المفكر السياسي سمير مرقص بالجناح المصرى بمعرض تونس للكتاب


حذر المفكر السياسى سمير مرقص من ان استمرار الحال بمجرد تغيير الافراد لا يصلح وان اى نظام لا يستوعب الطبقة الوسطى ستتحول الثورة الرقيقة الى ثورة خشنة يقوم بها العمال بالمعنى الصريح للثورة ، جاء ذلك خلال اللقاء الذى أجرى معه فى إطار البرنامج الثقافى لمصر بمعرض تونس الدولى للكتاب وحضره د.أيمن مشرفة السفير المصرى ومجموعة من المثقفين والكتاب من الجانبين المصرى والتونسى ، وأدار اللقاء د. محمد بدوى.

وقال بدوى:سمير مرقص هو أحد الاقلام التى تتسم بالرصانة ، ويمثل جيلا فى الثقافة المصرية هو جيل السبعينيات الذى بدأ الارهاصات الاولى للتغيير فى مصر منذ حرب 73 حيث ظهرت الطبقة الوسطى التى تشبه العمود الفقرى للدولة الحديثة ، سمير مرقص سيتحدث عن الطبقة الوسطى المصرية منذ ان اسست على يد محمد على الكبير وصولا الى افاق هذه الطبقة فى ثورة 25 يناير .

وتحدث سمير مرقص قائلا : ثورة 25 يناير هى ثورة الطبقة الوسطى وهى ايضا العمود الفقرى للدولة الحديثة وقبل محمد على كان يمكن ان تطلق الطبقة الوسطى على التجار ومع بداية عصر محمد على بدأت بالفعل الطبقة الوسطى وكانت فى اطار الدولة وان لعبت دور المعارضة بشكل من الاشكال ، وهى نفس الطبقة التى تدافع عن مصر فهذه الطبقة استفادت من الحاكم ودافعت عن مصر ، وبشكل او باخر هى المحور الرئيسى فى ثورة 19 ايضا ، والجماعات الاسلامية هى نتاج الطبقة الوسطى .

وعندما جاءت ثورة يوليو كانت نتاج لتحالف الطبقة الوسطى بأشكاله ولذلك قرارات يوليو كات جميعها قرارات داعمة تصب فى مصلحة الطبقة الوسطى التى كانت تحظى بدعم الدولة اجتماعيا وسياسيا ، ثم جاء السادات وسياسة الانفتاح الاقتصادى التى كانت قائمة على قانون رأسمالى بامتياز وكانت هذه هى النقطة الفارقة التى أدت الى شتات الطبقة الوسطى ، ثم جاء نظام مبارك ليكمل المسألة وكل القوانين التى صدرت كانت فى صالح شبكة امتيازات والاقتصاد والبزنس قاصر على مجموعة منتقاة من النظام السياسى .

وأشار مرقص إلى البرنامج الرئاسى لمبارك فى 2005 ورؤيته للطبقة الوسطى وقصد بها المهندسون والأطباء والأسر التى يعمل الأب والأم فيها والشباب الذين يعملون فى الجمعيات الحديثة والصحافة والاعلام والكتاب ويهدفالبرنامج الى زيادة القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة ومساعدتها فى امتلاك مسكن من خلال زيادة الدخل للحصول على منتجات اكثر وزيادة احساسها بتوفير الخيرات والخدمات بمعنى ان تعمل هذه الطبقة فى خدمة شبكة الامتيازات المغلقة ، الرؤية للطبقة الوسطى هى رؤية خادمة لهذه الشبكة والشرائح الاجتماعية العليا ، وقد تدهور حال الأسرة رغم زيادة حركة البيع والشراء ورغم تحقيق أعلى نسبة نمو ولكنها انحسرت فى شريحة محددة ، كل ذلك تكسف وظهرت الحركات الاحتجاجية وتجلى كل ذلك فى25 يناير وتحددت مطالبها فى مطالب الطبقة الوسطى فى الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية وتحركت اولا الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة الطليعة الشبابية ثم لحق بهم الشريحة الوسطى من الطبقة الوسطى ثم الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى وكان هذا جرس انذار من الطبقة الوسطى وهى ثورة ناعمة ورقيقة اذا جاز التعبير .

وقد استعادت الطبقة الوسطى عافيتها وخرجت هذه الصراعات التى كان مضغوط عليها بحزب حاكم وامن الدولة وجزء من مشكلتنا الآن هل نستمر بشرعية يوليو ام نبدأ بشرعية جديدة ونبدأ بالفعل الجمهورية الثانية ، والجزء الاخر نكمل بشرعية الثورة ام بشرعية البرلمان وبعد أن تولى المجلس العسكرى الحكم كان هناك شباب يموت وفى نفس الوقت الاصلاح السياسى المؤسسى مستمر .

وشهد اللقاء مداخلات شديدة الاهمية من الجانبين التونسى والمصرى وقد علق د. ايمن مشرفة سفير مصر بتونس قائلا : كنا فى ميدان التحرير وقريبين من الثوار والشباب فى ميدان التحرير كانوا من شباب الجامعة الامريكية والالمانية ايضا ولم تكن نتاج نخب معينة وانما تفاعل جميع فئات الشعب المصرى .

وقال نبيل عبد الفتاح : يحاول البعض طمس الدور الذى لعبته الطبقة الوسطى فى الانتفاضة الثورية التى حدثت ، وهناك صراعات سياسية على من هم الذين قاموا بهذه الثورة ، وان ما تم فى عصر مبارك هو ازاحة الطبقة الوسطى الوسطى والوسطى العليا وتهميش الباقى وتمت استبعادات ممنهجة لاى قوة شبابية ظاهرة ، الى ان لعبت الطبقة الوسطى دورها فى استعادة قوتها ، والخطر ان احتمالات المستقبل صدام بين الطبقة الوسطى الوسطى، ومشكلة الطبقة الوسطى لبعدها عن السياسة لفترة طويلة تصورت ان السياسة هى معركة الجولة الواحدة ولكن السياسة هى معركة متواصلة وعلي الطبقة الوسطى ان تعلم ان السياسة تحتاج للنفس الطويل ولابد ايضا من اعادة تشكيل التحالفات بشكل حقيقى ، وأضاف مرقص ان استمرار الحال بمجرد تغيير الافراد لا يصلح وانما تغيير النظام واى نظام لا يستوعب الطبقة الوسطى ستتحول الثورة الرقيقة الى ثورة خشنة وسيقوم بها العمال بالمعنى الصريح للثورة .