المس والتلبس؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالتلبس: مأخوذ من اللباس، وهو أن ينفذ داخل ذلك الشيء فيكون متلبسا به، وقد يطلق التلبس على معنى الوقوع في الشيء أو الإدراك له.
أما المس: فيطلق ويراد به لمس الشيطان جسد البشر، والجماع، وكذا لمس الجسد الخفيف عموما، ويراد به الإصابة، وقد يراد به الوسوسة الشيطانية.
هذا من حيث تعريف المس والتلبس، وقد يتكلم بعض أهل العلم ويريد بلفظ واحد منهما الآخر، أي تلبس أو مس الشيطان للإنسان، وإن كان المس في الحالة الخفيفة، أما التلبس أو تخبط الشيطان فهو الحالة الكثيفة التي قد يسيطر بها الجان على الإنسان، أما المس فهو يصيب عامة المؤمنين، كما في قوله تعالى:"إنَّ الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون، وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون" (يعني الوسوسة لا التلبس، لأن التلبس حالة متقدمة في السيطرة الشيطانية على الإنسان، والمؤمن لا يستطيع الجان أن يصل به إلى هذا الحال إلا فيما ندر.
أما ما سمعته من سيطرة الذئب على الجان فقد سمعنا كما سمعت، وجربنا ذلك ببعض من أصابه التلبس، فأظهر أثراً كبيراً وخوفا ورعباً لمن زعم أن به جانًّا، والله أعلم بحقيقة ذلك، ولكن لا يستبعد ففي الطبيعة وخفاياها ما الله به عليم ، أما الكتب التي تتكلم على ذلك فكثيرة جداً تجدها في المكتبات الموثوقة، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.