أبرز 8 عواقب بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
بعد تأييد البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي ، شهدت الأسواق المالية والاقتصادية البريطانية، في الساعات الأولى من صباح اليوم، خسائر كبيرة، حيث أحدث التصويت أكبر صدمة مالية عالمية منذ أزمة 2008 وهذه المرة مع وصول أسعار الفائدة في العالم إلى الصفر بالفعل أو بالقرب منه مما يحرم صناع السياسات من وسائل مواجهة هذه الصدمة، فضلا عن استقالة رئيس الوزراء البريطاني، خوفًا من مصير البلاد عقب خروج بلاده من الاتحاد.
وأظهرت نتائج استفتاء بريطانيا تصويت نحو 52%من البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي مقابل 48% صوتوا لصالح البقاء.
ورصدت "الفجر" عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عقب ساعات منه في السطور التالية.
الجنيه اﻹسترليني
قبل ساعات من إعلان نتائج الاستفتاء، فقد الجنيه اﻹسترليني 10٪ من قيمته مقابل الدولار الأمريكي، فيما انخفضت بورصة هونج كونج للأوراق المالية بنسبة 4.67٪، ويعد هذا الهبوط الحاد لقيمة الجنيه الإسترليني، أدنى مستوى له منذ عام 1985.
وسجلت الأسهم الأوروبية انخفاضا غير مسبوق، إذ هبط مؤشر "يورو ستوكس 50" بنسبة 3.94% ليصل إلى مستوى 2.918.18 نقطة، كما تراجع مؤشر "FTS100" بنسبة 1.60% ليصل إلى مستوى عند 6.236.40 نقطة، وهوى مؤشر "كاك" الفرنسي، بنسبة 4.87% ليسجل 4.248.60 نقطة، أما مؤشر "داكس" الألماني فخالف باقي المؤشرات الأوروبية، وارتفع بنسبة 1.85% ليصل إلى مستوى 10.257.03 نقطة.
انخفاض سوق المبادلات في طوكيو
في ذات السياق شهدت بورصة طوكيو تراجعا حادا، إذ انخفض مؤشر سوق المبادلات في طوكيو "نيكي" القياسي8.30 % أي 1347.79 نقطة إلى مستوى 14890.56 نقطة، أما مؤشر "توبيكس " الأوسع فقد هبط 8.16 % بخسارته 105.91 نقطة إلى 1192.80 نقطة.
هبوط في أسعار النفط
فيما عانت أسهم الشركات التي تملك مراكز إنتاج في بريطانيا حيث هبطت أسهم "هيتاشي" التي تصنع قطارات في بريطانيا 10.3 % و"نيسان موتور" التي تصنع سيارات في المملكة المتحدة 8.1 %.
ولم تكن أسعار النفط أوفر حظا، إذ تراجعت أسعار النفط بشكل حاد متأثرة بنتائج الاستفتاء الأولية التي أظهرت تأييد 51.9% من البريطانيين لخروج المملكة من الاتحاد الأوروبي، فضلا عن هبوط سعر برميل خام مزيج "برنت" القياسي، بنسبة 4.91% ليصل إلى 48.41 دولار، كما تراجع سعر برميل الخام الأمريكي الخفيف بنسبة 4.93% ليصل إلى 47.64 دولار.
ارتفاع الذهب في المعاملات الفورية
أما المعدن الأصفر فقد قفز بنسبة 8% ليسجل أعلى مكاسبه منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، بعدما أصيبت الأسواق بالصدمة بسبب تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي وهو ما أذكى اضطرابات السوق التي دفعت المستثمرين للإقبال على الأصول الآمنة، باعتباره من الملاذات الآمنة الأخرى مثل السندات مع هبوط الأصول التي تنطوي على مخاطر مثل الأسهم والجنيه الاسترليني.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 5.1% إلى 1319.60 دولار للأوقية (الأونصة) بعدما صعد في وقت سابق إلى 1358.20 دولار للأوقية مسجلا أعلى مستوى له منذ مارس 2014.
خسارة العملاء
خسر كل عميل بنك يودع في حسابه مليون جنيه إسترليني، نحو 110 آلاف دولار في ساعات، بعد أن كان يبلغ سعر صرف ودائعه يوم أمس 1.5 مليون دولار، إلى 1.391 مليون دولاراً اليوم.
منصب كاميرون مهدد
تداعيات الاستفتاء لن تقتصر على الأسواق المالية فقط بل وعد رئيس الوزراء البريطاني، خلال حملته الانتخابية، العام الماضي، بإجراء استفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وبعد توليه رئاسة الوزراء، بدأ مفاوضات جديدة مع الاتحاد، لتغيير شروط عضوية بلاده.
واعتبر كاميرون، أن بلاده حصلت في تلك المفاوضات، على تنازلات كافية من الاتحاد، فيما يتعلق بموضوعات السيادة والهجرة، والبقاء خارج الاتحاد السياسي، وبناء عليه بدأ منذ فبراير الماضي، حملة تدعو للتصويت في الاستفتاء، لصالح الاستمرار في الاتحاد الأوروبي.
وترك كاميرون لأعضاء حزبه وحكومته، حرية التعبير عن آرائهم فيما يخص الاستفتاء، وانضم وزير العدل، مايكل غوف، وعمدة لندن السابق، عضو حزب المحافظين، بوريس جانسون، للحملة الداعية للإنفصال عن الاتحاد.
وعقب نتيجة الاستفتاء أعلن "كاميرون"، أنه سيستقيل من منصبه بحلول أكتوبر، قائلاً: "لا أعتقد أنه سيكون من الملائم لي أن أمسك بدفة قيادة البلاد إلى وجهتها المقبلة."
تأثير الدومينو في أوروبا
من المحتمل أن يؤدي قرار الخروج من الاتحاد، إلى إحداث تأثير تساقط أحجار الدومينو في دول الاتحاد الأوروبي، وقد يدفع، بشكل خاص، في اتجاه إجراء استفتاء مماثل في فرنسا، التي يحظى فيها اليمين المتطرف بشعبية كبيرة، كما يتوقع أن يؤثر خروج بريطانيا من الاتحاد، بشكل سلبي، على اقتصاديات بعض دول الاتحاد.
يمكن أن تتبنى بريطانيا، بعد الخروج نموذج أيسلندا والنرويج، حيث تبقى في السوق الأوروبية المشتركة، إلا أنها لا تشارك في القرارات الأوروبية، أو أن تفعل مثل تركيا، وتوقع اتفاقية اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي.
ويتوقع أن تدفع نتيجة الاستفتاء، في اتجاه إجراء اسكتلندا، المعارضة للخروج من الاتحاد الأوروبي، استفتاء ثانيا حول استقلالها عن المملكة المتحدة، كما ينتظر أن تزيد قوة التيارات الداعية لانفصال أيرلندا الشمالية عن المملكة المتحدة.
الاقتصاد الأمريكي "في صدمة"
على صعيد أخر قال جو مادنلي الخبير في مؤسسة "بنك أوف أميركا" المالية، حول توقعاته للشكل الدي ستبدو عليه السوق المالية الأمريكية خلال الأيام المقبلة، إن الزلزال الذي ستتعرض له الأسواق الأمريكية سيترك أثرا مضاعفا، إذ إن سوق المال في البلاد تسودها أصلا حالة من عدم اليقين، التي عادة ما تصاحب موسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأضاف "مادنلي"، إن كسب الدولار نقاطا أمام الجنيه الإسترليني سيحمل تبعات سلبية فيما بعد، فتعرض الاقتصاد البريطاني لهزة كهذه سيكون له أثره على أكثر من تريليوني دولار استثمارات بين البلدين.
وأشار "مادنلي"، إلى أن الانفصال البريطاني سيكبح جماح مشروعات أميركية كبرى في بريطانيا، إذ تتخذ الشركات من بريطانيا بوابة للتجارة الحرة مع أوروبا وهو ما لم يعد قائما بعد اليوم، فضلاً عن تجارة الشركات الأميركية في أوروبا عبر بريطانيا أصبح مهددا، كما قد يؤدي تراجع العائدات إلى إجبار تلك الشركات على دراسة تحويل التجارة الأوروبية إلى أماكن أخرى، مؤكدًا أن خروج بريطانيا من الاتحاد يعني إعادة التفاوض بشأن كافة اتفاقات التجارة الحرة مع كل دول أوروبا على حدة.
يوم حزين
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، أن تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد يمثل يوماً حزيناً لأوروبا.
ونقلت وزارة الخارجية الألمانية عن شتاينماير عن قوله في حسابه الرسمي على تويتر: "الأنباء الواردة من بريطانيا صادمة.. يبدو أنه يوم حزين لأوروبا وبريطانيا". وأشار إلى أن على الزعماء الأوروبيين أن يعملوا للحفاظ على تماسك أوروبا بعد خروج بريطانيا.