كمال الإيمان الواجب وكماله المستحب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الإيمان عند أهل السنة اسم لجميع شعب الدين كما قال صلى الله عليه وسلم "الإيمان بضع وستون شعبة" الحديث.
فيدخل فيه جميع الواجبات والمستحبات من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة –وقالوا- إن الإيمان يزيد وينقص، ويقوى ويضعف –كما قال تعالى: "لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ" [الفتح:4].
وقال تعالى "فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" [آل عمران:173].
وقال سبحانه "فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ" [التوبة:124].
فأصل الإيمان هو الإيمان باعتقاد حقيقة الشهادتين، والإقرار بهما وبأصول الإيمان والإسلام المذكورة في حديث جبريل. لقوله صلى الله عليه وسلم "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. والإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره". الحديث.
وكمال الإيمان الواجب هو فعل الواجبات وترك المحرمات. وكماله المستحب هو فعل المستحبات وترك المكروهات.
فما نفي الإيمان عن فاعله فهو من المحرمات، وما نفي الإيمان عن تاركه فهو من الواجبات، ولم يرد نفي الإيمان لترك مستحب أو فعل مكروه.. والإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية – ويزيد بالعلم وينقص بالجهل. قال تعالى: "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ" [محمد:17].