أول الجمهورية بالتعليم الفني لـ"الفجر": "والدي معاق.. وكنت حاسة إني أقل من طلاب الثانوية"
تتربع الطالبة "آية يحيى رجب محمد الفخرانى" على قمة الهرم للمتفوقين بحصدها مركز أول جمهورية في نتيجة دبلوم المدارس الثانوية الزراعية للتعليم والتدريب المزدوج 2016م، و6 طلاب آخرين وكلاهما من مدرسة واحدة والتابعين لإدارة السادات التعليمية.
رحلة شاقة من الانتقال والعودة من المدرسة إلى منزلها البعيد في إحدى القرى الريفية، وساعات كثيرة ترهقها في المذاكرة، وقصة أسرية تسرد فرحتهم بنجاح الطالبة "أية".
- المدرسة تبعد عن منزلي ساعة ونصف.. وأذاكر حتى الرابعة صباحًا
وقالت الطالبة "أية"- في حوار خاص ل"الفجر"- كنت أعلم جيدًا أن الله بجانبي وسيكرمني في النتيجة النهائية، فقد دأبت على السهر لمتابعة المذاكرة، وكنت أبدأ في تحصيل الدروس من بعد صلاة العشاء حتى الثالثة أو الرابعة صباحًا، وفي النهار استيقظ مبكرًا من الساعة 6 صباحًا مُتجهة من قريتي "خطاطبة البلد" إلى مدرسة السادات للتعليم والتدريب المزدوج بمدينة السادات، والتي تبعد عن منزلي بمسافات بعيدة تأخذ نحو ساعة ونصف الساعة، وأعود مرة آخرى إلى منزلي عصرًا في حالة من الإرهاق.
وأضافت الطالبة أنها توقعت تفوقها عقب انتهاءها من آداء الامتحانات، لافتة إلى وجود عدد من المواد الصعبة التي اعتقدت أنها ستكون عقبة لها منها مادة "الأغذية الخاصة"، ولكن بعد رؤيتها لأسئلة المادة تأكدت من سهولتها، ونجحت في حل جميع أسئلتها، مشيرة إلى أن عدد المواد التي امتحنتهم 9 مواد، 5 مواد تصنيع و4 ثقافية (عربي- إنجليزى- دين- حاسب آلي)، والمواد العملية تنصب عليها أهمية كبيرة، والنجاح في تلك المواد لابد أن يتخطى 65%.
- المدرسة دائمًا تخرج المتفوقين.. ومدرسيها بارعين في تشجيعنا ودعمنا
وأوضحت أن مدرسة السادات للتعليم والتدريب المزدوج بإدارة السادات، تخرج كل عام متفوقين، آخرهم 7 أوائل العام الماضى، والعام الجارى أفرزت 9 مراكز أولى على مستوى الجمهورية، ويعود السبب الرئيسى الى مجموعة المدرسين العاملين بالمدرسة، حيث يقدموا الدعم المعنوى والتشجيع المستمر طوال العام، فضلًا عن قيامهم بعمل ملخصات دورية بالمواد، وعدم بخلهم في تقديم أية معلومات أو تصحيح أخطاء الطلاب، مُضيفة "مدرس قالى متخليش تعب المسافة بين بيتك ومدرستك يأثر على مذاكرتك، اجتهدى وربنا هيعوضك خير".
- "كان عندي إحساس إني أقل من زملائي بالثانوية العامة ولكني تفوقت وهدخل كلية الزراعة
وبنبرة حزينة عبرت عن شعور داخلي وتفكير دام لفترات طويلة، لفتت الطالبة إلى شعورها بالحزن بعد دخولها مدرسة ثانوية زراعية، وقالت "كان لدي إحساس دائم أنى أقل من زملائى بالثانوية العامة، ولكن بعد حصولى على مركز أول جمهورية بمجموع 87.4%، علمت أن الله عوضني وكرمنى على مجهودى وأنى مثل زملائى فى باقى المدارس الثانوية، وانوى الألتحاق بكلية الزراعة وأنتظر حاليًا ظهور التنسيق لمعرفة خطوات المرحلة المقبلة.
- رغم وجود 9 اوائل من ذات المدرسة.. الطالبة تنفى وقوع أعمال غش
ونفت الطالبة وجود أعمال غش او تداول للإجابات خلال أيام الامتحان بمدرستها، مؤكدة أن اللجان كانت طبيعية، والطالبات الأوائل التسعة توزعوا بين عدد من الفصول، اجتمع بعضهم فى فصلٍ واحد ولكن تباعدت المسافات بينهم، حيث يفصل كل مقعد عن الآخر مسافة متر ونصف، والمراقبين تواجدوا باستمرار لمنع وقوع غش بين الطالبات.
- أم الطالبة الأولى على الجمهورية: "مكانش لساني بيبطل دعاء ليها"
من جانبها قالت ولدة الطالبة المتفوقة "كريمة رزق عبدالعال شبل"، أنها لم تتوقف عن الدعاء لنجلتها "ايه" خلال الفترة الماضية، متمنية ان يرعاها ويشملها الله بعطفه ليعوضها بنجاح لا نظير له، لما رأته من مجهود مضاعف من نجلتها فى المذاكرة، وتعب اعوام ماضية فى ذهابها وايابها من مدرسة بعيدة عن منزلهم، مؤكدة على أنها سجدت لله شكرًا عقب علمها بالنتيجة.
- والد الطالبة معاق بالصم والبكم وبكى ببعد علمه بحصدها أول جمهورية
أشارت الطالبة "أية" إلى أن والدها من ذوي الصم والبكم وكان ينتظر نتيجتها هو الآخر، حيث كان يدعو الله لها بالنجاح، وبعد علمه باتصال بتلقي أسرته اتصالًا من مكتب الدكتور محمد يوسف- وزير التعليم الفني والتدريب، يفيد بحصد ابنته المركز الأول على الجمهورية، لم يتمالك نفسه من الفرحة ودمعت عيناه، فقد عوضه الله فرحًا عن شقاء سنوات يعلمها الله وحده.
- مكتب الوزير ومحافظ المنوفية اتصلوا لتهنئة الطالبة ولم يتحدثوا عن تكريم!
وأشارت الطالبة إلى أن محافظ المنوفية الدكتور هشام عبدالباسط، ومسؤوليين آخرين من مكتب وزير التعليم الفني، اتصلوا بها على مدار اليوم وأمس السبت، لتهنئتها بالتفوق وحصدها مركز أول جمهورية، منتظرين منها دوام التميز في المراحل الدراسية المقبلة، واختتمت حديثها قائلة: "محدش كلمني عن تكريم أو لقاء مع مسؤول".