الشيخ فتح الله كولن
ولد فتح الله كولن في عائلة متواضعة في مدينة أرزروم (أرض الروم) في تركيا في عام ١٩٤١ و نشأ في بيئة مليئة بالروحانية. اكمل كولن تعليمه و دراسته في معاهد متطورة و حديثة و درس العلوم الإسلامية و حصل على شهادة توؤهله للتدريس.
وتدرب كولن على يد معلمين صوفيين محليين، حيث تعلم مبادئ الروحانية الإسلامية والإنسانية. و تعرف على و درس كتابات سعيد النورسي ، وهو عالم مسلم مشهور علم المسلمين أن يرحبوا و يستفيدا من المدنية الحديثة، وأن يستلهمو من النصوص المقدسة ليطبقوه في حياتهم.
والدا كولن لعبا دورا كبيرا في تعليمه المبكر.
والده وهو إمام كان يستمتع بقراءة الكتب الكلاسيكية و قراءة الشعر و التأمل في الفترة الاولى من الإسلام . و هو الذي غرس في كولن الشاب محبة التعلم ومحبة النبي و أصحابه . والدته، وهي مدرسة قرآن متطوعة ، علمته قراءة الكتب الدينية و جسدت له الحياة الروحية و المثابرة. أصبح كولن حافظا للقران كله عن ظهر قلب ، في سن الثانية عشرة ، وبدأ بالقاء المواعظ في المساجد المحلية عندما كان في ألرابعة عشرة من عمره.
عمله في بداية حياته
بعد اجتياز كولن امتحان من قبل المديرية الدولية التركية للشؤون الدينية في عام ١٩٥٩ ، تم تعيينه كواعظ في مسجد تاريخي في أدرنة ، وهي مقاطعة في الجزء الأوروبي من تركيا . في هذه الفترة من شبابه ، كان كولن نشط اجتماعيا ولكن على الصعيد الشخصي كان متقشفا . هذه الفترة ايضا كانت فرصة له لتعميق معرفته في التقاليد الإسلامية و لدراسة العلوم الاجتماعية والطبيعية و الكلاسيكيات الفلسفية والأدبية الشرقية والغربية على حد سواء، ومن بين الشخصيات التاريخية الذي كان لها أكبر أثر على حيات كولن الفكرية نذكر أبو حنيفة، الغزالي، الإمام رباني، جلال الدين الرومي، يونس إمري، والنورسي، قرائته الواسعة الافاق هي التي هيئته لتفسيراته الشاملة المعروفة.
وحافظ كولن طوال حياته المهنية على أسلوبه في الحياة الشخصية من الزهد الورع و لكن في نفس الوقت حافظ على الاختلاط بالناس والبقاء على علاقة جيدة مع السلطات المدنية والعسكرية التي واجهها في خلال تلك الخدمة. و كان شاهدا على انجذاب الشباب إلى التطرف والإيديولوجيات الراديكالية و سعى من خلال وعظه صرفهم عن ذلك، ورأى ان تآكل القيم الأخلاقية التقليدية بين الشباب والجزء المتعلم في المجتمع التركي ادى إلى تغذية الإجرام والصراع السياسي والمجتمعي لهذا السبب ، قام كولن بتنظيم سلسلة من المحاضرات العامة، وكانت لهذه التجارب تأثيرات تكوينية على قيادته الفكرية و المجتمعية و تعزيز إيمانه في معنى و قيمة البشر والحياة.
وفي عام ١٩٦٣ ، بعد خدمته العسكرية ، أعطى فتح الله كولن سلسلة من المحاضرات في أرزروم عن جلال الدين الرومي، كما شارك في تأسيس جمعية مكافحة الشيوعية هناك، وألقى محادثات مسائية عن القضايا الأخلاقية في عام ١٩٦٤، تم تعيينه في وظيفة جديدة في مدينة أدرنة، حيث تأثر به عدد كبير من الشباب المتعلمين والناس العاديين، بعد تعيينه في مدينة قرق لاريلي في عام ١٩٥٦ ، قام كولن بتنظيم محاضرات ومحادثات مسائية. خلال هذه المرحلة من حياته المهنية، تماما كما كان من قبل ،كولن لم يشترك في اي سياسات حزبية بل اكتفى بإعطاء دروس حول القيم الأخلاقية في الشؤون الشخصية والجماعية.
واعظ و ناشط تعليمي على الصعيد الوطني
في عام ١٩٦٦، أصبح يشار توناكر، الذي كان يعرف فتح الله كولن سابقا من خلال حياته المهنية ، نائب رئيس مديرية البلاد للشؤون الدينية، و بعد توليه منصبه في أنقرة ، أسند الى فتح الله كولن منصبه الذي شغره في إزمير - في الحادي عشر من مارس، وتم نقل كولن إلى منطقة أزمير ، حيث استلم المسؤولية الإدارية للمساجد و دراسة الطلاب و القاء المواعظ في منطقة بحر إيجة، ورغم ذلك تابع العيش بزهد وعاش لمدة خمس سنوات تقريبا في كوخ صغير بالقرب من كاستنة بازار ولم يأخذ أي أجر مقابل خدماته، و خلال هذه السنوات بدأت أفكار فتح الله كولن في التعليم وخدمة المجتمع تأخذ شكلا واضحا وناضجا، من عام ١٩٦٩ بدأ ابإقامة اجتماعات في المقاهي، وإلقاء محاضرات في جميع أنحاء المحافظات والقرى في المنطقة . كما نظم المخيمات الصيفية لطلاب المدارس المتوسطة والثانوية.
وفي أزمير، وهي أكبر محافظة في الساحل الغربي في تركيا بدأت خطب فتح الله كولن الرائعة تتبلور و بدأ جمهوره في التوسع. و بدأ في السفر من مدينة إلى مدينة اخرى لإعطاء الخطب في المساجد و في التجمعات و في أماكن مختلفة بما في ذلك المسارح و المقاهي . و كانت موضوعاته تتراوح بين السلام والعدالة الاجتماعية إلى النزوعات الطبيعية الفلسفية ،وكان هدفه الأساسي دائما هو حث جيل الشباب على مواءمة التنوير الفكري مع الروحانية في التقاليد الإيمانية وخدمة البشر.
واجتذبت خطب كولن انتباه المتعلمين في الأوساط الأكاديمية و طلاب الجامعات و عامة الناس في جميع انحاء البلاد ، و ذلك لانها تميزت بعمق المعرفة والمنطق والحساسية و البلاغة الممتازة والمصادر المعتمده. وسجلت خطاباته على اشرطة و وزعت في القرى و استقبلت بحماس. كما انه يؤكد انه حصل على هذا المصداقية من قبل الناس “على الرغم من انه لم يستحق ذلك” على حد قوله، من خلال توجيه النوايا الحسنة والطاقة المخلصة نحو نهاية إيجابية.
ويصف فتح الله كولن هذا المثل الأعلى الوطني والعالمي ب ” الاجتماع حول القيم الإنسانية العالية” من خلال التعليم والحوار. بخصوص هذا المثل الأعلى ، كان فتح الله كولن يعمل دائما تحت مسمى وظيفي مثل ” مستشار” أو “مشجع” لا أكثر، وفي البداية خدم جمهوره في مدينة أزمير كبذرة لتشكيل مجتمع من المواطنين في جميع نواحي الحياة وتوسعت لاحقا إلى مواطنين من خلفيات مختلفة جدا، بما في ذلك غير المسلمين الذين اشتركوا في البعد الإنساني من رؤية كولن إن لم يكن جذورها الإسلامية.
ونتيجة لانقلاب الثاني عشر من آذار في عام ١٩٧٠، ألقي القبض على عدد من المسلمين البارزين في المنطقة الذين دعموا سكن الطلاب وما يرتبط بها من أنشطة للشباب في كاستنة بازار.و في الاول من مايو، اعتقل فتح الله كولن أيضا واحتجز لمدة ستة أشهر دون تهمة حتى أفرج عنه في التاسع من تشرين الثاني. كما تم الافراج عن كل الذين اعتقلو من دون تهمة في وقت لاحق. و لتفسير هذه الاعتقالات، قالت السلطات أنها اعتقلت الكثير من اليساريين و أنهم شعروا بحاجة إلى اعتقال بعض المسلمين البارزين من أجل تجنب اتهامهم بعدم العدل. ومن المثير للاهتمام، انهم أفرجواعن فتح الله كولن بشرط أنه لا يلقي محاضرات و خطب على العامة.
وفي عام ١٩٧١، ترك فتح الله كولن منصبه في كاستنة بازارو لكنه أبقى على وضعه كواعظ معتمد من قبل الدولة. بدأ كولن بعد ذلك بإنشاء المزيد من المراكز الدراسية في منطقة بحر ايجه حيث تم تمويل هذه المراكز من قبل السكان المحليين. وهو في هذه المرحلة بالتحديد،كونت مجموعة معينة مكونة من مئة شخص ما يسمى بجماعة الخدمة، وهي مجموعة تجمعوا حول مفهوم فتح الله كولن عن خدمة المجتمع والعمل الإيجابي.
وبين عامي ١٩٧٢ و ١٩٧٥ ،شغل فتح الله كولن منصب واعظ في عدة مدن في منطقة بحر إيجه وبحر مرمرة. حيث استمر في القاء المواعظ وتدريس الأفكار والقيم حول التعليم و أخلاقيات الخدمة التي وضعها . و استمر في إنشاء المساكن لطلاب المدارس الثانوية وطلاب الجامعات . في هذه الفترة من الزمن كانت الفرص التعليمية نادرة للناس في الأناضول ، وكان معظم سكن الطلاب في المدن الكبرى تحت سيطرة المتطرفين اليساريين واليمينيين في جو مشحون ملئ بالسياسة. وفي المدن و المحافظات وقع الآباء الذين نجح ابناؤوهم في امتحانات القبول للجامعات أو المدارس الثانوية في مآزق حيث ارادوا منهم حرمان ابناءهم من مواصلة التعليم و بقائهم في المنازل . اعطت المساكن الطلابية التي اسسها فتح الله كولن ومساعديه فرصة لللآباء لإرسال ابنائهم إلى المدن الكبيرة لمواصلة تعليمهم و في نفس الوقت حمايتهم من البيئة السياسية المشحونة . لدعم هذه الجهود التعليمية قام الأشخاص الذين يشاركون فتح الله كولن مبدئه في الخدمة بإعداد نظام المنح الدراسية للطلاب.و قد مولت سكن الطلاب وأعطيت المنح من قبل الجمعيات المحلية التي انتشرت بينهم فكرة الخدمة (hizmet) لفتح الله كولن .تشجعا بفتح الله كولن و تأثرا بخطبه حول العمل الإيجابي والمسؤولية، بدأ الناس بحشد قواهم لمواجهة آثار الأيديولوجيات العنيفة و الفوضى الاجتماعية والسياسية التي اثرت على أطفالهم و على الشباب بشكل عام، بدأ الطلاب أيضا في المساكن الطلابية بلعب دور في نشر خطب ا لخدمة. و من فترة الى اخرى، كانوا الطلبة يعودون إلى مدنهم ويزورون المدن والقرى المحيطة بها للحديث عن تجاربهم والأفكار التي واجهتهم و ذلك لنشرفكرة الخدمة في المنطقة . و من عام ١٩٦٦ فصاعدا قامت اطراف ثالثة بتسجيل خطب ودروس فتح الله كولن على أشرطة كاسيت وتوزيعها في جميع أنحاء تركيا. وبالتالي من خلال شبكة العلاقات الموجودة مسبقا في الخدمة ومن خلال العمل الجماعي و الأنشطة الطلابية و التكنولوجيا الجديدة اصبحت خطب الخدمة معروفا على مستوى الدولة.
وفي عام ١٩٧٤، تم إنشاء أول جامعة للدورات التحضيرية في مانيسا، حيث كان فتح الله كولن يدرس هناك في ذلك الوقت.و في ذللك الفتره، كان ابناء العائلات الثرية جدا هم القادرين فقط على الوصول إلى التعليم الجامعي. و لكن الدورات الجديدة في مانيسا جددت الامل عند الأسر الأناضولية المتواضعة بأن هناك فرص تعليمية أفضل لاطفالهم في المستقبل. و كانت الفكرة أنه اذا تم دعم أطفال الأسر المتواضعة انهم سوف ينجحوا في التعليم العالي. ومع انتشار خبر هذه الإنجازات و النجاحات، وجهت دعوة لفتح الله كولن في العام التالي لإلقاء سلسلة من المحاضرات في جميع أنحاء تركيا. و أصبحت فكرة الخدمة معروفا على نطاق واسع ومتجذر بقوة في مختلف مدن ومناطق البلاد.و من ذلك الوقت وصاعدا، سمي الناس الذين دعموا التعليم والخدمات الإيثارية الغير سياسية بحركة كولن.
في عام ١٩٧٦، ارسلت المديرية الدينية فتح الله كولن إلى بورنوفا في أزمير التي فيها واحد من اكبر الجامعات في تركيا و التي بها عدد كبير من الطلاب و على قدر كبير من النشاط المتشدد الذي كان سائدا في الجامعات في السبعينيات. و قد لفت انتباه فتح الله كولن إلى أن الجماعات اليسارية كانوا يفتعلون الضوضاء و الشغب لابتزاز الاموال من أصحاب الأعمال وأصحاب المحال التجارية في المدينة و يتعمدون تعطيل الأعمال واالحياة الاجتماعية.وقام المبتزين بالفعل بقتل عدد من ضحاياهم، وفي خطبه تكلم فتح الله كولن و حث الذين تعرضوا للتهديد من قبل المبتزين بعدما الانصياع للتهديدات والعنف ولاالتفاعل مع العنف و ومفاقمة الوضع . وحثهم على الإبلاغ عن الجرائم للشرطة و على التعامل مع المبتزين من خلال الجهات المناسبة .
وبعد هذه الرسالة تلقى فتح الله كولن تهديدات تودي بحياته، وفي نفس الوقت، تحدى كولن الطلاب اليمينين واليساريين و طلب منهم ان يأتوا إلى الجامع لمناقشة أفكارهم معه وعرض عليهم ان يرد على أية أسئلة سواءا علمانية أو دينية . و قبل العديد من الطلاب بهذا العرض . و لهذا السبب، خصص فتح الله كولن مساء كل احد لجلسات المناقشات و الحورات بالإضافة إلى وظيفته اليومية و هو إعطاء المحاضرات الدينية و المواعظ.
في عام ١٩٧٧، سافر كولن الى شمال أوروبا، لإلقاء المواعظ للجاليات التركية و لتوعيتهم حول القيم والتعليم وتشجيعهم علي اخلاقيات الخدمة و العمل الإيجابي. وشجعهم على الحفاظ على قيمهم الثقافية والدينية و في نفس الوقت الاندماج مع المجتمعات الذين يعيشون معها. و الآن في عمرالسادسة و الثلاثون، اصبح فتح الله كولن واحد من الدعاة الثلاثة المعترف بهم على نطاق واسع في تركيا. على سبيل المثال، في عام ١٩٧٧، دعي فتح الله كولن و اتباعه الى المسجد الازرق (مسجد السلطان أحمد) في اسطنبول لالقاء خطبة صلاة الجمعة بحضور رئيس الوزراء ووزراء آخرين وشخصيات اخرى.
وشجع فتح الله كولن المشاركين في الحركة على النشر و الطباعة. ونشرت مقتطفات من بعض مقالاته ومحاضراته، وأنشأ مجموعة من المعلمين المتآثرين بأفكار فتح الله كولن جمعيه المعلمين لدعم التعليم والطلاب.
وفي عام ١٩٧٩، بدأت جمعية المعليمين بنشر مجلة شهرية خاصة بإسم “سيزينتي” (Sizinti باللغة التركية ) و أصبحت تلك المجلة الأعلى مبيعا في تركيا. وكانت هذه المجلة مشروعا رائدا، لكونها مجلة العلوم و الإنسانية والإيمان، والأدب. وكان الهدف من النشر هو إظهار أن العلم والدين لا يتعارضان وأن كلاهما ضروري للنجاح في الحياة، وفي كل شهر منذ أن تأسست المجلة، يكتب فتح الله كولن الافتتاحية وقسم عن الجوانب الروحية أو الداخلية في الإسلام و التصوف ومعنى الإيمان في الحياة الحديثة.
وانتقل فتح الله كولن إلى الولايات المتحدة لتلقي الرعاية الطبية بسبب حالة القلب والأوعية الدموية لديه.و بناءا على توصية الأطباء، بقي كولن في الولايات المتحدة للاستمرار في تلقي الرعاية الطبية ولتجنب التوتر الناجم عن الجو المشحون سياسيا بعد الانقلاب العسكري الذي حدث في شباط.
و قد اقلق تنامي نفوذ فتح الله كولن و الحركة المدنية التي ساعد في توليدها بعض الدوائر في البلاد الذين استفادوا من المجتمع المنغلق التي فيها مؤسسات مفضلة لدى الحكومة و حكرعلى الحياة الفكرية و النهج الانعزالي في الشؤون الخارجية .
واتهمت هذه الدوائر كولن انه يخطط لطموحات سياسية طويلة الأجل وأقنعت مدعين القومية المتطرفين لتوجيه اتهامات ضده في عام ٢٠٠٠ استنادا إلى مجموعة من مقاطع فيديو تم التلاعب بها و التي ظهرت لاول مرة في وسائل الإعلام في يونيو ١٩٩٩ . و قد تبين بعد ذلك ان هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة و اسقطت هذه التهم في نهاية المطاف في عام ٢٠٠٨، و لكنها تسببت في حالة من النكسة في روح الحوار بين الأديان والثقافات التي بدأها كولن.
وهو يعيش حاليا في منتجع في ولاية بنسلفانيا مع مجموعة من الطلاب والعلماء و عدد قليل من الزوار الذين يعتبرون ان اليوم جيدا اذا كان صحة كولن جيدة و كان قادرا على إجراء محادثة لمدة نصف ساعة للإجابة على أسئلتهم.
سنواته في الولايات المتحدة
في عام ١٩٩٩ ، سافر فتح الله كولن إلى الولايات المتحدة لتلقي الرعاية الطبية بسبب حالة القلب والأوعية الدموية لديه . و خضع ل لعملية جراحية في القلب في عام ٢٠٠٤ ، وبعد ذلك أوصى الأطباء ان يتجنب الإجهاد و الارهاق. لهذا السبب ، اختار أن يعيش بعيدا عن الأجواء السياسية المشحونة في تركيا، ومنح الإقامة الدائمة من قبل الحكومة الأمريكية في عام ٢٠٠٦ . وكان من بين أوائل العلماء المسلمين أالذي ادان بشكل علني هجمات الحادي عشرفي سبتمبر.وقد ظهرت له رسالة ادانة في واشنطن بوست الحادي في عشر من سبتمبر من عام ٢٠٠١ .
ويعيش كولن حاليا مع مجموعة من الطلاب و الأطباء في منتجع في ولاية بنسلفانيا ، حيث يكرس وقته للقراءة والكتابة والتدريس والعبادة مع مجموعة صغيرة من الافراد، والمعروف عنه أنه يقود الانفلاب من أمريكا.