صحف اسبانية: زيارة أوباما لمدريد يخيّمها أحداث "دالاس" واضطرابات أمريكا اللاتينية

عربي ودولي

أوباما وملك اسبانيا
أوباما وملك اسبانيا


وصل الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" إسبانيا منتصف ليل أمس في زيارة قصيرة قادماً من بولندا بعد مشاركتها بقمة الناتو التاريخية في "وارسو"، قبل أن يعود مساء الأحد إلى "دالاس" التي شهدت مواجهات عنصرية بأمريكا.

 

وأشارت صحيفة "ال موندو" الإسبانية، إلى أن الحظ العثِر بعد أحداث دالاس الخطيرة تسبّبت في اختصار أوباما جدول زيارته لإسبانيا، حيث سيكتفي بلقاء الملك الإسباني الذي استقبله بمطار "توريخون"، والقائم بأعمال رئيس الوزراء "ماريانو راخوي"، وعدة لقاءات مع قوى المعارضة، الاشتراكي "بيدرو سانشيس، واليساري بابلو ايجليسياس، ورئيس حزب المواطنون خوان ريفيرا.

 

وتأتي سلسلة لقاءات أوباما بالسياسيين الإسبان وسط أزمة فراغ سياسي منذ ديسمبر الماضي، لعدم توافق الأحزاب على تشكيل حكومة ائتلافية، وأكد الرئيس الأمريكي أنه أياً كان رئيس الحكومة المقبلة، فإن مدريد ستظل حليفاً مميزاً لواشنطن، وفقاً لصحيفة "ال باييس".

 

وقبل ختام زيارة أوباما، سيتفقد القاعدة العسكرية الأمريكية "روتا" في قادش، حيث تتمركز 4 حاملات طائرات أمريكية في إطار منظومة الدرع الصاروخية التي يشرف عليها حلف الناتو، وحيث من المتوقع أن يلقي أوباما كلمة بتلك القاعدة التي تمثل مصالح أمريكا بأوروبا.

 

وتشير الصحف الإسبانية إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين اجتازت فترة صمت بعد انسحاب حكومة الاشتراكي "لويس ثاباتيرو" من حرب العراق، ثم من كوسوفو، ثم عادت للدفء مجدداً في عهد "راخوي"، كما تعد مدريد حلقة اتصال هامة لأمريكا بالاتحاد الأوروبي، خصوصاً بعد قرار بريطانيا بالانفصال، والتي تعد أقوى حلفاء الولايات المتحدة.

 

فضلاً عن ذلك، فإن هناك دائماً أرضية مشتركة بين إسبانيا وأمريكا وهي "أمريكا اللاتينية، لما تمتلكه مدريد من تأثيرات ونفوذ سياسي بالقارة المتحدثة بالإسبانية، ويأتي ذلك في خضم أوضاعاً مضطربة بفنزويلا بين حكومة "مادورو" وقوى المعارضة التي تسعى لعزله، والانتقال السياسي بالأرجنتين، وتطور العلاقات بين كوبا وأمريكا، فضلاً عن التواجد اللاتيني الكبير بأمريكا الشمالية.

 

من ناحية أخرى، يرى معارضو زيارة أوبام لمدريد، أنها تمثل ضغوطاً على البلاد لفرض اتفاقية الشراكة الأطلسية للتجارة والاستثمار بين أمريكا وأوروبا.