بعد الهوس العالمي بـ "البوكيمون".. خبراء يكشفون عن حقيقة استخدام اللعبة في التجسس واختراق الأجهزة الأمنية
عقب الانتشار الواسع الذي حققته لعبة "البوكيمون جو"، أصيب الكثيرين بهوس هذه اللعبة التي تدفعهم للخروج للشارع وتصوير الأماكن المتواجدين فيها بحثًا عن البوكيمون، الأمر الذي أثار مخاوف البعض وتساؤلهم حول أهداف اللعبة الحقيقية، بالإضافة إلى تكهن البعض الآخر بأن يكون ظهورها خلفه شبهة التجسس على بعض الدول.
وحذر خبراء أمنيون من خطورة هذه اللعبة لاسيما وهي مطلعة على جميع الأماكن الحيوية والأثرية، فضلاً عن خطورتها على الجهاز الأمني.
ثغرة تهدد أمن وخصوصية المستخدمين
وأطلقت لعبة بوكيمون جو قبل أقل من أسبوع، وأصبحت اللعبة الأكثر شعبية فى العالم، لكن اكتشف باحث أمنى بشركة Red Owl ثغرة خطيرة بالتطبيق تهدد أمن وخصوصية المستخدمين، إذ لاحظ "آدم ريف" الذى عمل سابقا فى بنك جولدمان ساكس وموقع تمبلر أن اللعبة تقدم للمستخدم خيارين فقط لتسجيل الدخول من خلال الموقع المختص، أو تسجيل الدخول باستخدام بيانات اعتماد جوجل، ونظرا للشعبية الهائلة للعبة لا يقبل موقع بوكيمون المستخدمين الجدد، وهذا يعني أن جوجل هو الخيار الوحيد.
البيانات التي يجمعها "البوكيمون"
ووفقا للموقع الأمريكي Fortune أشار "ريف" إلى أنه عندما يسجل بعض مستخدمي اللعبة على نظام ios الدخول من خلال جوجل، يعطوا شركة Niantic المطورة للعبة حق الوصول الكامل إلى حسابهم بما في ذلك المعلومات الخاصة بالبحث بمحرك جوجل وخرائط جوجل وصور جوجل وغيرها من مميزات جوجل، مما يعطي الشركة القدرة على قراءة رسائل البريد الإلكتروني، وإرسال رسائل البريد الإلكتروني، وحتى عرض سجلات البحث والتصفح.
تخطي اللعبة جميع التطبيقات الشعبية
ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن اللعبة عقب إصدارها في السادس من يوليو، تخطى استخدامها التطبيقات الشعبية الأخرى، مثل تيندر وواتس اب وانستجرام.
سهولة التجسس واختراق الجهاز الأمني
واختلف معه في الرأي اللواء جمال أبو زكري، الخبير الأمني، محذرًا من "الألعاب الإلكترونية"، بشكل عام، لاسيما والكثير يستخدمون هذه التطبيقات بشكل يومي، لافتًا إلى أنه بسهولة جدًا من الممكن أن تستخدم هذه الألعاب في الاختراق والتجسس على الجهاز الأمني، دون وعي من المستخدم، ومؤكدًا أنه هدف لبعض الشركات، وأن خطورة الإلكترونيات أصبحت تطول كل شيء.
وأردف "أبو زكري"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن أي لعبة لابد وأن تخضع للتصريحات الأمنية بشروط ومعايير أمنية، ويتم الرقابة عليها، وغير ذلك فمن الوارد أن يكون هدفها التجسس، متابعًا: "لعبة البوكيمون، لم نعلم عنها شيئًا ولم يخضع التطبيق للرقابة والحصول على التصريحات الأمنية، محذرًا المواطنين من استخدام هذه اللعبة.
وأشار" أبو زكري"، إلى أن هناك لجنة مختصة تتصدى بالتتبع إلى مثل هذه الألعاب، ولكن هذا عبء عليها، مؤكدًا أن الحل يكمن في توخي الحذر من المواطنين وعليهم أن يدركوا مدى خطورة هذه الألعاب، وأنهم الأداة التي يسمح عن طريقها التجسس على بلادهم.
تفتح المجال للتجسس على الجهاز الأمني
ويتفق معه في الرأي اللواء محمود قطري، الخبير الأمني، قائلاً إنه من المؤكد أن مثل هذه الألعاب تحيط بها نظرية المؤامرة، لاسيما وأنها تضع في وجدان الأطفال والشباب بعض القواعد التي تتضمن تحسين صورة المتجسس وتلعب على أنه نابع في اجتياز اللعبة، وهذه الخطورة، التي تساعدهم في التمكين من هؤلاء الأطفال والوصول لأغراضهم.
وأضاف" قطري"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذه اللعبة تفتح المجال في التجسس على الأمن عن طريق اختراق المنظومات الإلكترونية المستخدمة في الجهاز الأمني، وعن طريق محاولة مراقبة الهواتف ويتم ممارستها على أنها لعبة، ويتم اختراق الأجهزة الأمنية بسهولة.
ولفت "قطري"، إلى أن الجهاز الأمني ضعيف ولن ينتبه للتصدي لمثل هذه الأمور باعتبارها "شيء تافه"، فالأهم مقاومة الإرهاب، ومحاولة فرض قواعد النظام على المجتمع، وستمر هذه اللعبة على الأجهزة الأمنية نظرا لسلبية الفكر الأمني_ بحسب تصريحه.
تحويل المستخدم إلى "جاسوس"
ومن ناحية أخرى لفت أحد مهندسي البرمجة في شركة ميكروسوفت، أن هذه اللعبة تأتي في إطار حروب الجيل الرابع، موضحًا أن انتشارها بهذه السرعة عقب إصدارها أمر يثير الشك بأن هناك أمرًا ما غير صحيح، مشيرًا إلى خطورة اللعبة في تصوير كل ما يخص المستخدم وكل مكان يذهب إليه من أماكن عامة وأماكن حيوية وأثرية، تحت تخدير المستخدم بانجذابه للعبة، إلى أن يتم إدمانها، مضيفًا أنه من الممكن حينها أن يكون المستخدم هو الجاسوس على وطنه عن طريق توصيل مباشر بسيرفر اللعبة، كما يتم ربط الخرائط ببعض إلى أن تكتمل كل الصورة الكاملة صوت وصورة لتصوير كل الأماكن الحيوية والخاصة.
وأضاف: "يعد السر وراء انتشار هذه اللعب هو اعتمادها بشكل كبير على ما يسمى بـ (Augmented reality ) ويعتبر واحد من أحدث الأساليب التكنولوجية في دمج شخصيات خيالية أو منتجات افتراضية مع الواقع و الأشخاص، ويكون عن طريق استخدام الهواتف الذكية و الجي بي إس أو عدسات 3D لربط الواقع بالخيال و التفاعل معه، فضلا عن أن سبب نجاح هذه اللعبة هو وجودها كمنتج معروف في فترة التسعينات وهذا سر انتشارها خلاها يومين بشكل غير معقول كرمز من رموز الطفولة و الذكريات الجميلة التي بتلمس البعض منا".