نادية صالح تكتب: حقيقى مصر اليوم فى عيد

مقالات الرأي



كانت صوانى الكحك على رءوس السيدات الطيبات تتصدر شوارعنا وجرائدنا مثل هذه الأيام.. زمان.. زمان.. وربما استبدلنا بهذه الصورة برامج تقدم طريقة عمل الكحك يقوم بها شيفات كثيرون أصبحوا نجوما فى حياتنا على شاشات التليفزيون وبرامج الراديو أيضا.. تأملت كحك العيد. . تأملت فرحته وتاريخه وارتباطنا بطقوسه.. فمن منا ينسى «المنقاش» «منقاش الكحك«؟ أو من ينسى الجدة الجميلة وهى تنقش الكحك وتجرى وراءنا إذا لخبطنا الصوانى؟!

الكبار يتذكرون.. وعلينا نحن الكبار أن نحكى ونكتب للأبناء بل نضع صورة هذه الأيام ليتعرفوا على أصولهم فقط، وليس من أجل أن يكونوا صورة طبق الأصل، فالتطور موجود ولابد منه وهو سنة الحياة.. ولكن يبقى الكحك فرحة الصائمين.. وحلو الطيبين بعد رمضان. وفى هذه السنة تزامن الكحك مع ذكرى ثورة 30 يونيو 2013 التى خلصتنا أو قمنا بها لنتخلص من أدعياء أرادوا أن يكونوا أوصياء على دين الله.. الدين الذى نزل من السماء رحمة للعالمين.. ونورا للدنيا كلها.. وعندما سمعت صوت الطائرات تحلق فى السماء فى هذا اليوم ــ أى منذ أيام قليلة ــ تصورتها تطير لتسعدنا بصوتها وكأنها ترفع «أذان الحق».. تذكرنا بالنصر والانتصار على دعاوى الظلام.. طائراتنا تلف وتجرى، تحتفل وتغنى، وحتى برج الجزيرة يلمع ويبرق وشعاعه ظل يدور وكأنه يسلم على كل واحد فينا.

الشعب والجيش فى صورة تاريخية لابد أن نسجلها ونضعها فى أذهاننا لتظل محفورة.. نتذكرها ونذكرها لأبنائنا وصغارنا.. هذه حكمة ربنا.. جعلت رمضان فى 30 يونيو.. الدين والحياة.. الدين الحق والحياة الكريمة.

كحك العيد يا سادة يخرج من الأفران وطائرات جيشنا تحلق فى السماء، تشكر الله وتجدد العهد بدوام الألفة، الشعب والجيش إيد واحدة رغم كيد الكائدين.. ويا أيها السادة .. ستظل هناك أشياء صغيرة وربما قليلة لكنها عميقة وأصيلة.. ستظل وفى تاريخنا القريب هذا، ستظل نافذة ومؤثرة.

هل نسينا ما قرأناه على دبابات الجيش فى 25 يناير 2011.. ألم تكن رسائل وبشائر؟! هل نسينا صورة المشير «طنطاوى» بالبدلة المدنية بين الناس أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون فى ماسبيرو.. ألم تكن هى أيضا إشارة وبشارة؟!

هل نسينا صورة الفريق السيسى ــ وقتها ــ فى أحد نوادى الجيش وفى واحد من الاحتفالات وهو يطمئن الناس ليلتها قائلا «ماتخافوش على مصر» فى هدوء الواثق وسلام المؤمن.. ألم تكن هذه أيضا إشارة وبشارة؟!

وبقدر ما تستحضر الذاكرة أستحلفكم بالله أن نظل نعيد ونزيد فى هذا التاريخ حتى لا ننسى.

ولابد أيضا أن نتأمل حكمة الخالق العظيم الذى جمع لنا العيد وكحك العيد مع الثورة والنصر، واندحار وانحسار ميليشيات الظلام وخفافيش التخلف وأدعياء الدين.. لتذكر أن من يكذب على الله مثواه إلى النار.

عاشت مصر.. تحيا مصر.. وتسلم الأيادى وتسلم يا جيش بلادى.. حقيقى مصر اليوم فى عيد.