التفاصيل الكاملة لـ"5 ساعات" زلزلت شرعية "أردوغان"

تقارير وحوارات

رجب طيب إردوغان -
رجب طيب إردوغان - الرئيس التركي


شهدت تركيا في خلال الساعات الأخيرة من مساء أمس الجمعة، محاولة لانقلاب عسكري على رئيس الدولة رجب طيب أردوغان، وكانت خلالها تركيا على صفيح ساخن، بسبب ضبابية الوضع الظاهر من وسائل الإعلام، فبعضها أعلن نجاح الانقلاب والآخر أقر بفشله، حتى بدأت الحقيقة في الظهور، بخروج رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم كاشفًا أن الجيش والاستخبارات سيطرا على البلاد، وفي التقرير التالي سنرصد تسلسل الأحداث من البداية حتى النهاية.

البداية جاءت من الموقع الإلكتروني لصحيفة "زمان" التركية، في حدود الساعة 10 مساء الجمعة، بشأن إغلاق قوات الدرك الجسرين المعلقين على جانبي البوسفور بسيارات مدرعة عسكرية، وإعلان الجيش التركي سيطرته على إدارة البلاد.


وفي العاشرة ونصف الساعة، تم إعلان حظر التجول في أنحاء البلاد وإغلاق المطارات، ووقف الرحلات من وإلى مطار أتاتورك الدولي، وإيقاف الرحلات الجوية وغلق جسر البوسفور.

وتم نشر قوات من الجيش على جسر البوسفور بين شطري إسطنبول إغلاقه دون إعلان أي أسباب.

كما أفادت الأنباء سيطرة الجيش على مقر حزب العدالة والتنمية الرئيسي في اسطنبول.


وفي الساعة الحادية عشر، خرج رئيس الوزراء التركي،  بن علي يلدريم، ليعلن وجود عصيان داخل الجيش، ومحاولة للانقلاب.

وقال رئيس الوزراء التركي في وقت سابق إن فصيلا داخل الجيش حاول الاستيلاء على السلطة لكن سيتم دحرهم وإن من الخطأ وصف ما حدث بأنه انقلاب.

وقالت وكالة الأناضول الرسمية إنه تم اعتقال رئيس أركان الجيش التركي الجنرال خلوصي آكار من قبل ما وصفهم بـ "الانقلابيين".

ونقلت رويترز عن شهود عيان بمدينة أنقرة، تحليق طائرات حربية ومروحية فوق المدينة، بالإضافة إلى سماع دوي اطلاق نار في مدينة اسطنبول، وبعد لحظات نقلت سماع انفجار في مقر القيادة العامة للشرطة في اسطنبول. 


الساعة 11.30 مساء حجبت الحكومة التركية أبرز مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، قبل الساعات الأولى من منتصف الليل، إبان محاولة انقلاب عسكري.


وقبل منتصف الليل بدقائق توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مطار أتاتورك، وظهر عبر قناة "ان تي في" التركي بعد ظهوره مرتين عبر تطبيق السكايب.

خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في فيديو مسجل يدعوا الشعب للخروج لمساندته، قائلا :"بصفتي رئيس للجمهورية أدعو كل الشعب وأعضاء حزب العدالة والتنمية للنزول إلى الشوارع والميادين لتلقين هولاء المجموعة المتمردة الدرس اللازم. بحسب ما نقلته وكالة الأناضول الرسمية.


أما الساعة 2.45 صباحا، أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، فشل المحاولة الانقلابية التي قام بها عناصر من الجيش التركي، مؤكدًا أن رئيس الأركان، الجنرال خلوصي آكار استعاد السيطرة على الأمن في البلاد.

وكشف يلدريم عن "السيطرة إلى حد كبير" على محاولة الانقلاب التي وصفها بـ"الغبية" والتي نفذتها مجموعة من العسكريين الجمعة.

وأضاف رئيس الوزراء أنه سيتم إسقاط أي مروحية أو مقاتلة للانقلابيين فوق العاصمة أنقرة.



الساعة 2.50 وصول طائرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى اسطنبول.

أما الساعة 3.00 تعرض البرلمان التركي في العاصمة أنقرة لقصف من قبل الداعمين لحركة الانقلاب الذي أعلنها الجيش للاستيلاء على السلطة، وأفادت الأنباء باحتماء نواب البرلمان المتواجدين داخله في الملاجئ.

وخلال مؤتمر صحفي الساعة 3.30 صباحا، قال رجب طيب أردوغان إن تركيا فقدت الكثير من المدنيين في الانفجار الأخير في مطار اتاتورك، ومن ثم تحول إلى منطقة عسكرية حتى يتم التخلص من المحاولة الفاشلة للانقلاب وستكون فرصة لتطهير الجيش.

وتابع: "الآن أوجه ندائي إلى الجميع في الجيش التركي، حافظوا على الجميع، وأنتم المسئولون عن حماية أهلينا، ولا يقبل أن ترفعوا السلاح ضد المواطنين المدنيين الأتراك".

وأضاف: "الآن يوجد حملة اعتقالات كبيرة في الجيش التركي حتى يتم تطيره ويكون جيشنا نظيفا، وحتى لا يتكرر هذا الانقلاب ثانيا، مثلما انهينا العمليات الإرهابية في القرى التركية".

ورفض أردوغان الرد على سؤال أحد الصحفيين حول مقتل 17 عسكريا، قائلًا، إن الأفضل الآن الحديث حول تظاهر الشعب التركي لدعم هذا النظام".