كاتب إسرائيلي: اتفاق التطبيع هو استسلام إسرائيل لتركيا

عربي ودولي

رجب طيب أردوغان وبنيامين
رجب طيب أردوغان وبنيامين نتنياهو - أرشيفية


 اعتبر كاتب صحفي إسرائيل في مقالة له بصحيفة يديعوت أحرونوت  الإسرائيلية أن اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا هو استسلام من الأولى للأخيرة، مضيفا أن "سنوات من الخنوع لمطالب أردوغان لم تصلح علاقات إسرائيل مع تركيا.. أن إسرائيل تقدم الآن علاوة على ذلك كرامتها الوطنية".


وأورد الكاتب الإسرائيلي جلعاد شارون - في مقاله بالصحيفة اليوم الإثنين - أنه من المقرر أن يقر مجلس الوزراء المصغر الأمني الإسرائيلي اتفاق استسلام إسرائيل لتركيا، وهو أمر مؤسف في الحقيقية، مضيفا :"قبل حادثة أسطول مافي مرمرة في عام 2010، اعتقدت أنه سيكون من الأفضل عدم الانجرار لأي استفزازات تركية..وإذا كانوا يريدون تحمل مسئولية قطاع غزة، فإنه ينبغي علينا أن نتركهم يقومون بذلك..وبهذه الطريقة، فإن الضغط لا يكون علينا. هل هناك مشكلة؟ تحدثوا مع تركيا".


وأضاف الكاتب أنه مع ذلك فإن مجلس الوزراء الإسرائيلي يعتقد خلاف ذلك، والذي أسفر عن سلسلة من الأحداث المؤسفة، قائلا إن الأمر ليس أننا كنا مخطئين، إن الأمر ليس أكثر من كون أننا لم نكن أذكياء بشأن هذا الموضوع، وبعد ذلك، انتقل مجلس الوزراء إلى الاعتذار.


وقال "عندما يعتذر شخص ما ويعرب عن استعداده لتعويض الطرف الآخر، يكون ذلك فقط عندما يتصرف بشكل غير لائق، دون وجه حق، أو ظلما، وهكذا، وسأكون ممتنا إذا كان مجلس الوزراء الإسرائيلي قد شرح بالضبط ما الذي نعتذر نحن عنه".


وقال الكاتب "إن علاقة إسرائيل بتركيا مهمة بالنسبة لنا، تماما كما علاقة تركيا مع إسرائيل هو مهم بالنسبة لهم، وحتى مع ذلك، فإن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان المصاب بجنون العظمة وضع الكرامة الوطنية على رأس أولوياته، وأنه يجب أن يوضع في مكانه الطبيعي، عندما اعترفت ألمانيا بالإبادة الجماعية للأرمن، فقد نفخ اردوغان وانتفخ قليلا قبل أن يهدأ، ولكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، ولأنه يعلم أنه يمكن الاستقواء علينا، لماذا إذا لا يجب عليه الضغط على مجلس الوزراء الإسرائيلي إذا كان سوف يحصل على المزيد؟ في هذه الحالة، على الرغم من أن أحدا يمكن أن يسأل ماذا عن كرامتنا الوطنية الخاصة، بعد ذلك؟ ماذا عن القليل من الاحترام لجنود الجيش الإسرائيلي الذي أرسله مجلس الوزراء لاعتراض السفينة المليئة بأناس بغيضين؟"


وتابع:"باختصار نحن نعتذر عندما كان ينبغي علينا أن نقدم الاعتذار، ونحن على وشك دفع مبلغ سخي من المال لأسر –نشطاء الحركات الفلسطينية- وستستمر مكاتب حماس في تركيا، وأردوغان، السلطان الرجل الفقير، هو مرة أخرى يلتقي مع صديقه الحميم، القيادي في حركة حماس خالد مشعل. وفوق كل ذلك، فإن تركيا الآن تملي على إسرائيل أنها يجب أن تتعامل مع حماس في غزة. هل هذا معقول لأي شخص؟".


وتساءل شارون :"هل سمح اردوغان في السابق نقل الإمدادات إلى الشعب الكردي، الذين يسعون للحصول على الاستقلال؟ هل استجاب اردوغان لمطالب إسرائيل بالتوقف عن مهاجمة المدن والقرى الكردية أو التوقف عن قمع هذا الشعب؟ وهل نحن أثرنا هذا الموضوع ؟ لدى إسرائيل دائما علاقة ودية مع الأكراد، وفي منطقتنا، لا ينبغي لهذا أن يكون أمرا مفروغا منه. ومع ذلك، يمكن للمرء أن يفترض هذا الموضوع لم يطرح على الإطلاق. ماذا عن الصفقات التجارية بين تركيا وداعش؟ هل طالبنا في أي وقت مضى بأن يوقفوا كل الاتفاقات التجارية والنفط؟ على الأغلب لا".


وقال "اسمحوا لي أن أوصي بطريقة أخرى لإدارة علاقاتنا مع تركيا، بدلا من المسار السادي الذي نتعامل به: ما حدث قد حدث ولكن ماذا لو كنا قلنا لهم: إذا كنت مهتما في التقدم وبكل الوسائل، فإن كان كذلك فمرحبا، وإن لم يكن فمرحبا أيضا ؟ ماذا قد يحدث؟ هل هناك من يدعي أن إسرائيل تفقد أي نوع من العلاقة مع تركيا؟ كلام فارغ؛ فإن قليلا من الوقت سيمر، وإذا لم يتم التوصل إلى حل خلال عهد الدكتاتور الصغير، فإنه قد حصل في الفترة التي تليه في السلطة".


وأضاف "لقد مرت ست سنوات منذ مافي مرمرة، ولا تزال العلاقة لم تعد إلى مسارها الصحيح بعد كل هذا الوقت، ما هذا التذلل الذي أصابنا ؟ لقد بعنا كرامتنا دون أن نتمكن من إحداث أي إصلاح، ولذا فإنني أطلب من أعضاء مجلس الوزراء أن نتذكر شيئا واحدا: علاقتنا مع تركيا مهمة، ولكن كرامتنا الوطنية لا تقل أهمية، إن بنود الاتفاق الذي تجري صياغته حاليا تبقينا على الدوام على الجانب "الماسوشي" – وهي التلذذ بالاضطهاد- من المعادلة، الآن ليس لدينا كرامة ولا حتى علاقة، على أقل تقدير دعونا نحفظ كرامتنا".