"البول بارتي".. حفلات "عُري" فضحت الغياب الأمني

تقارير وحوارات

حفل بول بارتي
حفل بول بارتي



بعد انتشار حفلات "الرقص" المعروفة بـ"البول بارتي"، في الآونة الأخيرة في مصر بعيدًا عن أعين الرقابة الأمنية، والتي أثارت ضجة على شبكات التواصل الاجتماعي، بين أفراد المجتمع مطالبين أهمية التصدي لمثل هذه الخروقات الخطيرة للمنظومة الأخلاقية المصرية بالثقافة أولاً.

وتداول عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" العديد من الصور لشباب وفتيات من طلاب الجامعات، خلال حفل "بول بارتي" والذي كانت سعر التذكرة به 500 جنيهًا، ومن المفترض أن التصوير ممنوع في مثل تلك الحفلات إلا أن أحد الحضور استطاع أن يلتقط صورًا للمتواجدين خلسة، وقام بنشرها على صفحات الـ "فيس بوك".

وتنظم حفلات "بول بارتي" في العديد من البلدان الغربية من قبل شركات سياحية، أو بعض منظمي الحفلات، كما تقام تلك الحفلات بالقرب من حمامات السباحة بالمنتجعات، أو في فيلات يمتكلها مشاركين، أو يستأجرها المنظمين، وتقام خلالها العديد من المسابقات والأنشطة الرياضية والموسيقية كحفلات الرقص وغناء الكاريوكي وغيرها.

وفي مصر، تقام في الغردقة وشرم الشيخ والعين السخنة، بعد الحصول على الموافقات والتصاريح الأمنية، فضلاً عن تنظيمها بشكل سري داخل فيلات يستأجرها منظميها، فيمنع التصوير داخلها احتراما لخصوصية المشاركين.

لابد من تصاريح من جهات الأمن

وبعد تداول صورًا  لحفل "بول بارتي" بالتجمع الخامس، على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد مصدر بوزارة الداخلية، إن فريقا من مباحث الآداب ومباحث الإنترنت شاهدوا فيديو الحفل، الذي حضره عدد من الشباب بإحدى الفيلات الخاصة.

وأضاف المصدر، أنه تم تشكيل فريق بحث من رجال الإدارة العامة لمباحث الآداب، بقيادة مساعد وزير الداخلية للآداب اللواء أمجد الشافعي، لضبط منظمي الحفل، مشيرًا إلى أنه تقام حفلات في عدد من الفنادق والمنتجعات السياحية بالساحل الشمالي وشرم الشيخ والغردقة والعين السخنة وغيرها من المناطق السياحية، لكن بضوابط أخلاقية وبتصاريح مسبقة من جهات الأمن، مؤكدا أن منظمي حفل التجمع الخامس لم يحصلوا على تصريح أمني لإقامته فضلا عن التجاوز اللافت في الملابس وسلوكيات المشاركين به.

وتابع أن وزارة الداخلية توصلت إلى معلومات عن منظمي الحفل، مشيرا إلى أن أعمارهم لا تتجاوز 18 عاما، وسيتم ضبطهم وإحضارهم خلال ساعات.

الأجهزة الأمنية منشغلة عن الآداب بمحاربة الإرهاب

ومن جانبه قال اللواء محمود قطري، الخبير الأمني، إنه لم تعد هناك أي وسائل تصدي لمثل هذه الخروقات الخطيرة للمنظومة الأخلاقية المصرية، مضيفًا أن الأمن المختص في التصدي لهذه الحالات السيئة هو في حالة انشغال تام بمحاربة الإرهاب، تاركًا هذه الأمور للصدفة التي تلعب دورها وتعطي انذار بالكارثة.

وأضاف "قطري"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الدور الرئيسي هنا هو المجتمع والأسرة، والتعليم ووزارة الأوقاف، لافتًا إلى أن غيابهم مكن هؤلاء الشباب من الانفتاح بشكل غير أخلاقي، مشددًا على أننا بحاجة لثورة ثقافية فقط للتصدي لهذه الأفعال المشينة والدخيلة على مجتمعاتنا.

وأشار إلى أن الأمن يعمل بحالة عشوائية، والصورة التي ظهر بها مجتمعنا في الآونة الأخيرة تدل على غياب الرقابة الأمنية تمامًا عن هؤلاء، مطالبًا جهاز الأمن بسرعة معاقبة منظمي هذه الحفلات لأنهم من نظموا حفلات "العري" سرًا بعيدًا عن عيون البشر، وهو ما يؤكد تورطهم.

5 حفلات في الثلاثة أشهر الأخيرة

أحد منظمي حفل "بول بارتي"، قال في تصريحات صحفية له، إنه حزين  من انتشار شائعات حول وجود مخدرات وممارسات جنسية في الحفل، وكشف تفاصيل الحفل الذي أقيم يوم 5 يوليو الجاري، مضيفًا أن الحفل أقيم بإحدى الفيلات المستأجرة بالتجمع الخامس وبالتحديد في شارع 90، وثمن التذكرة 350 جنيهًا.

وأشار إلى أن الحفل تولى تأمينه عدد كبير من الـ"بودي جاردات"، ولم تحدث أية مشاجرات أو أشياء خارجة، معترفًا بأنه تم تناول المتواجدين المشروبات الكحولية المصرح بها نافيًا تعاطي الحاضرين أي نوع من المخدرات، لافتًا إلى أن هذه ليست الحفلة الأولى من هذا النوع بل هذه الخامسة على مدار الثلاثة شهور الأخيرة.