مرض جديد من أمراض العصر..كوارث آيس كريم "النيتروجين"

انتشرت في الأونة الأخيرة مثلجات ومشروبات بنكهة " النيتروجين" السائل، والذي اعتبره الشباب موضة جديدة وأقبلوا عليه بشكل كبير جدًا، حيث تفنن معدو هذه الأطعمة في شكلها وألوانها، وزعموا أنها ذات قيمة غذائية للفت انتباه الشباب وجذبه لمزيد من الاقبال عليها.

لذا حرصت "الفجر"، أن تتعرف على مدى تأثير غاز النيتروجين علي الإنسان وهل له أضرار صحية أم لا؟.

"النيتروجين السائل"، هو المادة المعروفة كيميائياً ب LN2 وهو كربوجين، يصنف من الكيماويات الباردة للغاية، وهو عديم اللون والرائحة وغير قابل للاشتعال، ومن المعروف أته يتم استخدامه في بعض المجالي الطبي فهذا النوع من النيتروجين السائل يجمد علي الفور أي شيء عند لمسه، ويستخدمه الجراحون في القضاء علي الخلايا السرطانية وهو مايعرف بالعلاج بالتبريد، كذلك أطباء الأمراض الجلدية في تجفيف الأنسجة غير المرغوب فيها وتركها لتسقط.

وأما في إعداد الإطعمة فهو يستخدم في تحضير الآيس كريم والأعشاب المجمدة أو الكحول المجمد، ويقوم معدو هذه الأطعمة بتمريره علي جوانب الكأس لتبريده ويطلق عليه الكأس عالي التبريد ويعطي النيتروجين السائل شكل بخار كثيف درامي المنظر، ويشكل النيتروجين السائل ضباب عند تعرضه للهواء.

وأوضح الدكتور محمد سيد مسعود، أخصائي التغذية، أن غاز النيتروجين السائل(LN2)، وهو في درجة حرارة -196 تحت الصفر، يستخدم في تجمد الماء المتخللة داخل الخلية، ويستخدم في درجات التبريد فائقة السرعة، لذا يحاط بـ"الأيس كريم" لتبريده في بسرعة عالية، موضحًا أنها ليست مادة غذائية تضاف على "الأيس كريم".

وأضاف" مسعود"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن النيتروجين السائل الذي يستخدم بشكل عام في المطاعم ومحال "الأيس كريم"، لا يشكل أي خطر طالما كان بأيد مدربة، ولا ضرر في تناول الأطعمة والمشروبات المعدة به، ولكن سيكون أكثر خطورة لو استخدم بشكل عشوائي فمجرد لمسه أو تزويده من الممكن يصل إلى "بتر" المكان الملموس بالعنصر.

وأشار "مسعود"، إلى أنه من الصعب استخدامه كعنصر داخل "الأيس كريم"، فهذا يعد خطرًا جسيمًا، حينها ستصاب على الفور القناة الهضمية بتصلب يؤدي إلى انفجارها، وهذا مستحيل، فالمتوقع هو استخدامه كمادة للتبريد، محذرًا من خطورة سوء الاستخدام.

حتى الآن يعتبر استخدام النيتروجين، في المواد الغذائية طبيعي إذا كان تحت اشراف وتدريب جيد، لكنه خطير إذا الشخص العادي بدون العلم بخطورته أو إذا لامس أي منطقة في الجسد، لذا حاولنا أن نتأكد من خطورته.

في هذا الصدد، قالت الدكتورة نيرة شاكر، أخصائية التنغذية، إن النيتروجين السائل، عبارة عن غاز خامل، ليس له تأثير سلبي إذا استخدم في التبريد، مستبعدة استخدامه كأحد عناصر "الأيس كريم"، لأن في هذه الحالة سيعد خطرًا على المتناول.

وتابعت "شاكر"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذا الغاز كان يستخدم في الحروب، أثناء إصابة أي جندي برصاصة، وبحاجة لبتر هذا الجزء، مشددة الحذر من التعامل معه بالرغم من إنه غير سام، ولكن بسبب شدة البرودة فيخشى عند استعماله من تطاير بعض أطراف اليد والقدمين، فلابد من أخذ الحذر وعدم لمسه.

ولفتت أخصائية التنغذية، إلى أنه لا توجد دراسة حتى الآن تبيح باستخدام النيتروجين السائل في الأطعمة، فالمتعارف عليه أنه بيستخدم كمادة طبية يساعد في علاج حالات كثيرة لا سيما الأورام الجلدية، وبنسب محدده يستطيع الطبيب وحده التحكم بها، متساءلة كيف لشخصًا عاديًا التحكم بمقدار هذا الغاز والتعامل معه، مؤكدة أن إبتلاع مقدار ولو ضئيل جدا منه يؤدي إلى نتائج كارثية_بحسب وصفها.

واتفقت في الأمر، ملك صالح، دكتورة بالمعهد القومي للتغذية، فقالت إن تغطيس "الآيس كريم" في النيتروجين السائل للحصول على الغبار الذي يخرج بهيئة دخان يؤدي إلى كارثة قد تنهي حياة الإنسان، مضيفة أن استخدامه لابد أن يكون تحت رقابة عالية.

واستنكرت "صالح"، أن يدرج غاز النيتروجين تحت مفهوم التكنولوجيا الحديثة في الأطعمة، موضحة أن الدخان الخارج من الفم والذي انتشر في هذه الأونة كارثة والفتيات تستخدمها على أنها موضوة حديثة دون وعي، مطالبة بالرقابة التموينية على الأسواق، والتأكد من عدم استخدام هذا الغاز ضمن عناصر الأطعمة.