هل تعلم ما هى أهمية العلم للفرد والمجتمع ؟
العلم في بناء الفرد والمجتمع خلق الله تعالى الإنسان مكوناً من الجسد والنفس، وزوّده بأمور تعطي له معنى أن يكون إنساناً وهي الروح، بالإضافة إلى القدرة على التفكير، حيث كانت الروح المسؤولة عن منح الإنسان القدرة على التساؤل والتعجب من كل الظواهر التي تجري وتمر عليه، والتي سبّبت له نوعاً من المواجع المختلفة وحيّرت له عقله وصدعت رأسه، وكانت أدواتها في ذلك العقل والقلب. يعرف العلم بأنه معرفة تفاصيل الأمور بصغيرها وكبيرها، حلوها ومرّها، وهو ليس محصوراً على أمر مُعيّن من الأمور إنّما يشمل كافة المجالات المختلفة والمتنوعة التي تغطي كافة مناحي الحياة المختلفة، وهو عملية مستمرة لا تتوقف عند حد معين، بل إنها تبدأ بولادة الإنسان وتنتهي بوفاته، فالإنسان في كافة مراحل حياته يكون مُتعطّشاً للعلم والمعرفة، ولكن كلّ على مستواه، فالصغير ليس كالكبير، ومن يمتلك الرغبة الحقيقية على المعرفة ليس كالشخص الجاهل الذي لا يمتلك أدنى حس بهذه الأمور، والذي يشكل عالة على البشرية فهو مستهلك فقط، لا يحب الإنتاج. طلب العلم أيضاً هو دليل على انفتاحية الشخص وعدم انغلاقه أو تقوقعه على نفسه، إذ إن الإنسان الشغوف بالعلم سيلجأ إلى قراءة الكتب، والكتب ما هي إلا حصيلة أفكار ومعارف احتازها أشخاص آخرون في القديم والحديث، وبالتالي فلو ظهر طالب العلم بمظهر غريب شاذ عمن حوله بحيث يظنونه شخصاً انطوائياً، إلا أنه قد يكون بمعنى أو بآخر اجتماعياً أكثر منهم، ومنفتحاً قابلاً لكل الآراء المخالفة على عكسهم، فهم قد لا يتحملون أن يناقشهم الإنسان بأبسط شيء مما يؤمنون به ومعتقدون بصحته، وهذا لا يتعاكس مع أهمية أن ينخرط الناس مع من حوله، فهم قد يكونون بطريقة أو بأخرى وسيلة من وسائل المعرفة.
لتحصيل العلوم طرق مختلفة أولها القراءة، حيث إن القراءة هي البوابة التي يدخل الإنسان منها إلى عالم أوسع ليس ضيقاً كالعالم ألذ يعيش فيه، حتى لو كان هذا الإنسان يعيش في غرفة لا يوجد فيها أدنى سبل الراحة والهناء، إلا أنه بالقراءة سيجد نفسه في أوسع مكان بل سيجد نفسه غير محدود بزمان، فيتنقل بين الماضي والحاضر وربما المستقبل.
إضافة إلى القراءة هناك وسيلة أخرى مهمة للعلم وهي المعلم، خصوصاً إن كان شديد الأضلاع موسوعياً، وكان لديه أسلوب شيق في إيصال المعلومة، فإن هذا الأمر سيريح طالب العلم كثيراً من أمور متعددة ومختلفة ومتنوعة.
وأخيراً من أهم طرق طلب العلم التجربة والمشاهدة، فهناك قاعدة عامة تقول (ليس الخبر كالعيان).
ولنتذكر، إذا حصل الإنسان على العلم فإنه حتماً سيصبح إنساناً ذا روح عظيمة.