الإدارة الأمريكية تنتقد موقف كيري من فصائل سورية مسلحة

عربي ودولي

كيرى - أرشيفية
كيرى - أرشيفية


أخذ موقف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من جماعات إرهابية مثل "جيش الإسلام" و "أحرار الشام" في سوريا يقترب كثيرا من الموقف الروسي.

جاء ذلك في مقالة نشنتها صحيفة "واشنطن بوست"  اليوم. وترى الصحيفة أن موقف كيري أخذ على نحو متزايد يبدو وكأنه يتفق مع وجهة نظر روسيا من عدة جماعات مسلحة تقاتل ضد (الرئيس السوري بشار) الأسد.

وأشارت الصحيفة إلى أن كيري وربما بطريق الصدفة أو بالخطأ، وصف بالمجموعات الإرهابية الفرعية، منظمتين من المعارضة السورية وبالذات "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" وحدث ذلك في الشهر الماضي في مؤتمر في آسبن (بولاية كولورادو). ومن المعروف أن واشنطن كانت في السابق تعارض رغبة موسكو في  ضم هذه المنظمات إلى القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية التي لا يسري عليها نظام الهدنة في سوريا.

ونوهت الصحيفة بأن بعض  ممثلي الإدارة الأمريكية، وصفوا هذا التصريح بغير اللبق ويحمل في طياته الضرر لجهود الحكومة الأمريكية الخاصة بإقناع السلطات السورية والروسية  بعدم مهاجمة هذه المجموعات.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في البيت الأبيض قوله:" على مدى عدة شهور قدمنا الحجج لإقناع روسيا والنظام السوري بعدم مساواة هذه التنظيمات بالجماعات الإرهابية ولكن كيري تراجع عن هذا الموقف".

ولكن مصادر في الخارجية الأمريكية تعلن أنه لا يوجد أي تغيير في العلاقات والموقف نحو المعارضة السورية. وقال رئيس الخدمة الصحفية في الوزارة جون كيربي للصحيفة: "الوزير فقط حاول وصف كل التعقيد الموجود في الوضع في سوريا وأشار إلى أننا لا نتجاهل المعلومات حول أن بعض المقاتلين خانوا القسم".

وأضافت المقالة:" ولكن حتى لو كان ما قاله كيري زلة لسان، فإن بعض المجموعات المعارضة السورية ترى أن ذلك عبارة عن مثال يدل على أن إدارة أوباما تسير بشكل تدريجي ولو ببطء نحو لقاء الموقف الروسي الذي يتضمن تصوير كل الفصائل المسلحة المعارضة كإرهابية".

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا كانت قد تقدمت إلى مجلس الأمن الدولي باقتراح حول ضم "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" إلى القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية ولكنه لقي المعارضة من وفود بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وأوكرانيا.

وفي بداية هذا الشهر، ذكرت "واشنطن بوست" أن الإدارة الأمريكية اقترحت على روسيا  شراكة عسكرية جديدة في سوريا. والحديث يدور عن تعميق التعاون العسكري بين البلدين في مواجهة المتطرفين مقابل أن تتوقف القوات السورية الحكومية عن توجيه الضربات ضد الميليشيات المحلية المدعومة من الولايات المتحدة.

وذكر مصدر حكومي أمريكي للصحيفة أن نص الاقتراح سلم للسلطات الروسية بعد عدة أسابيع من المحادثات والنقاش الداخلي داخل الإدارة.

وقالت الصحيفة:" يتلخص جوهر الصفقة في أن الولايات المتحدة تعد بتوحيد  الجهود مع القوة العسكرية الروسية في سوريا من أجل تبادل المعلومات وتنسيق توسيع حملة القصف ضد " جبهة النصرة" التي تقاتل بشكل رئيس ضد القوات النظامية السورية. وتدل معطيات الصحيفة على أن الاقتراح نال موافقة شخصية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والدعم الفعال من الوزير كيري.