لماذا اختفت مظاهرات الإخوان؟
اختفاء فعاليات الإخوان تثير التساؤلات.. القضاء على الجبهة الشبابية والإحباط والقبضة الأمنية سر تواري الجماعة عن المشهد.. أحمد بان: قدرة الجماعة على الحشد انهارت تماما
حالة من الجدل، يحيطها مزيد من التساؤلات عن سر اختفاء مظاهرات الإخوان، بشكل شبه كاملة وملفت للنظر، خلال الأيام الأخيرة الماضية، إذ اختفت تماما دعوات الجماعة الخاصة بالتصعيد فى عيد الفطر، على غير عادة الجماعة، كما مرت ذكرى عزل "مرسي" مرور الكرام ولم نسمع عنها شيء سواء دعوات خلال بيانات رسمية، أو دعوات شخصية أو إعلامية.
في هذا الشأن ترصد "الفجر" عدة سيناريوهات هي الأقرب للسبب الحقيقي للاختفاء المفاجئ للتظاهرات، رغم قدرت الجماعة المعروفة بالحشد.
انشغال الجماعة بأزمتها الأخيرة
في الآونة الأخيرة انشقت الإخوان لجبهتين الأولي تسمي بجبهة العواجيز أو ما يسمونها بجناح "محمود عزت" القائم بأعمال المرشد العام للإخوان بديلا عن "بديع" المحبوس بعد أحداث 3 يوليو، الجبهة الثانية يطلق عليها "جناج الشباب" وهي الفئة الرافضة لقيادت أنصار "عزت" للمشهد ويطالبون بتصعيد الشباب ويرفضون أي توجه للمصالحة مع الدولة ويهتمون أكثر بالفعاليات المناهضة للدولة، لكنهم لا يمتلكون التمويل ولا التنظيم ولا أي شيء ولذلك من الصعب اخمادهم وهو ما يفعله "عزت" الآن.
وحاليا انشغلت قيادات الجماعة، بالأزمة الداخلية الطاحنة التى تشغل أطراف الصراع بين جبهتى محمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة، واللجنة الإدارية العليا ونسوا ولو مؤقتا قصة الفعاليات والتظاهر.
الخوف من التورط في عمليات عنف
من بين السيناريوهات المتوقعة التي ترجع عدم مشاركة الإخوان في التظاهرات الفترة الأخيرة، هو حرصها على عدم التورط في أي عمليات عنف قد تحدث المرحلة القادمة علي خلفية الرغبة فى الثأر من الأحكام الأخيرة والرغبة فى تغليب تيار العنف والمفاصلة وإفشال مسار التفاوض والمصالحة الذى يقوده محمود "عزت" حرصاً منهم حتى لا يتحملوا مسئولية التورط مع الدولة.
القضاء على الجانب المتمرد داخل الإخوان
سيناريو آخر يطل برأسه هو أن يكون عزت بالفعل قضى على الجانب الأكبر من التمرد داخل الجماعة وأصبح حضور التيار الشبابى ومن يتبنوا المفاصلة والصدام ضعيفاً.
يرجح هذه السيناريوهات المذكورة هشام النجار، الخبير بشؤون حركات الإسلام السياسي، الذي أرجأ في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، اختفاء التظاهرات الإخوانية في 30 يونيو للحالتين لوجود صراع بين الجبهة التي يقودها "عزت" والتيار الشبابي الذي يتبني نظرية التظاهر.
احباط شباب الإخوان
الخبير بالحركات الإسلامية، سامح عيد، رجح أن عدد كبير من شباب الإخوان محبطة لذلك لم يعد لها تواجد في الشارع، ولم تتظاهر في الأحداث الهامة التي كان آخرها ذكرى عزل مرسي في 30 يونيو.
يشير البعض الأخر، أن القبضة الأمنية الواسعة التى يقوم بها النظام الحالى ضد المعارضين له، بالإضافة إلى الاعتقالات التى أصبحت غير مسبوقة سببًا وراء ذلك، فهي جعلتهم منهكين بعدما تعرضوا لأبشع عمليات الإقصاء والاعتقال والتنكيل وهى فاقت كل ما تعرضوا له منذ بداياتهم فى الحراك الثورى .
تخلى الجميع عنهم
بعض القوى تخلت عن الإخوان لعدم رضاها عن سياستهم، فتركوا لهم الميادين وتخلوا عنهم فأصبحوا هم فقط من يواجه النظام وأصبحت التركة ثقيلة عليهم فحاولوا الحفاظ على المظاهرات وفى نفس الوقت الاطمئنان على المعتقلين والضحايا مما جعل الأمور تصعب عليهم خلال الفترات الماضية.
وجودهم داخل السجون
من ضمن أسباب اختفاء المظاهرات خلال الفترات الأخيرة أيضًا، وجود عددًا كبيرًا من الإخوان وأنصارهم داخل السجون وعددًا آخر من المصابين يتساقطون كل يوم خلال المظاهرات والمسيرات التى تخرج باستمرار، بالإضافة إلى فصل الطلبة وتعرض مستقبلهم للخطر.
فقدان الأمل
الاحباط الذى يعانى منه أعضاء الجماعة ومناصريها، وفقدانهم الأمل فى عودة الرئيس الأسبق محمد مرسى إلى الحكم مرة أخرى، فمنذ الثالث من يوليو 2013 وحتى الآن تباينت ردود الأفعال مع العالم الخارجى حول ما حدث فى 3 يوليو ففى بداية الأحداث أعلنت 199 دولة وحركة ومنظمة رفضها لعزل مرسى بالشكل الذى تم عزله به فعلق الاتحاد الإفريقى -المكون من 54 دولة إفريقية.
في هذا الإطار أكد أحمد بان، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية أن التيار الأكثر تطرفا داخل جماعة الإخوان لم يعد قادرا على إمتلاك أي أسلحة ضد النظام فى مصر، وهو ما دعا إلى اختفاء دعوات الجماعة بالتظاهر خلال عيد الفطر المبارك، أو فى المناسبات التى سبقتها.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية في تصريح صحفي، أن قواعد الجماعة يأست من فكرة تحريك الموقف سواء عبر عمليات نوعية أو عبر دعوات باهتة للتظاهر، لأن قدرة الجماعة على الحشد انهارت تماما، وأصبحت توجهاتها غير معروفة فى ظل حالة الانقسام الشديدة التى تعانيها الآن.
وأوضح بان، أن الجماعة أصبحت تكتفى بإصدار بيانات تؤكد فيها على مواقف قديمة او تحاول تحسين ظروفها، ولكن لم تعد قادرة على الدعوة للتظاهر.
في هذا الإطار استطلعت "الفجر" رأي بعض شباب الإخوان، لمعرفة حقيقة عدم نزولهم للتظاهر، في الآونة الأخيرة، بعضهم رأي أن القبضة الأمنية السبب وراء ذلك، وآخرين أرجع السبب في ذلك للقضاء على جبهة الشباب.
القبضة الأمنية
في هذا الإطار يقول أحمد رضوان، أحد شباب الجماعة، إن "قبضه الأمنية زادت في الشارع، وسط انشغال القادة بالإعلام، اللذين أصبحوا نجوم شاشه إعلاميه، ولم يهتموا بتطوير الحراك".
وأضاف رضوان في تصريح خاص لـ"الفجر" أن عواجيز الجماعة تركوا ملف المعتقلين، وباتوا يهتمون بجلب عطف الغرب، وأهملوا الحراك في الداخل، موضحًا أن ما سبق سمح للسلطة الحالية التوغل اكتر فى شن حمالات الاعتقال.
الوضع الاقتصادي
على الجانب الأخر رأي سامر إسماعيل، أحد شباب الإخوان، المنشق منذ قليل، لخلافات فكرية مع "عواجيز الجماعة"، أن الشباب "زهق" من التظاهر الذي وصفه "بلا قيمة". بل يخلف ضحايا ومصابين لا دية لهم.
وفسر إسماعيل في تصريح خاص لـ"الفجر " قلة خروج الشباب للتظاهر، أو ندرتها في بعض الأماكن، إلي أن المواطنين بات لا يهتم بذلك وشعر بفقدان الأمل، لاسميا أن الوضع اﻻفتصادي بات يهيمن على اهتمام الناس.
جدير بالذكر أنه بعد عزل مرسى من منصبه فى الثالث من يوليو 2013 قامت المظاهرات الإخوانية فى كل محافظات مصر للتنديد بالعزل واستمرت التظاهرات بصورة شبة يومية بل امتدت إلى أن يخرج فى اليوم الواحد أكثر من مسيرة وأكثر من تظاهرة واحدة ووصل الأمر ذروته إلى أن قامت جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الشرعية بالاعتصام الأكبر فى ميدان رابعة العدوية عقب عزل مرسى وكان يخرج من الاعتصام يوميًا العديد من المسيرات.