نادية صالح تكتب: همام فى أمستردام مرة أخرى ومن جديد
فى طريقى لتأمل ما جرى فى رمضان عبر شاشات الفضائيات وبعض ميكروفونات الإذاعة اقتحمنى -وما أحلاه من اقتحام- الفيلم الخالد (همام فى امستردام)، هذا الفيلم يستحق وصفه بالخلود رغم أن عمره لم يتجاوز سبع عشرة سنة (17 سنة)، 17 سنة فقط، ولكن هذا الـ(همام) طاولت قامته الفنية قامة السيد أحمد عبدالجواد فى «بين القصرين» وهو يجسد الأب فى الأسرة المصرية «الحمش» ومدير الأسرة والحافظ لاستقرارها وتقاليدها.. «محمد هنيدي» تطول قامته (يحيى شاهين)، وغيره ممن جسدوا المصرى الحقيقى وانعكست أخلاقهم فى مشوار حياة -حتى لو كان فى الغربة- ولكن اتسم دائما بالكفاح والشرف والشهامة.
وهذا (مدحت العدل) المؤلف تطول قامته قامة نجيب محفوظ العالمى الذى أنجبته مصر العظيمة، وهؤلاء كلهم.. أحمد السقا محمود البزاوى وموناليزا والكل كانوا أبطالا فى قامة عمالقة الفن المصرى الخالد- وكأن مصر تؤكد دائما أنها تستحق الخلود وأنها فعلا «ولادة» كما تقول لا تعرف العقم، وهذا من فضل الله علينا.
هذا الـ «همام» عندما ضاقت به الظروف ولم يجد سبيلا لتحقيق طموحه يفكر ويفكر وبمساعدة أصدقائه وولاد «الحتة» ثم يسافر إلى هولندا ويقتحمها باصرار المجتهد بحق والعازم على النجاح حتى كان شعاره «بص يابنى ع اللى حيبقى بكرة مليونير».. وفعلا يصبح مليونيرا ويشترى اكبر محل ومطعم هناك، باختصار توكل على الله واجتهد وانتصر على المشكلات، فى أرض الله الواسعة يكافح بدلا من الانتقام أو المتاجرة فى المحرمات كما فى تجارة السلاح مثلا أو البلاوى الزرقة كما رأينا فى هذا المسلسل الذى اطلقوا عليه (الاسطورة)، وللحق لم يكن يستحق هذا اللقب الكبير إلا (همام) مثلا.. ومن على شاكلته.
(همام) هو الذى يعكس عمله وكفاحه شخصية مصر وعبقرية وطن وشعب كما لو كان جمال حمدان ذلك الكاتب (الأسطورة) بحق وحقيق.. مصرى حتى النخاع هو من كتب هذا الفيلم.. مدحت العدل وهنيدى والسقا والبزاوى ورياض الهمشرى بألحانه كانوا جميعا فى قامة عمالقة مصر الكبار محفوظ وحمدان وكل مصرى أحب مصر وقدم فنه وإبداعه من أجلها.. الأجيال تتعاقب وتسلم بعضها إلى بعض وتحفظ فى ذات الوقت قيمة وروعة وضرورة التجديد ولكن فى اطار الوطن وتقاليده ومعالم شخصيته. ولا تنسوا هذه المعانى الكبار -ياسادة- ولا يغرنكم المال والمكسب السريع الهائل، بل انظروا إلى الخلود الذى يبقيكم دائما فى العلالي، واخيرا - وليس آخر الموضوع كبير ويطول فيه الكلام ولكن باختصار (همام فى امستردام) أعفانى عما أريد أن أقول وأحكى عنه وعن شاشة رمضان -شكرا (همام) وشركاه وكل أصحاب الخلود الذين يحبونك ياوطن والسلام ختام.. سلام مربع
1- «مأمون وشركاه» كان فى القمة دون منازع ومهما قال القائلون وحسد الحاسدون، اطال الله عمرك يازعيم ومتعك الله بالصحة والعافية دون بخل.
2- (الأسطورة) شيء آخر ياسادة وموهبة (محمد رمضان) تحتاج إلى اسطورة من جديد ليكون فى طابور القمة التى يطمح إليها، واسأل نفسك يا سيد (رمضان).. هل يصدقك الشباب وانت تحذرهم فى الاعلان ضد المخدرات بينما تتاجر أنت نفسك فيها فى مسلسلك الأسطورة.
3- لم أتابع (يسرا) و(ليلى علوي) و(منى زكي) لكنى سمعت عنهم خيرا.. وهذا هو المتوقع.
4- (حسن مدنى) رئيس شبكة البرنامج العام بالإذاعة جاب (جون) إذاعى بمسلسل د.طه حسين (ما وراء النهر) وبالفوازير الإذاعية رغم افتقادها عبقرية الميكروفون (آمال فهمى) ولكن بشباب (أميمة مهران).. وكانت ضيوف البرامج السريعة على مستوى احترام الشهر الكريم وأعطوه حقه وقارا وابداعا فى ذات الوقت.