"الغريانى": ثورة يوليو "أكبر عملية نصب فى التاريخ"..ومحللون: موقفه طبقى ضد ثورة يناير



رئيس إتحاد الفلاحين: تصريحات الغريانى تدل على موقف طبقى ضد ثورة يناير

عبد الناصر سيظل علامة مضيئة ومشرِّفَة فى تاريخ مصر والأمم العربية كلها

المتحدث بإسم التيار الشعبى: تصريحات الغريانى تعبير عن موقف سياسى ينحاز لوجهة نظر القوى التى تحكم فى مصر الآن


أثارت التصريحات الغريبة التى شنها المستشار حسام الغريانى , رئيس الجمعية التأسيسية للدستور, خلال إجتماعه أمس بالفلاحين والعمال, حيث هاجم الغريانى ثورة يوليو, وإتَّهم مجلس قيادة الثورة , بأنهم قاموا بالنصب على الفلاحين وأن مصر تعرضت لأكبر علملية نصب فى تاريخها منذ يوليو 1952 , حتى ثورة يناير, وقال للفلاحين لا تنخدعوا بنسبة الـ50% عمال وفلاحين التى منحتها لهم ثورة يوليو لأنها نصْب ولم يستفيد أى من الفلاحين بهذه النسبة وإستغلوها لصالحهم

يقول عبد المجيد الخولى , رئيس إتحاد الفلاحين: إنه رغم إحترامه الشديد لشخص المستشار حسام الغريانى , إلا أن تصريحاته تنُم عن موقف طبقى ضد ثورة يناير ولا يجب أن يكون رئيس الجمعية التأسيسية لدستور دولة مثل مصر بمثل تلك الطبقية .

وأضاف الخولى: أن الجميع يعلم أن لكل رئيس ولكل عهد عيوبه وخطاياه, ولكن الجميع أيضًا يعلم مدى إنحياز الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وثورة يوليو للعمال والفلاحين والطبقة العاملة بتاريخ ساطع البياض باقيًا حتى الآن .

وإستنكر الخولى : تلخيص الغريانى لثورة يوليو فى شنق كلًا من العاملين محمد مصطفى خميس و محمد عبد الرحمن البقرى , وهذا تأريخ خاطئ بالمرة, لأن لها مزايا عديدة, منها بناء السد العالى وتأميم قناة السويس وسبل التصنيع العديدة ومؤتمر عدم الإنحياز, مشيرًا إلى أنه ليس ناصريًا وقد سُجِنَ فى عهده لرفض فكرة الحزب الواحد لكنه يعى جيدا أن عبد الناصر سيظل علامة مضيئة ومشرفة فى تاريخ مصر والأمم العربية كلها .

فيما يقول حسام مؤنس , المتحدث الرسمى بإسم التيار الشعبى المصرى: أن التصريحات التى جاءت على لسان المستشار حسام الغريانى , رئيس الجمعية التأسيسية للدستور, أثناء لقائه مع ممثلى العمال والفلاحين للنقاش حول مسودة الدستور, هى تعبير عن موقف سياسى ينحاز لوجهة نظر القوى التى تحكم فى مصر الآن وتتحكم فى كتابة دستور مصر, والتى إختارت الغريانى , رئيسًا للجمعية .

وأبدى مؤنس دهشته من تصريحات الغريانى والتى وصفت ثورة يوليو وقادتها بأنهم خدعوا العمال والفلاحين وأن نسبة الـ50% فى البرلمان لم يستفد منها العمال والفلاحين .

وأكَّد مؤنس : أنه إذا كانت ثورة يوليو لم تنتصر للعمال والفلاحين ولم تنحاز لهم، فمن الذى ترك البصمة فى تاريخ مصر الحديث، وقال أن الاجابة الواضحة تأتى من عمال وفلاحى مصر أنفسهم, الذين يدركون منجزات ثورة يوليو وإنحياز قائدها جمال عبد الناصر لهم ولحقوقهم ولمصالحهم، وهى المنجزات التى أُهْدِرَت بعد ذلك على مدار عهدى السادات ومبارك ، ويستمر إهدارها الآن فى ظل السلطة الحاكمة وسياساتها التى لم تتغير كثيرًا عن النظام السابق .

ورفض المتحدث الرسمى بإسم التيار الشعبى, وصْف الغريانى لثورة يوليو بأنها أكبر عملية نصْب تعرضت لها مصر ، مشيرًا إلى أنه من حق المستشار الغريانى أن يختلف كما يشاء، ولكن أن يصف واحدة من أهم مراحل مصر التاريخية وثورة من أهم ثورات التاريخ, وليس فى مصر وحدها, وإنما فى الأمة العربية والعالم كله، بمثل هذه الأوصاف المتجاوزة، فهو موقف لم نكن نتوقعه وأسلوب لم نكن نعتقد أن يصْدُر عن قاضٍ عاش حياته يحكم بعدالة وإنصاف وموضوعية من على منصة القضاء .



وتساءل مؤنس , ما إذا كان الغريانى يرى أن ثورة يوليو بكل منجزاتها نصْب , فكيف سيصف إذن الجمعية التأسيسية الحالية للدستور التى تحاول سلْق وتمرير أسوأ دستور فى تاريخ مصر وهو رئيس لها ؟!

ودعا مؤنس , المستشار حسام الغريانى لمراجعة موقفه وضبط تصريحاته ومصطلحاته, خاصة أن تلك ليست الأزمة الأولى التى يُثيرُها بمواقفه وتصريحاته فى الجمعية التأسيسية، قائلًا: على المستشار الغريانى التركيز أكثر فى أعمال الجمعية التى يرأسها, كى لا يتحمل خطأ إصدار وثيقة دستورية, هى الأسوأ على الاطلاق .

وأضاف: إنه بدلًا من الهجوم على ثورة يوليو التى كانت الأكثر إنحيازا وإنجازا للعمال والفلاحين والفقراء، عليه أن يعمل مع أعضاء جمعيته على ضمان حقوق المصريين الإقتصادية والإجتماعية, وتحقيق مطالب وطموحات العمال والفلاحين فى نصوص الدستور الجديد .


وأشار مؤنس إلى: أن تصريحات الغريانى تؤكد وجهة نظر القوى الرافضة للجمعية الحالية للدستور, فى أن التشكيل الحالى لها لا يمكن أن يَصْدُر عنه دستور حقيقى ومُعبِّرًا عن كل المصريين, وأنه لا بد من إعادة تشكيلها بشكل جاد ومتوازن يُمثِّل كل قوى المجتمع المصرى وتنوعه السياسى, بدلًا من فرض هيمنة طرف بعينه على كتابة الدستور

ومن جانبه قال أحمد عبد الظاهر , رئيس الإتحاد العام لنقابات عمال مصر: أن تصريحات الغريانى غريبة جدًا ولا تعبر عن نجاحات ثورة يوليو, حيث كان من المعروف عن عبد الناصر أنه أبًا لكل الفلاحين والعمال والطبقة الكادحة .

وأكد عبد الظاهر : أن هناك ورقة بجميع مطالب العمال يتم إعدادها, ومن أهمها الإلتزام بنسبة الـ50% من عضوية البرلمان, لأنها حق أصيل تم إكتسابه من ثورة 23 يوليو 1952 , بعد إغفال المسودة الأخيرة لتلك المطالب .


فيما قال سيد عبد الغنى , القيادى بالحزب الناصرى: إذا لم تستحى فإفعل ما شئت ، فالغريانى كشف عن وجهه الحقيقى، وأقول له أن عبد الناصر لم يُعْطِ الفلاحين وعود, بل أعطاهم أراضٍ ومقاعد فى البرلمان، وأبناء الفلاحين الذين تربُّوا من خير قانون الإصلاح الزراعى , وتعلموا فى ظل مجانية التعليم, ووصلوا إلى أعلى المناصب, ومنهم الرئيس محمد مرسى والمستشار الغريانى نفسه .


وتابع عبد الغنى : أنه يكفى المستشار الغريانى ما فعله مع القضاة, وما فعله فى التأسيسية، والفلاحون المصريون واعون ويستطيعوا التمييز بين من أعطاهم وعودا كاذبة وبين من فعل من أجلهم وبذل لهم الكثير، والتاريخ لن يغفر للغريانى ما فعله فى حق مصر, مثلما لم يغفر لـ الهلباوى , دفاعه عن الإنجليز .

هذه هى رؤى بعض السياسيين والمحللين حول تصريحات المستشار الغريانى الأخيرة عن ثورة يوليو 1952, رافضين هذه التصريحات وخاصة أنها من رمز من رموز القضاء المصرى .