قيادي في حماس يُهاجم رهان الحركة على الحرب القادمة مع إسرائيل

عربي ودولي

غازي حمد
غازي حمد


انتقد القيادي في حركة حماس غازي حمد، الحديث المُتداول بين قادة حركته عن جاهزية قطاع غزة لحرب جديدةٍ مع إسرائيل، معتبراً أن خيار الحرب ليس الخيار الأمثل للخروج من الأزمات التي تُعانيها الحركة التي تسيطر على القطاع منذ نحو 9 سنوات.

 

 

وتحت عنوان "خيار الحرب بين الحسابات الصحيحة والمتعجلة" قال حمد في مقال له: "يتحدثون كثيراً عن الحرب كأنه الخيار أو المسار الإجباري الذي يجب أن تجره إلينا الأحداث قسراً، ثم ينجرفون للحديث عن التوقعات والسيناريوهات"، معتبراً أن هناك من يستبق ويُقرر أنه سينتصر سلفاً مهما كان الثمن في دلالة على السطحية المفرطة والمتعجلة، على حد وصف القيادي في حماس.

 

واستعرض حمد تصريحات عدد من قادة حركة حماس حول الحرب على قطاع غزة، والتي قالوا فيها إن الحرب قادمةٌ لا محالة، وأخرى قالوا فيها إن الحركة لا تعمل من أجل الحرب القادمة، مستنكراً استعجال قيادات حماس الحرب، وتوعد من يقترب من حدود غزة.

 

 

سقطة كبرى

 

وشدّد حمد على أن الحروب لا تحتاج إلى أقوال أوخطابات، ولا إلى تنبؤات، بل إلى رؤية وفهم وحسابات صحيحة، معتبراً أن كثرة الحديث عن الحرب، من السقطات الكبيرة التي ينبغي تجنبها، لأنها ليست ميداناً لاستعراض العضلات، ولا العنتريات، ولا شوفينية الخطابات، على حد وصفه.

 

 

وأضاف القيادي في حماس: "الحرب شيء كبير ومهول، وتعني سفك الدماء، وإزهاق الأرواح، وتدمير كل ما يمت للحياة بصلة، ورسم مشاهد مروعة، وأن من ينجح في إشعالها، ربما لن يعرف كيف يُطفؤها" مُطالباً بأن يكون التعامل مع الحرب في مستوى فوق الجدية، وفوق الرصانة، وفوق العقل، والمنطق، والحسابات، لأنه ليس نزهةً.

 

 

وانتقد حمد غياب التفكير الاستراتيجي وبعيد الأمد لدى قيادة حماس، ومن الساحة الفلسطينية بشكلٍ عام، واستبدالها بتكتيك الانشغال اليومي بقوة الإعداد والتجهيز دون البحث عن الأجوبة لأسئلة استراتيجية تفرض نفسها بقوة، حول هل أن الحرب الخيار الوحيد أمام غزة، وهل يتحمل القطاع معركةً مفتوحةً مع إسرائيل، في ظل التواطؤ الدولي معها.

 

 

نتائج متواضعة

 

واستدرك القيادي في حماس، قائلاً إن الإجابة عن هذه التساؤلات تكمن في تحقيق أكبر قدر من النتائج الإيجابية ذات البُعد التراكمي، وعدم الاكتفاء بنتائج متواضعة لا تتوافق مع حجم التضحيات المقدمة.

 

 

وخاطب حمد قيادة حركة حماس فقال إن "قرار الحرب لا مجال فيه للمجازفة ولا المغامرة، أو لارتكاب الأخطاء في هذه القرارات الخطرة".

 

وتابع: "بحسابات الواقع، تمتلك إسرائيل ترسانةً من أقوى الترسانات الحربية في الشرق الأوسط، وقدرات استخبارية وأمنية عالية، وقدرة جامحة على التدمير، والقتل الجماعي، وارتكاب المجازر دون رادع، بل وضمان صمت المنطقة والمجتمع الدولي إلى درجة التواطؤ، والأدهى أنها تستعيد تكلفة الحرب من إلزامها الأطراف الأخرى بشراء مستلزمات الإعمار من مخازنها"، معتبراً أن هذه المعطيات لا تعني العجز، بقدر ما تدعو إلى التفكير الإبداعي لمواجهتها وكسر جبروتها.

 

 

الحروب الثلاث

 

واعترف حمد بأن إسرائيل في الحروب الثلاث الأخيرة كبّدت قطاع غزة خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وأعادت عجلة الاقتصاد إلى نقطة الصفر، وزادت من حدة البطالة والفقر، ومن الكلفة الباهظة لإعادة الإعمار.

 

 

وأضاف القيادي في حماس في انتقاده للحركة منتقداً وصفها عناصر كتائب القسام، الجناح المسلح للحركة، بالجيش النظامي، معتبراً ذلك مُغالاة مرفوضة، متلبسة بالعجلة، والعجز عن قراءة الأمور بشكل واقعي، على حد وصفه.

 

جيش حماس

 

وقال حمد: "نحن لسنا جيشاً نظامياً، وليس مطلوباً أن تصاغ المقاومة وتشكل على هذا الأساس، لأنه مخالف لظروف الواقع ولفلسفة المقاومة وأساليبها".

 

 

وأنهى القيادي في حماس بالقول إن "المواجهة المفتوحة مع الاحتلال تخلق واقعاً مُعقداً أمام المقاومة، وأمام أهالي القطاع، لا تسهل من السهل السيطرة عليه في ظل الهجمات المجنونة، والموجات التدميرية الواسعة، واستنفاد إمكانات وذخيرة المقاومة"، مُقراً بأن الحروب الثلاث، لم تُجبر إسرائيل على تغيير سياساتها، على على مستوى الحلّ السياسي، أو الحصار، أو بناء المستوطنات.