حكاية 4 نساء في حياة أسطورة الجاسوسية.. "رأفت الهجان"
رفعت الجمال الشهير بـ«رأفت الهجان» الجاسوس المصري الذي أصبح نموذجاً للبطل الشعبي في مصر، على الرغم من المحاولات الاسرائيلية لطمس الشعور بالفخر لدى المصريين على المستويين الشعبي والرسمي بادعاء أن الهجان كان عميلاً مزدوجاً تارة، فتلك المحاولات لم ينخدع بها الشعب المصري وظل اسم «رأفت الهجان» نموذجاً لبطل أسطوري حقق النصر لمصر على إسرائيل طوال 20 عاماً على التوالي.
نشأته
ولد رفعت الجمال عام 1927 في مدينة دمياط في شارع الشبَطاني، وتلقى تعليمه بالمرحلة الابتدائية في مدرسة الهداية، والده كان يعمل تاجر فحم بالجملة، ووالدته تتحدث الإنجليزية والفرنسية، له أخين أحدهم يدعى لبيب والآخر غير شقيق يدعى سامي، وله أخت اسمها نزيهة، بعد وفاة والده تولى سامي أكبرهم شئون العائلة.
وبالرغم من أن رفعت الجمال عاش حياته وشبابه يعمل في إسرائيل كجاسوس مصري إلا أن حياته الشخصية لم تتأثر بذلك، فبالرغم من التعليمات التي حرص ضباط المخابرات تزويده بها وإبعاده عنها إلا أن «الجمال» لم يستطع تنفيذها وهي علاقاته النسائية، فكان للجاسوس الذي حيّر إسرائيل حياة شخصية لم تتأثر بعمله الوطني والذي كان معرض خلاله للإعدام لأي لحظة.
«بيتي».. أول حب في حياة رأفت الهجان
كان الهجان شاب وسيم من عائلة مرموقة مجتمعياً، يتقن اللغتين الإنجليزية والفرنسية، كان مولعاً بالتمثيل، وفي صدفة بينه وبين الممثل بشارة واكيم، تمكن الهجان من دخول عالم السينما، وفي فيلمه الثاني معه التقى الهجان بـ«بيتي» راقصة شابة مراهقة وتكبره بعام واحد، أحبها وبعد فترة انتقل للعيش معها مما أثار غضب شقيقه لبيب، وتسبَّب له في مشكلات عائلية عديدة، جعلته يتخلَّى فى النهاية عنها، وعن العمل فى السينما.
«هدى»...حب الهجان الثاني
بعد تركه حبه الأول ومهنة التمثيل، تقدَّم بطلب وظيفة لدى شركة بترول أجنبية، على ساحل البحر الأحمر، وبسبب إجادته للفرنسية والإنجليزية نجح في عمله ولكنه تركه بسبب محاولة نقله من الإسكندرية للقاهرة في الوقت الذي كان يمر فيه بخلافات مع أهله بالقاهرة فرفض النقل وترك العمل.
وبعدها التقى برجل أعمال سكندري ربطته به علاقة وثيقة أثناء عمله، ليطلب منه العمل لديه، ولينتقل بعدها بالفعل إلى الإسكندرية، وارتبط رفعت بهذا الرجل ارتباطاً وثيقاً، وشعر في منزله بدفء الأسرة، وخفق قلبه هناك بحب «هدى» ابنة رجل الأعمال، الذي لم يعترض على نمو هذه العلاقة، بعد أن اعتبر أن رفعت بمثابة ابنه، الذي لم ينجبه أبداً.
وكان من الممكن أن ينمو هذا الحب وينتهي بزواج واستقرار ولكن في أثناء قيام الهجان بمهمة لفرع الشركة في القاهرة، قام مدير الفرع في القاهرة بعملية احتيال خبيثة، انتهت باتهام رفعت بالاختلاس والسرقة، وعلى الرغم من أن رجل الأعمال السكندري كان يدرك أن رفعت قد سقط في فخ محكم، إلا أنه اضطر لفصله من وظيفته، تجنباً لإجراء أية تحقيقات رسمية، في نفس الوقت الذي أوصى فيه بتعيينه كمساعد ضابط حسابات، على متن سفينة الشحن «حورس».
«جودي موريس»
وأثناء عمل الهجان على السفينة، وتوقفها في ليفربول البريطانية، التقى رفعت بــ «جودي موريس»، التي ذكَّرته بحبيبته السابقة «بيتي»، وارتبطت به جودي كثيرا فظل الهجان بعض الوقت معها ثم استعاد عمله على سفينة الشحن حورس، عند عودتها إلى مدينة ليفربول، وعاد إلى مصر في مارس 1950، إلا أنه لم يلبث أن عمل على متن سفينة شحن فرنسية، سافر معها إلى مرسيليا، ثم تركها وانتقل إلى باريس حيث أجاد اللغة الفرنسية إجادة تامة، وكان يرغب في استمرار إقامته في باريس إلى الأبد، لولا أنه واجه خطر الطرد من البلاد، لأنه لم يكن يحمل تأشيرة إقامة رسمية.
«آلي فالفرود»
وبالرغم من أن الهجان كان مشهورا بمغامراته النسائية، ليس فقط في إسرائيل بل وفي أوروبا، إلا أنه في إحدى جولاته الأوروبية في أكتوبر عام 1963 استطاعت آلي فالفرود وهي امرأة ألمانية مطلقة لديها طفلة اسمها أندريه عمرها أربع سنوات أن توقع رأفت بحبها وتزوجها بعد عشرة أيام في كنيسة بطقوس دينية كاملة.