"رب ضارة نافعة".. هل سيستغل "أردوغان" الانقلاب للتحول للنظام الرئاسي

فشلت محاولة أفراد الجيش التركي، من الانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان، وأخذت الأحداث تطورًا سريعًا من السيطرة على البلاد إلى استعادة الهدوء بالمنطقة مرة أخرى.

وقد أثار ذلك التطور السريع في الأحداث الإنقسام حول قراءة المشهد، فبعض المحللين أكدوا أن ذلك التطور يدل على قوة وذكاء أردوغان وتحكمه في المواقف، والبعض الآخر توقع سعيه لتحقيق سيطرة أكبر على تركيا بتحويل النظام السياسي بها من برلماني يكون فيه رئيس صوري لـ"نظام رئاسي" يكون لأردوغان فيه صلاحيات أكبر بغرض القضاء على الإنقلابيين. 

من جهته قال هاني الجمل، المحلل السياسي، إن اردوغان سيستفيد من المحاولة الإنقلابية بإزاحة المؤسسة العسكرية والقضاء على حلم الوصول للسلطة، كما أنه سيطيح بالقضاء، وسيعيد صياغة الدولة التركية من الداخل بشكل جديد سيعطي له صلاحيات أكبر ولكن بدون تغيير أنظمة ولا إصدار قوانين.

وأشار الجمل، إلى أن فشل الانقلاب يعني بداية نهاية المؤسسة العسكرية في عودتها مرة أخرى للحياة السياسية، ورفض الأحزاب المعارضة مشاركة العسكر في الحياة السياسية التركية، كما أنه يعني بداية نهاية الحياة العلمانية هناك.

فيما أكد المحلل السياسي حسن نافعة، أن الانقلاب سيخرج منه أردوغان ضعيفاً لوقوعه بعهده، بينما ستخرج الديمقراطية التي بناها أردوغان أكثر قوة، موضحاً أن الانقلاب كان متوقعاً لأن القيادة السياسية في تركيا ارتكبت أخطاء كثيرة، والانقلابيين من المؤسسة العسكرية حاولوا استغلال الوضع.

وأشار نافعة، إلى أن ذكاء أردوغان سيجعله أكثر ديمقراطية ولن يقوم بتحويل النظام السياسي بتركيا من برلماني لرئاسي لكسب صلاحيات له أكثر.

وتابع قائلاً: "أردوغان حافظ على مكانه وشرعيته بالديمقراطية ولو حاول تغيير النظام وفرض قيود أكبر فالمعارضين التي وقفوا معاه أمس وقت الانقلاب عليه رغم عداوتهم معاه هيتحولوا وهيكون فعلا فيه انقلاب أكثر شراسة من كل المحاولات السابقة، المؤسسة العسكرية لها طموح في السلطة وهتستغل أي خطأ سيقع فيه أردوغان وسيلعبون على الأخطاء التي أدت لفشل انقلابهم تلك المرة".

فيما استبعد مختار غباشي، خبير الشئون الخليجية، قيام أردغان باستغلال فشل المحاولة الإنقلابية عليه بخلق صلاحيات اوسع له تمكنه من الحكم المطلق بتركيا، قائلاً: "أردوغان لن يحول النظام السياسي في تركيا لرئاسي الآن، فذكائه سيجعله يفصل بين الربط بين محاولة الإنقلاب وبين تحويل النظام لخلق صلاحيات له أوسع".

وأشار غباشي، إلى أن تلك المحاولة الإنقلابية كانت بمثابة درس لجميع الدول العربية حيث أن توحد الأطراف المتصارعة والشعب في تركيا والتفافهم ضد الانقلاب العسكري وحكم العسكر كان الدري المستفاد للجميع، مؤكداً أن أردوغان سيورط نفسه إذا قام بتكبير صلاحياته بتغيير النظام، قائلاً: "وقتها سيتفكك الشعب والاطراف المتصارعة ضد أردوغان وسياسته وسيعطي فرصة للمؤسسة العسكرية لالتفاف معارضين سياسة اردوغان حولهم لاسقاطه".