خطة علماء الدين ووزارة الشباب لإنقاذ مصر من "الانحلال الأخلاقي"
منذ أن أغلق النظام القنوات الدينية في 30 يونيو، بدعوى أنها إخوانية و تحريض على الفتنة وتهدم أكثر ما تبني، لم تنشئ الدولة بديلًا عنها "وسطية" كما ذكر الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطاباته أكثر من مرة.
"الناس، الرحمة، الندى، الخليجية، المجد، الحافظ" قنوات أغلبها ذات طابع إخواني، ورغم ما كانت تحمله من رسائل سياسية مسمومة تهدف لتحقيق مصالح شخصية، إلا أنها كانت في النهاية تشبع الجماهير بالجانب الروحي والإيماني نوعًا ما بعلمائها السلفيين الذي تعود عليهم العامة وباتوا ينتظرونهم يوميًا حتى وإن كانت الدولة متحفظة على "وجوههم" ومنهم "محمد حسان، محمود المصري، حسين يعقوب" ومن على غرارهم.
في هذا الإطار طالب بعض علماء الأزهر والأوقاف، بأن تقوم الدولة بدورها وتضع القوانين الرادعة للدراما التي تفسد الأخلاق، مناشدين الوزارات المعنية "شباب وثقافة" بأن تتخذ دورها في معالجة هذا الأمر إنشاء قنوات أو فرض رقابة على الدراما المسفة.
يقول الشيخ محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن -وعضو مجمع البحوث الإسلامية- ومجمع فقهاء الشريعة في أمريكا، إن الدولة لم تقيم بواجبها تجاه توعية الشباب دينيا، في الوقت الذي فتحت فيه باب الدراما على مصرعيها، لبث أعمال العنف والقتل بشكل فج.
وأشار رأفت في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن كثرة البرامج والمسلسلات المسفة تقضي على أخلاق وقيم المجتمع، لاسيما في ظل اختفاء ملحوظ لعلماء الأمة.
وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الفرصة كانت سانحة في رمضان، لبث النفحات الدينية، بدلا من الحض على الرذائل، مشيرًا إلي أن تدهور الأخلاق تؤكد أن هناك مؤامرة من خارج مصر تستهدف القضاء على أخلاق الشباب وقيم المجتمع.
وطالب الشيخ بضرورة تدخل الدولة لمعالجة هذا الانحطاط، داعيا وزارة الثقافة والشباب والرياضة بأن يتدخلوا لإنقاذ المجتمع ووضع ما يلزم للحفاظ على قيم المجتمع سواء بإنشاء قنوات بديلة أو فرض الرقابة على المتواجدة حاليا.
من جهته يرى الشيخ عبدالناصر بليح، مدير عام بوزارة الأوقاف، أن المشكلة ليست في قلة القنوات الدينية، قائلا لـ"الفجر": "ما أكثر القنوات الفضائية الآن وما أكثر البرامج الدينية عبر الشاشات المتلفزة وما أكثر العلماء الذين يتحدثون وليس هناك علاقة مطلقا بذهاب الأخلاق وذهاب حسان ويعقوب وغيرهم".
وذكر أن فساد الأخلاق في كل وقت وكل حين حتي علي عهد رسول الله صلي عليه وسلم والصحابة والتابعين، مشيرًا إلي أنه كان يوجد هؤلاء الذين تردت أخلاقهم وكان الرسول يحرص علي هدايتهم، ويقول له المولي عز وجل، ليس عليك هداهم، ويقول له انك لاتهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء.
وتابع مستشهدًا بقول تعالي :"ذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر"، مختتمًا: "الأمر لا يتعلق بفلان بعينه ولا قنوات بعينها فالهداية من الله".
جدير بالذكر أن انتشرت في الآونة الأخيرة ظواهر غريبة علي مجتمعنا ظهرت بفجاجة عقب انتهاء شهر رمضان، إذ انتشرت حالات التحرش بين الشباب وزادت حالات تعاطي المخدرات، والسرقة، ووصل الأمر لمداه حينما ارتدى رجال زي النساء وتراقصوا أمام الجماهير في إحدى محافظات مصر.