وزير الأوقاف: إما النصر على "الإخوان" أو شهادة نلقى بها الله
قال محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: تبًا لجماعة إرهابية خائنة ، تبًا لجماعة لا خلاق لها ، تبًا لجماعة جبانة مارقة ، تبًا لجماعة تخلت عن كل الأخلاق والقيم الإنسانية ، تبًا لجماعة تُربي أبناءها على الخيانة والكذب ، على السباب والفسوق والفجور ، على التقية المقيتة ، على التلون والخداع ، جماعة تحالفت مع كل قوى الشر، بل هي كما أكدت ولا أزال أؤكد أنها على استعداد أن تتحالف مع الشيطان نفسه ، بل ربما لأن الشيطان قد ضمن انحرافها مضى في سبيله يبحث عن إغواء آخرين ممن لم ينضموا إليها ليلحقهم بها أو يجندهم لها، وإني لأشهد الله أني أعرف أناسًا لا يُعرفون لا بصلاح ولا بتقوى ، ولا بتدين حقيقي ، ولا حتى بحرص على أداء الفرائض ، بل إن بعضهم مضيع للفرائض والأصول، غير متعفف عن الحرام ، وقد ركبوا مركب النفعية للإفادة من الأموال التي تضخ على هذه الجماعة ، أو طمعًا في مكاسب دنيوية أخرى .
وأضاف خلال مقالا له: غير أن الخطر الداهم الشديد أن ما يعرف بالميليشيات والكتائب الإلكترونية لهذه الجماعة الإرهابية تبذل كل طاقتها وتنشط نشاطًا ملحوظًا على مواقع التواصل وفي شراء مساحات واسعة بها وبكثير من وسائل الإعلام العالمية بتمويلات مشبوهة من دول ومؤسسات رعاية للإرهاب ودعمه وإيوائه.
لقد لجأت هذه الجماعات الإرهابية ومن يسيرون في ركابها أو يدورون في فلكها إلى التركيز على مواقع التواصل بعد أن نفد رصيدها في الشارع وسقطت سقوطًا سياسيًا ومجتمعيًا وأخلاقيًا ذريعًا .
ومما لا شك فيه أن ما تقوم به هذه الكتائب يشكل خطرًا داهمًا على أبنائنا وشبابناوعلى نسيجنا المجتمعي ولحمتنا الوطنية .
ولكي نقضي على هذا الخطر فلا بد من تغليظ العقوبة على جرائم النشر الإلكتروني التي تهدد أمن الوطن واستقراره ، كما أنها تشوه وعن عمد وقصد وسبق إصرار الرموز الوطنية ، وتعتمد التهكم والسخرية وسيلة لجذب العامة ولفت أنظارهم ، كما أنها تحرف القول والكلم عن مواضعه , وتلوي أعناق النصوص الدينية بما يخدم أفكارها التنظيمية وفكرها المتطرف ، بل إنها لتستخدم هذه المواقع في التحريض الصراح على العنف والتطرف ، بل تدعو صراحة إلى هدم الدول والمؤسسات ، كما أنها تفتعل كثيرًا من الأزمات لهدم كيان الدولة وخدمة أغراض أعدائها ، في عمالة وخيانة ونفعية مقيتة .
وأردف: ولا تزال بعض المواقع والصفحات تنقل أو تتناقل بيانات الجماعة الإرهابية المحرضة ورسائلها الموجهة ، ولا تزال صفحات عناصر الجماعة الإرهابية تبث أحقادها وسمومها في المجتمع ، وتعمل على تجنيد عناصر جديدة ، ولم شمل عناصرها القديمة عبر صفحاتها ، “وجروباتها” ، وتكتلاتها الإلكترونية ، مما يعد خطرًا داهمًا يجب التنبه له ، والعمل على سرعة القضاء عليه بكل شدة وحسم ودون تردد أو تأخير.
والخطر كل الخطر أن نقف موقف المتفرج أو المتردد , بل يجب أن نكون في سباق مع الزمن لمحاصرة هذه الكتائب الإلكترونية والعناصر الإرهابية على كل المستويات : الدينية , والثقافية , والإعلامية بكشف زيفها وزيغها وضلالها وإضلالها , وفسادها وإفسادها , وخيانتها وعمالتها , وخطرها على المجتمع بأثره , وعلى كيان وبنيان الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية الحديثة التي نسعى جميعًا إلى ترسيخ قواعدها , وعلى الجوانب العسكرية والأمنية والاستخباراتية بكشف هذه العناصر الخائنة المخربة المفسدة في الأرض , والأخذ على أيديها بقوة , وتطبيق القانون عليها بحسم , مع التأكيد الدائم أن هؤلاء المجرمين لا علاقة لهم بالإسلام , ولا علاقة للإسلام بهم , فهو منهم ومن أفعالهم براء , بل إنهم ليمثلون عبئًا ثقيلاً على الإسلام والمسلمين , إنهم يشوهون الوجه الحضاري لديننا الإسلامي السمح , ولو أن أعداء الإسلام استنفدوا كل طاقاتهم وأخرجوا كل ما في جعابهم لينالوا من الإسلام وأهله ما نالوا معشار ما أحدثه هؤلاء الإرهابيون من صدع في بناء الحضارة الإسلامية الراسخة , وما أحدثوه من تشويه وخدوش وكدوح في وجهها الصافي النقي.
ولا شك أن هذه الأحداث الأخيرة التي ضربت المملكة العربية السعودية , وبخاصة هذا التطور النوعي في العمليات الإرهابية الذي كشفت فيه هذه الجماعات المارقة عن بعض الجوانب الخفية من وجهها القبيح , بمحاولة ضرب منطقة من أشرف البقاع وأطهرها في العالم كله وهي منطقة الحرم النبوي الشريف , التي لها مكانتها وقداستها وطهارتها في نفوس المسلمين جميعًا , بحيث يُعد الاعتداء عليها اعتداء على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها , بما يؤكد أن هذه الجماعات المارقة قد فقدت كل صوابها واتزانها وإنسانيتها , فلم يَعُدْ لها فكر ولا عقل ولا دين ولا خلق ولا إنسانية , وإلا فأين ذلك المسلم الذي يجرؤ حتى أن يفكر في مجرد المساس بحرم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبجوار روضته الشريفة ؟! ذلك المكان الذي يفتديه المسلمون جميعًا بحياتهم وأرواحهم وفلذات أكبادهم , ويبذلون النفس والنفيس ليتنسموا عطر هوائه , ولينهلوا من فيض بركاته ورحماته.
وتابع: حقًا لقد بلغ السيل الزبى , وتجاوز الإرهابيون المدى , فإما أن نكون أو لا نكون , والله الذي لا إله إلا هو إننا لأصحاب قضية عادلة في الدفاع عن ديننا وأوطاننا وأعراضنا وأموالنا وأنفسنا , وإنها لإحدى الحسنيين إما النصر والقضاء على هذه الجماعات والعناصر الضالة المضلة المارقة المخربة , وإما شهادة نلقى بها الله ونحن على أمل في عفوه وسعة فضله وواسع رحمته ومنه علينا بالقبول.