نكشف عواقب قرار "الشيوخ الإيطالي" بتعليق تزويد مصر بقطع غيار الطائرات
مظلوم: مصر لن تتأثر بوقف تزويد قطع غيارات حربية من إيطاليا
سليمان: قرار باطل فهو من حق أمريكا فقط
علام: تأثير مادي.. ولكنها حرب سياسية توجب التدخل العربي
خطوة جديدة من التصعيد الإيطالي ضد مصر، إزاء مقتل الطالب الإيطالي "جوليو ريجيني"، والذي لم يتم الكشف عن سبب مقتله حتى الآن من الجانب المصري، مما أدى إلى وقف تزويد مصر بقطع غيار لطائرات (إف-16) الحربية، بهدف زيادة الضغط عليهار للمساعدة على ظهور الحقيقة بسرعة أكبر، ولكن بعض الخبراء كان لهم وجهة نظر تؤكد أن مصر لن تتأثر بهذا القرار، بسبب في وجود بدائل من قبل دول أخرى.
القرار الإيطالي
ووافق مجلس الشيوخ الإيطالي، الأربعاء، على قرار بوقف تزويد مصر بقطع غيار لطائرات (إف-16) الحربية احتجاجا على مقتل الطالب الإيطالي "جوليو ريجيني" في وقت سابق.
ويمثل تصويت مجلس الشيوخ، أول خطوات تجارية ضد القاهرة، حيث صدر القرار بعد مناقشة حامية انتهت بتصويت 159 نائبا لصالح ما يعرف باسم "تعديل ريجيني" مقابل رفض 55.
الرد المصري
وقالت وزارة الخارجية، فى بيان صادر اليوم الخميس، إن مصر تابعت بعدم ارتياح القرار الصادر عن مجلس الشيوخ الإيطالى، مؤكدًا أن هذا الأمر لا يتسق مع حجم التعاون القائم بين سلطات التحقيق فى البلدين منذ بداية الكشف عن الحادث، والعلاقة الخاصة التى تجمع بين البلدين على كافة المستويات.
وأشار البيان إلى أنه تم تكليف السفير المصرى فى روما بنقل رسالة هامة إلى الجانب الايطالى، وأن مصر ستراقب التطورات فى هذا الشأن لاتخاذ القرار المناسب فيما يتعلق بأسلوب إدارة العلاقات المصرية الإيطالية، والذى تحرص على استمرارها على المستوى الذى يحقق مصالح الدولتين.
وحول ذلك رصدت "الفجر"، آراء بعض المختصين حول هذا الشأن، فأكد بعضهم أنه من الصعب أن تتأثر مصر بوقف تزويدها بقطع غيار حربية، مستبعدين أن يكون ذلك خطوة قبل قرار آخر بقطع العلاقات بين البلدين.
تداعيات بسيطة في ظل وجود البدائل
ويقول اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري، إن قرار مجلس النواب الإيطالي بوقف تزويد قطع الطائرات ليس له تداعيات سلبية على مصر بشكل كبير؛ لاسيما وأن أمريكا تصنع قطع غيار طائرات (إف-16) الحربية، وأيضًا بعض الدول الأخرى تقوم بتصنيعها والتي تربطها بمصر علاقة قوية، مؤكدًا أن مصر ستتجاوز هذه المشكلة ولن تتأثر بهذا القرار.
وأضاف "مظلوم"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن دور مصر في المرحلة المقبلة أن تتفاهم مع الجانب الإيطالي؛ لعدم زيادة العقوبات واتخاذ إجاءاءات أكثر شدة على مصر، مستنكرًا قطع العلاقات بين البلدين، خاصة العلاقات الاقتصادية، وهذا ما لم يحدث مع روسيا عقب حادث سقوط الطائرة بسيناء.
وأشار "مظلوم"، إلى أن مصر في الوقت الراهن ستحاول تمتص الغضبة الإيطالية لصالح العلاقات بين البلدين، موضحًا أنه من السهل تجاوز هذه المشاكل عن طريق تقديم بعض الأدلة على التقرير الذي وصلت إليها مصر بقضية "ريجيني"، لإيضاح بعض الأمور للجانب الإيطالي.
إيطاليا لم تنتج قطع غيار F16
من جانبه يعلق اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري، أن إيطاليا لم تنتج هذا النوع من قطع الغيار طائرات(إف-16)، مشيرًا إلى أن هذه الصناعة خاصة بأمريكا ويصعب على الجانب الإيطالي اتخاذ هذا القرار، نظرًا لأن ليس لها حق بيعها ومن حق أمريكا فقط اتخاذ هذا القرار، مؤكدًا أنه قرار غير سليم، وعلى إثر ذلك لن تتأثر مصر بهذا القرار لتوافرها عند الجانب الأمريكي.
وأوضح اللواء "سليمان"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن البرلمان الإيطالي اتخذ موقفا من مصر قبيل مقتل "ريجيني" ولازال يقوم بعمل جلسات استماع دورية للوصول لأدلة تظهر الحقيقة الكاملة في القضية، وعلى مصر أن تظهر جوانب القضية كاملة للجانب الإيطالي، حتى لا تؤدي إلى نتيجة عكسية تدفع ثمنها مصر.
ولفت "سليمان"، إلى أن عدم وضوح موقف الجانب المصري سينتج عنه انعكاس سلبي على السمعة العامة لمصر، فضلا عن تعليق تبادل العلاقات التجارية ولو بشكل مؤقت، والذي أثرت بالفعل على الخطوات والمساعي التي تستهدف تشجيع الاستثمار الإيطالي وذلك بعد مغادرة الوفد الاقتصادي وعدم استكماله لجدول أعمالة في مصر.
تأثير مادي.. وقصور في تحرك مصر
في السياقة ذاته أكد اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة سابقا، أن وقف تزويد مصر بقطع غيار حربية ما هو إلا حرب سياسية لا أكثر، وليس لها تأثير على مصر، نظرا لأن لا يوجد دولة بالعالم بتحكم في منع حصول دولة أخرى على نوعيات أسلحة أو قطع غيارها، فيوجد بدائل كثيرة من الممكن أن تكلف مصر أموال أكثر لكن لم تمنعها من حصولها على ما تريده من قطع الغيار.
وأضاف وكيل جهاز مباحث أمن الدولة سابقا، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن التحرك السياسي من الجانب المصري تجاه إيطاليا غير كافي، ويتطلب أن تستخدم مصر حلفائها العرب لضغط على إيطاليا، لأن إيطاليا متاخذه موقف غير واضح وليس مفهوم يؤكد أنه يوجد ضغط عليها من الجانب الأمريكي والإسرائيلي، فضلا عن الضغوط المحلية من أجل الانتخابات.
وأردف "علام"، أن العلاقات المصرية الإيطاليه ليست بالصورة التي يتمناها المصريين، فهي تعتبر متدهورة، ونتيجة ذلك واضحة من قبيل الجانب الإيطالي بالتهديدات بشكل مستمر، مشيرا إلى أن قبل ذلك في إبريل الماضي حذرت إيطاليا مصر من أن هذه القضية من شأنها التأثير على الصداقة بين البلدين، وهو ما يستدعي التدخل العربي السريع لوقف النزاعات بين البلدين.