا السريع في القبض على القضاة وغيرهم من الذين يشتبهون بتورطهم في محاولة الانقلاب كما لو كانت أعدت قائمة مسبقة.
وقال يوهانس: "يبدو أن الحكومة التركية كانت تعد شيئا بتوفير تلك القوائم، مما يشير إلى أنها كانت مستعدة لاستخدامها في مرحلة معينة"، مضيفا: "أنني قلق جدا. وهذا بالضبط ما كنا نخشاه."
وأكد مراقبون أن استخدام الانقلاب بهذا الشكل، وخاصة ضد السلطة القضائية، يشير إلى أن الحكومة تستغل هذه الفرصة لتوطيد سلطة أردوغان.