مصدر: إسرائيل تكثف ضرباتها ضد التواجد المصري فى القارة السمراء
قال مصدر مسئول رفيع المستوي، إن زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتنياهو" لأفريقيا، هو استراتيجية إسرائيلية لضغط علي مصر من خلال التوغل العميق في القارة السمراء، وهو حلم وتكتيك كان بعيد عنها خاصاً في فترة الستينات والسبعينات بسبب الحروب التي خاضتها إسرائيل ضد عدد من الدول العربية ورغبتها الاستعمارية التوسعية، إضافة إلي أن الرئيس السابق "جمال عبدالناصر" منذ أن تولي حكم البلاد، جعل من مصر قاطرة للتنمية في افريقيا، وعاملاً هاماً ولابد منه في تحرير واستقلال كثير من الدول الأفريقية بمساعدة مصرية، لذلك كان لمصر رصيد هائل لدى دول القارة السمراء يفوق نظيرتها إسرائيل، ولم يكن في وسع إسرائيل مركز ثقل أو أي فرصة للتوغل في أفريقيا أو صنع علاقات دبلوماسية أو استراتيجية مع دولها.
وأضاف المصدر، أن زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الوقت بالذات ما هو إلا حرب نفسية واستراتيجية علي مصر، وخاصةً أن اثيوبيا اقتربت من الانتهاء من المرحلة الأولي من بناء "سد النهضة" الأثيوبي، وبالتالي كان توقيت الزيارة مخططاً له في السابق، إضافةً إلي أن إسرائيل كانت عاملاً قوياً ومساعداً في بناء سد النهضة، وأوفدت العديد من خبرائها ومهندسيها للمشاركة في بناء السد ونقل الخبرات، فضلاً عن الفنيين والمعدات اللازمة، واعتمدت اثيوبيا علي اسرائيل كظهير استراتيجي لها ضد مصر، وبالتالي ظهرت كافة الخطابات العدائية الواثقة للمسئولين في اثيوبيا ضد المقترحات المصرية.
وأشار المصدر إلي أن اسرائيل منذ قيامها وهي تضع عينها علي مياه نهر النيل، وتريد الحصول علي حصة منه بأي طريقة ممكنه، إلي جانب أن حرمان مصر من جزء من نصيبها التاريخي من مياه نهر النيل، هو حرب غير نظامية ضد مصر وشعبها لن يكلفها رصاصة وواحدة بل ستنتظر لتري تتشقق عطشاً ، وبذلك تكون حققت مرادها أو علي الأقل تساوم مصر علي حصتها التاريخية من أجل الحصول علي جزء من مياه نهر النيل وهو الحلم الاسرائيلي الذي تسعي اليه وبالتالي تبدء تسعيرة المياه واعادة تقسيم حصص دول حوض النيل من جديد، وتصبح اسرائيل شريكاً فيها، كما أن العقيدة الاسرائيلية تقتضي في ديانتهم إقامة أرض الميعاد من الفرات حتي نهر النيل، ومنذ قيام إسرائيل وهي دائمة السعي للحصول علي جزء من مياه نهر النيل لري صحراء "النقب" عبر أنابيب تمر تحت قناه السويس البحرية.
وأكمل المصدر قائلاً: لا تستطيع إسرائيل أن تخفي تلك النوايا الخبيثة بعد أن أعلن رغبتها في الانضمام للاتحاد الأفريقي، لتصبح عضواً مراقباً وقد لاقي ذلك ترحيباً من بعض الدول الافريقية، التي قدمت لها إسرائيل عدد من العروض والشراكات في مجالات مختلفة خاصة بإدارة المياه والزراعة والري وعدد من الصناعات التي ترغب إسرائيل في تصديرها لدول القارة السمراء لتصبح سوقاً حيوياً لها ولمنتجاتها.
وأضاف المصدر أن دول إفريقيا تمتلك دون غيرها عدد من الموارد الهائلة، عن غيرها من الدول في القري الأخرى، مثل البترول والماس والغاز الطبيعي وغيرها من الموارد الطبيعية الغير مستغلة، وهو ما تسعي إسرائيل للحصول عليه، عن طريق إبرام معاهدات مشتركة بين تلك الدول، وكان ذلك ضرورة حتمية بعد أن استعادت مصر توازنها تجاه المجتمع الدولي والاقليمي بعد ثورة 30 يونيو واستطاعت الحصول عل مقعد غير دائم بمجلس الامن لتمثل الدول الافريقية، وبالتالي كان لإسرائيل أن تتحرك في افريقيا قبل أن تستعيد مصر قوتها كاملة في القارة السمراء، اضافة إلي أن توغل إسرائيل في قارة إفريقيا، وإبرام معاهدات وصداقات مع دولها والتي تصل لـ 54 دولة يعنى مكسباً دبلوماسياً لإسرائيل في الأمم المتحدة فعلي المدار الطويل والمتوسط تستطيع أن تضمن عدد من الأصوات الأفريقية الصديقة لها في العديد من القرارات المصيرية والتي كانت تحصل عليها مصر في السابق، أما عسكرياً فربما علي المدي المتوسط ستطلب إسرائيل من الدول الأفريقية القريبة من ساحل البحر الأحمر انشاء قاعدة عسكرية لها، لتكون شوكة لمصر في "باب المندب".