أبومازن يمنح الأمين العام للجامعة العربية الوشاح الأكبر لدولة فلسطين

عربي ودولي

عباس - ارشيفية
عباس - ارشيفية


منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي الوشاح الأكبر لدولة فلسطين تقديرا لجهوده ومواقفه الشجاعة والمشرفة في خدمة قضايا أمته العربية، وفي الطليعة منها قضية فلسطين، وتثمينا عاليا لأخلاقه النبيلة ودبلوماسيته الرفيعة والحكيمة.

وأكد العربي – في كلمته خلال حفل التكريم الذي أقامه الرئيس الفلسطيني اليوم الثلاثاء في عمان - أنه سيبقى ملتزما بالدفاع عن قضية فلسطين والدفاع عن الشعب الفلسطيني.. متمنيا أن ينتهي الاحتلال ويحظى الشعب الفلسطيني بحريته واستقلاله.

وقال "إن الفاجعة الكبرى والنكبة العظمى التي كابدها أبناء جيلي من المصريين والعرب كانت إنشاء دولة إسرائيل وظلت هذه القضية بكل أبعادها الوطنية والإنسانية والأخلاقية علامة فارقة في تشكل الوعي السياسي حتى الآن وفي بلورة إدراكنا ومعرفتنا لمعنى وأبعاد التواطؤ الدولي ضد حركة تحرير الشعوب وحقها في تقرير المصير".

وأشار إلى أنه "بالرغم من استمرار السياسات الإسرائيلية المتطرفة التي تتعارض جذريا مع تحقيق السلام العادل والصعوبات بالغة التعقيد التي يواجهها الشعب الفلسطيني، إلا أنه ظل صامدا رافع الرأس وتحت قيادتكم الرشيدة والنضال البطولي للشعب الفلسطيني وما بذله من تضحيات جسام وإصرار على انتزاع حقوقه تم تحقيق عدد من الإنجازات السياسية الهامة".

وأضاف أن من بين هذه الإنجازات القرار التاريخي الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 2012 بقبول فلسطين دولة مراقب يعترف بها العالم دولة بحكم القانون الدولي؛ بحيث تصبح بذلك الأراضي المحتلة جزء من أراضي دولة فلسطين وليست مجرد أراضٍ متنازع عليها كما تزعم إسرائيل، إضافة إلى رفع علم فلسطين أمام الأمم المتحدة وباقي المنظمات الدولية وانضمام فلسطين إلى الاتفاقيات الدولية، مؤكدا أن هذه الإنجازات خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلال وإقامة الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

ونبه إلى أن القضية الفلسطينية تمر في المرحلة الحالية بمنعطف مهم على مستوى العلاقات الدولية، فهي لم تعد قضية شعب فلسطين ولم تعد قضية العرب فحسب؛ بل أصبحت تحمل في طياتها مستقبل النظام العالمي المعاصر وطبيعة تشكيلته وتوجهاته، فمنذ بدايات القرن العشرين والعالم يسعى جاهدا لوضع إطار قانوني يحد من غلواء الحروب بل يجرمها وينظم العلاقات بين الدول على أسس فض النزاعات بالطرق السلمية.

وتابع العربي قائلا إن ما تقوم به إسرائيل في وضح النهار من رفض للانسحاب وعدم تنفيذ القرارات الملزمة لمجلس الأمن ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وممارسة أبشع أنواع الإرهاب هو "إرهاب الدولة.. مشيرا إلى أن إقامة الجدار العازل يقف شاهدا على ممارسة إسرائيل للتمييز العنصري والذي يعد أكثر سوءا من الأبارتايد -نظام الفصل العنصري- في جنوب إفريقيا، إضافة إلى الاعتقال الإداري والسجن لفترات غير إنسانية وغير ذلك من الأعمال الإجرامية التي تقوم بها والتي تقوض عمليا أركان النظام الدولي وأسس هياكله التي قام عليها.

واستطرد "إنه يتعين علينا جميعا الدفاع عما تعاقد عليه المجتمع الدولي في إقامة السلام وإشاعة الأمن وتحقيق الاستقرار في العالم، لأن البديل سيكون العودة إلى الوراء والعودة إلى قانون الغاب".. مشيرا إلى أنه وللأسف الشديد فإن أبواق الدعاية الإسرائيلية تجد دوما من يناصرها ويدافع عنها عن جهل، ويبرر الأعمال غير الشرعية التي تقترفها إسرائيل يوميا والتي تتعارض مع المبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية التي يقوم عليها المجتمع الإنساني المعاصر فضلا عن انتهاكها للقانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات الدولية.

واختتم قائلا "إن الدفاع عن القضية الفلسطينية هو دفاع عن النظام العالمي المعاصر الذي توافق عليه المجتمع الدولي، وإن هذه الرسالة التاريخية يجب أن تصل بصوت عال وواضح إلى العالم أجمع لأن رسالة السلام والحق والعدل هي التي يجب أن تعلو وتنتصر وتسود. ومهما طال الزمن، سوف يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة، فلا يصح في نهاية المطاف إلا الصحيح".