معلومات لا تعرفها عن "فتح الله كولن" المخطط للانقلاب ضد أردوغان
بعد فشل محاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أتجهت كل الإتهامات إلى "التيار الموازي" أو حركة فتح الله كولن، وهذا ما أكده العديد من المسؤولين الأتراك في الساعات الأولى من صباح السبت.
وخلال التقرير التالي نتعرف على حركة فتح الله كولن والتي ازدهرت في إطار انتعاش الحركات والطرق الدينية في تركيا في ثمانينيات القرن الماضي.
ولد "كولن" في قرية بمحافظة أرضروم شرق البلاد يوم 27 أبريل 1941، وتلقى تعليمًا دينيًا منذ صباه، إضافة لعلم الفلسفة وغيرها، كما اطلع على الثقافة الغربية وأفكارها وفلسفاتها إلى جانب الفلسفة الشرقية.
وفي العشرين من عمره، عُين كولن إمام جامع في مدينة إدرنة، ليبدأ طريقه في الدعوة، ليتدرج في المناصب ويصبح واعظًا، ليكون حركته الخاصة به والتي حملت اسم "حركة الخدمة" أو حركة "كولن"، التي صنفتها الحكومة التركية، منظمة إرهابية، وذلك بعد أن تبحر في العلوم الإنسانية وألف الكثير من الكتب، ترجمت إلى أكثر من 30 لغة حول العالم، وأغلب هذه الكتب كانت تدور حول التصوف والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية.
الحركة النورسية
أثناء دراسته تعرف "كولن" على رسائل النور التي ألفها سعيد النورسي، أحد أبرز علماء الإصلاح الديني والاجتماعي في عصره، وتأثر بكتاباته وسيرته الشخصية حتى أنه عزف عن الزواج تشبهًا به وتفرغًا للدعوة.
وخلال النصف الثاني من القرن الماضي، كان كولن من الرواد الذين كونوا الجيل الثاني من الحركة النورسية بعد تفرقها، منشئًا ما سمي لاحقًا بحركة "الخدمة" أو "جماعة كولن" التي تعتبر أحد أهم وأقوى فرق الجماعة الأم.
منهجه
يتميز "التيار الموزاي" أو حركة فتح الله كولن" عن باقي الحركات الإسلامية في المنطقة والعالم هو أنها غالبًا تلقى ترحيبا كبيرًا من الغرب، حيث أنها تعتبر هي "النموذج" الذي ينبغي ان يحتذى به بسبب "انفتاحها" على العالم، وخطابها الفكري.
"الكيان الموازي"
وخلال 19 ديسمبر قامت الحكومة التركية بضبط فتح الله كولن، إطار الحملة التي شنتها على ملاحقة "الكيان الموازي" وهو الأسم الذي أطلقته الحكومة على تنظيم سري، يضم عاملين في السلكين القضاء والأمني، يهدف إلى إسقاط الحكومة وتقويضها، لكن كولن كان وقتها يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، في منفى اختيار بولاية بنسلفانيا.
خروجه من تركيا
بعد متاعب كولن مع السلطات التركية بدأت في 18 يونيو عام 1999، غادر إلى الولايات المتحدة وعندما تحدث في التليفزيون التركي، وقال كلاما اعتبره البعض انتقادا ضمنيا لمؤسسات الدولة التركية.
وبعد ذلك بدأ المدعي العام للدولة تحقيقًا في تصريحات كولن، وساعتها تدخل رئيس الوزراء التركي انذاك بولنت أجاويد ودعا الدولة إلى معالجة الأمر بهدوء، بدلا من فتح الموضوع للنقاش على المحطات التلفزيونية التركية، كما دافع عن كولن وعن مؤسساته التعليمية وقال: "مدارسه تنشر الثقافة التركية حول العالم، وتعرف تركيا بالعالم، مدارسه تخضع لإشراف متواصل من السلطات".
أين يعيش الآن
يعيش كولِن، الآن، في منفى اختياري في ولاية بنسلفانيا الأميركية حيث يترأس شبكة ضخمة غير رسمية من المدارس والمراكز البحثية والشركات ووسائل الإعلام في خمس قارات.
حيث أنشأ أنصاره واتباعه ما يقرب من مئة مدرسة مستقلة في الولايات المتحدة وحدها، كما اكتسبت الحركة زخمًا قويًا في أوروبا منذ تأسست أولى مدارس كولِن في شتوتجارت بألمانيا في عام 1995.
كولن هو أستاذ اردوغان الحقيقي
الجدير بالذكر أن "كولن" لا يفضل تطبيق الشريعة في تركيا، حيث يقول الغالبية العظمى من قواعد الشريعة تتعلق بالحياة الخاصة للناس، فيما الأقلية منها تتعلق بإدارة الدولة وشؤونها، وانه لا داعي لتطبيق احكام الشريعة في الشأن العام.
وبناء على ما سبق يعتقد كولن أن الديمقراطية هي أفضل حل، ولهذا يكن عداء للأنظمة الشمولية في العالم الإسلامي، ومع أن نجم الدين أربكان رئيس وزراء تركيا الأسبق، ينظر إليه بوصفه أستاذ الرئيس التركي رجب طيب أروغان، إلا أن تجربة حزب العدالة والتنمية في الحكم تشير إلى أن كولن هو أستاذ أردوغان الحقيقي.