عمال النظاقة و"المقشة".. جنود مجهولة وأحلام مكسورة (قصة مصور)
ينتشرون في شوارع مصر وحواريها، يحملون "المقشة والجروف"، يستيقظون مبكرًا ليجمعون "قمامة البشر"، يرسمون ألحانًا خاصة بهم تسمعها عندما تجد الشارع التي تقطن فيه نظيفًا.
لم تفارق الابتسامة وجوههم رغم ما تحمله قلوبهم من أحزان وعقولهم من هموم، ظلوا يعملون في صمت وبتفاني رغم أدواتهم المتهالكة ورواتبهم الضعيفة، مكنسة منحوتة وعربة مكسورة وكرتونة سميكة هذه هي أدواتهم الذين يحملونها كل يوم من السادسة صباحًا حتى الثانية ظهرًا دون تذمر أو قول لا.
لا شيئًا أخر سوى الرضا، الابتسامة، الصبر والتحمل انتظارًا لفرج الله سبحانه وتعالى، هذه هي مفرداتهم وإيقاع حياتهم اليومي، فلا يكاد يعرفون إجازة حتى في الأعياد ويعرفهم أهل الشارع كما لا يعرفون بعضهم.
الرضا بما قسمه الله لهم، يبدوا واضحًا على وجوههم لأنهم يسعون لكسب أرزاقهم وتوفير قوت يومهم لهم ولأولادهم، يبذلون جهودًا كبيرة دون شكوى أو تظلم، ينتظرون ساعة الصفر التي يُعلن فيها الحاكم أنهم من أهم فئات المجتمع كما يتعامل أمثالهم في الدول الأوروبية.
الصبر والتحمل، معاني يتسمون بها ومهارات اكتسبوها على مدار قرون كثيرة، فبهما يسعون وراء أرزاقهم،يتحملون التعب ويصبرون على القدر من أجل توفير لقمة العيش لأولادهم دون ملل،الثقل يتعب ظهورهم التى لم تٌرفع إلا مع الإنتهاء من نظافة الشارع أو المنطقة.
الأحوال الجوية السيئة لا تحيل دون إتمام هؤلاء العمال لعملهم، وإصابتهم بالمرض أو تعرضهم لظروف خارجة لا تشفع لهم بالتغيب يوما دون الخصم، ظروف معيشية سيئة وأجور معدومة وحقوق مهدرة وأمراض اقتحمت أجسادهم لكن لسان حالهم صامدون.
انتظار الفرج في مفهومهم لا يعنى التوقف عن السعي، إنما يعنى لديهم الحب والإتقان في العمل، فيسعون في الشوارع ينظفون وينسقون ويصلحون ما أفسده الأخرون، يسيرون كالرسام الذي يسير بريشته على الألواح الزجاجية ليُخرج أجمل البورتيريهات.