مع قرب رحيل "أوباما".. أمريكا تشتعل باحتجاجات السود ضد الشرطة
منذ تنصيب باراك أوباما، أول رئيس أمريكي أسود كرئيس للوﻻيات المتحدة اﻷمريكية، في 5 نوفمبر 2008، عادت وتيرة العنف ضد الأمريكيين السود بالتصاعد، إذ يبدو أنّ حقد العنصر الأمريكي الأبيض على تولي رئيس أسود الحكم قد أجّج نزعة التطرف مجدداً، ولم يعلن ذلك بشكل مباشر.
إلا أن الشرطة والمتطرفين الأمريكيين قالوا ذلك بطريقتهم الخاصة، حيث وجّهوا ضربات عنيفة للسود في السنوات الأخيرة.
عنف الشرطة ضد السود
وتوالت أعمال العنف من قبل الشرطة، ففي أغسطس 2014، قتل "براون"، على يد شرطي في مدينة فيرجسون بولاية ميسوري، وفي 18 يونيو وقع هجوم مسلح من قبل أمريكي أبيض يدعى "ديلان روف" "21 عاما" على كنيسة امانوئيل اﻷفريقية اﻷسقفية الميثودية الخاصة بالسود أثناء دراسة الكتاب المقدس، قتل في هذه العملية 9 ممن كانوا داخل الكنيسة، وفي 28 اكتوبر من العام 2015 قام رجل شرطة أمريكي باﻻعتداء على طالبة سوداء بإحدى المدارس الثانوية المحلية بمقاطعة ريتشﻻند فيلدس.
وتعد السنوات الأخيرة هي الأعنف بالنسبة للأمريكيين السود، بعد أن ظنوا أنهم تمكنوا أخيرا من الوصول لبعض حقوقهم المنشودة بعد عقود طويلة من التاريخ العنصري الأمريكي ضد العرق الأسود.
كل 28 ساعة يقتل أمريكي أسود
وجاء في موقع شبكة "إرم" أنه بحسب الإحصاءات ففي كل 28 ساعة يقتل أمريكي أسود، وأن تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي، تشير أنّ نحو 96 أمريكياً أسود قتلوا كل سنة من قبل شرطيين بيض خلال الأعوام 2005-2012 فيما شهدت اﻷعوام التالية زيادة في هذا الرقم.
مقتل 5 رجال شرطة
وعلى جانب آخر قتل 5 رجال شرطة أمريكيين برصاص قناصة بمدينة دالاس في الثامن من يوليو الجاري، أثناء احتجاجات على مقتل شخصين سود على يد الشرطة خﻻل اﻷيام الماضية، وقتل المشتبه به ويدعى ميكا جونسون في مواجهة مع الشرطة بعد أن حوصر داخل مرأب للسيارات في بناية وسط المدينة.
اندﻻع اﻻحتجاجات
اشتعلت المظاهرات واﻻحتجاجات في عامة الوﻻيات المتحدة اﻷمريكية ضد الشرطة، وقد وقع إطلاق النار في دالاس أثناء مسيرة احتجاجية ضد مقتل فيلاندو كاستيل من مينيسوتا والتون ستيرلنج من لويزيانا على أيدي الشرطة.
وكما جاء بشبكة "بي بي سي" العربية، قالت السلطات إن هجمات أخرى استهدفت الشرطة في مناطق مختلفة بعد مقتل كاستيل وستيرلنغ.
ففي تينيسي، فتح مسلح النار على طريق سريع مما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة ثلاثة بينهم شرطي. وقال المسلح ويدعى لاكيم كيون سكوت، مجند سابق، إنه كان غاضبا من تعامل الشرطة العنيف مع الأمريكيين السود.
وفي ميزوري، أصيب شرطي بطلق ناري من الخلف أثناء عودته إلى سيارته للتحقق من رخصة قيادة أمريكي أسود يدعى انطونيو تايلور، 31 عاما. ولم يعرف بعد الدافع وراء إطلاق تايلور النار على الشرطي.
أما جورجيا، فقد شهدت واقعة إطلاق نار على شرطي استجاب لنداء استغاثة من رجل قال إن سيارته سرقت.
موقف أوباما من عملية داﻻس
من جانبه وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما حادث إطلاق النار في دالاس بأنه "اعتداء آثم خسيس غير مبرر"، وأمر أوباما، بتنكيس الأعلام الأمريكية فوق البنايات الحكومية.
ووفق وكالة أنباء الشرق اﻷوسط"، قال "أوباما"، إن البيانات تشير إلى أن الأمريكيين السود أكثر عرضة للقتل برصاص الشرطة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أوباما فور وصوله إلى العاصمة البولندية وارسو تعليقا على مقتل اثنين من الأمريكيين السود برصاص رجال الشرطة في ولايتي لويزيانا ومينيسوتا خلال ثماني وأربعين ساعة.
وأضاف أوباما أن قطاعًا كبيرًا من الأمريكيين يشعرون -بسبب لون بشرتهم- بأنهم لا يحصلون على معاملة عادلة وهو ما وصفه بأنه مؤلم ويثير ازعاج جميع الأمريكيين.
وأكد أوباما أن هذا الأمر لا يتعلق بالأمريكيين السود فقط أو الأمريكيين الناطقين بالإسبانية بل هو شأن أمريكي.
وأوضح أوباما أن مثل هذه الأحداث ليست فردية بل دالة على نطاق واسع من التفرقة العنصرية، مشيرا إلى وقوع مثل هذه الحوادث العديد من المرات.
أوباما يزور داﻻس
وأعلن البيض الأبيض أن "أوباما" سيقطع زيارته ﻷسبانيا ضمن جولته الأوروبية ويزور دالاس الثﻻثاء المقبل.
وسيلقي "أوباما" كلمة في حفل تأبين متعدد الأديان للقتلى من الشرطة، ويلتقي عائلات الضحايا وعناصر الشرطة في المدينة. ومن المتوقع أن تتناول كلمة أوباما التوتر بشأن أعمال العنف الأخيرة، والعلاقات بين أبناء المجتمع، إضافة إلى قضية الحد من انتشار الأسلحة.
وتستمر أعمال العنف الذي تمارسه الشرطة اﻷمريكية ضد السود، ما بين شجب وإدانة في ظل إجرا اﻻنتخابات الرئاسية اﻷمريكية والتي ستنتهي رحيل باراك أوباما عن الحكم.
والصورة التالية توضح عدد السود الذين قتلوا برصاص الشرطة في الوﻻيات المتحدة اﻷمريكية ما بين العامين 2014 و 2016.