3 تحركات لخفافيش "النور" في الظلام
فقد شعبيته داخليًا فارتمى في أحضان الخارج.. التقي سرًا بشفيق وخامات يهودية وقيادات إسرائيلية.. خسر الانتخابات البرلمانية.. واختفت قياداته المشهد.. بلاغ ضد الحزب بتهمة الخيانة.. خير الله: الحزب لن يحل.. وعباس: بكار يسير على ركب برهامي.
حزب غامض كـ"قياداته"، باع رفقاء دربه في أحلك اللحظات، وأعلن إنضمامه لثورة 30 يونيو مؤقتًا، لم يكن يومًا محبوبًا لكلا الأطراف السياسية لإعتياده الأكل على كل المائد، خاض الانتخابات البرلمانية الماضية ولم يحظي إلا بـ 11 مقعدا فقط فى مجلس النواب، حطمت معناويات قياداته و صدم رموزه الذين باتو بلا أي تأثير على الساحة السياسية.
لكن فجأة يظهر قادة الحزب على فترات متباعدة وهم يتحركون كخفافيش في الظلام الدامس، تحركات سرية غير معلنة يقودونها بعيدًا عن أعين الدولة والمواطنين تثير جدلًا واسعًا. البداية كانت بلقائهم سريًا بالفريق شفيه الذي كان أقرب المرشحين لرئاسة الجمهورية ليحجزوا مكانهم إذا ما جاء رئيسًا، وآخرها كان لقاء نادر بكار، المتحدث باسم حزب النور السلفى، بسيبى ليفنى وزيرة خارجية إسرائيل السابقة سرا فى هارفارد، وسبق بأيام لقاء بعض قيادات الحزب سريًا بحاخامات يهود، دون معرفة الأسباب الحقيقة لذلك حتى الآن.. وهو ما أنكشف أمره وتسبب لهم في فضيحة داخلية.
حاولت "الفجر" استطلاع بعض آراء الساسة والمتابعين لنشاط حزب النور السلفي للوقوف على سبب إبقاء الدولة عليه؟ ورد فعلها على تحركاته الخارجية السرية؟ ومصير قياداته؟.
وفي هذا السياق علمت "المفجر" من مصادر قريبة أن بلاغًا سيقدم غدًا للنائب العام ضد "نادر بكار وقيادات حزب النور السلفي" بسبب لقاء الأخير الغير معلن مع قيادية إسرائيلية بتهمة الخيانة.
في البداية أكد قيادي بارز بحزب النور أنشق عنهم رفض ذكر اسمه، صحة هذه التحركات؛ لكنه قلل من قيمتها، بسبب ضعف الحزب وعدم تأثيره بعد خروج قيادات "الوطن" منه، مشيرًا في تصريح خاص لـ"الفجر" إلي أن الخارج لا يعترف إلا بالأقوياء، وسابقًا كان الجميع يتهافت على تجربة الحزب أما الآن فلم يعد ذات قيمة- حسب قوله.
وفي هذا الإطار يقول محمد عطية، منسق حركة لا للأحزاب الدينية، لـ"الفجر" إن الشكوك باتت كبيرة حول تمويل الحزب ولابد من حله بتهمة الخيانة ضد الوطن والمتاجرة باسم الدين.
وأجاب محمد سعد خير الله، مؤسس جبهة مناهضة جماعة الإخوان، على بعض التساؤل المطروحة لاسما ما يتعلق بحل الحزب، موضحًا أن هذا الأمر تم تجاوزة الآن تماما لوجود حكم من الإدارية العليا بأن الحزب حزب سياسي ويعد هذا الحكم بمثابة تحصين قانوني للحزب.
وأوضح خير الله لـ"الفجر"، أن الشكوك ستطول القضاء لو أنه بين ليلة وضحاها قرر حل الحزب وسيكون فضيحة تضاف لسجل أصبح متخم بالفضائح الدولية للنظام وبالتالي لا يريد ذلك، خصوصا وأن الحزب حتي الآن في سياسته ومواقف أعضاءة داخل البرلمان وتصريحات قياداته كلها داعمة للنظام تماما وتصبغ الاستبداد.
وأشار مؤسس جبهة مناهضة الإخوان أن الحزب داخل المطبخ السياسي له اتصالات دولية تصعب من استبعاده من السياسة ولو كان وجوده شكليا.
أما الناشط السياسي محمود عباس عباس، فيقول إن "نادر بكار" يسير على درب شيخه برهامى بعدما قام بكار بمساعدة شيخه فى تطفيش أغلب مؤسسى حزب النور و على رأسهم أول رئيس للحزب عماد الدين عبد الغفور، رئيس حزب الوطن الحالي. يقوم الآن بالسير على درب "برهامى" فى تنظيم اللقاءات السرية المريبة.
وأشار عباس في تصريح له على صفحته الشخصية "فيس بوك"، أنه "بكار توسل لتنظيم لقاء سرى مع وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة على هامش محاضره لها ألقتها فى الولايات المتحده الامريكيه تأسيا بشيخه البرهامى الذى تواعد سرا للقاء شفيق المنافس لمرسى على كرسى الرئاسة عشية إعلان الفائز بالمنصب و ذلك املأ فى الحصول على مكاسب اذا فاز شفيق"- حسب قوله.
وأوضح الناشط السياسي أن السرية و الريبة هى منهجهم، متسائلا: "لو كان الأمر ليس به أى ريبه فلم السرية و التكتم"؟. ولماذا هذا اللقاء و من كلفك به إذا كان حزب النور ينكر معرفته بهذا اللقاء؟.
وتابع: "هل كان تكليفا سريا من شيخك برهامى خارج علم رئيس الحزب كما فعل هو فى زيارته لشفيق بدون علم قيادات حزب النور أو الدعوى السلفية"؟. و ماذا تم فى هذا اللقاء؟.
وأردف عباس: "الأهم من ذلك ما هى التنازلات التى قدمتها فى مقابل تقديمك لحزبك ليكون البديل المناسب أمام الغرب عن الإخوان و التيار الاسلامى بالكامل"؟.