"احنا بتوع الأتوبيس" دراما تتجسد في الواقع.. "حامد" متهم ويواجه السجن عام بالرغم من نفي المجني عليه
"احنا بتوع الأتوبيس ياخونا" هل تتذكر كلمات عادل إمام في هذا الفيلم، عندما اعتقل بالخطأ بسبب خلاف على سعر تذكرة أتوبيس، فالوضع يتشابه مع قضية محمد حامد، العضو بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، الذي صدر ضده حكم بالحبس عامًا وغرامة 10 آلاف جنيه لسب اللواء طارق المهدي محافظ الإسكندرية، بالرغم من اتهامه لشخص أخر إلا أن الحكم صدر ضد "حامد".
بدأ الأمر في نهاية 2014، باقتحام قوات الأمن منزل محمد حامد المنسق الإعلامي السابق لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي بالإسكندرية، وتفتيش منزله وتحريز جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به وهاتفه ومن ثم اقتياده إلى قسم الشرطة .
وبعدها وجهت له تهمة سب وقذف محافظ الإسكندرية الأسبق اللواء طارق المهدي، وهو الأمر الذي نفاه "المهدي" خلال تصريح نشره موقع "فيتو" يوم 30 يناير 2016، وقال خلاله بإنه لم يتهم محمد حامد في البلاغ المقدم منه وإنما تفاجأ بوجوده كمتهم ثانٍ.
وأوضح حامد، خلال حديثه لـ"الفجر" أنه ليس له علاقة بالأمر سوى أنه يعمل بمجال التسويق بمواقع التواصل الاجتماعي، كعمل إضافي بجانب وظيفته مثل أي صحفي غير نقابي ينشر أخبار أو يراسل الصحف بالأخبار وبتصريحات أشخاص معروفة.
"خيرالله" يتهم "المهدي" والشرطة تقبض على حامد
"أما الشخص التاني خرج من القضية على أساس أن المحكمة مش شايفة في اللي هو عمله إساءة أو سب وقذف وده يتنافى تماماً مع تأييد الحكم عليا لأني في الأساس خارج الموضوع . والقضية الأساسية هي الإزعاج والسب والقذف واحنا الأتنين كنا متهمين فيها
"المهدي" ينفي اتهام حامد والمحكمة تصر
"تمت المحاكمة أمام محكمة الدخيلة الاقتصادية في القضية رقم 80 لسنة 2014 جنح اقتصادية وكان هو المتهم الأول أما صاحب التصريحات والبلاغات موضوع المشكلة أدرج كمتهم ثانٍ وهو محمد سعد خيرالله والذي كان تقدم ببلاغات فساد وإهدار مال عام ضد محافظ الإسكندرية الأسبق".
يقول حامد، بنبرة حزينة عن الوضع الذي وصل إليه، :"حصل خيرالله على البراءة بينما حُكم عليا بالسجن عام مع الشغل وغرامة 10 الأف جنيه، بالرغم من أني لست طرف فيها سوى نقل الأخبار من خيرالله إلى الصحفيين".
قدم حامد، معارضة على ذلك الحكم واستند إلى كافة المستندات المؤكدة عدم تورطه في ارتكاب أي وقائع سب وقذف ومن ضمنها تصريحات اللواء طارق المهدي التي برأته وأوضحت أنه لم يتهمه من الأساس وأيضًا عقد عمل بينه وبين المتهم الثان باعتباره مدير أعماله حينها بينما قامت المحكمة بتأييد ذات الحكم عليه بالحبس عام مع الشغل والغرامة 10 الأف جنيه بالرغم من صدور براءة بحق المتهم الأساسي حينها.
أخطاء بالإجراءات.. عضو التحالف أصبح أمين التنظيم
وأشار "حامد" إلى أن الإجراءات شابها أخطاء وصفها بالـ"جسيمة" ومن ضمنها أثناء العثور معه على كارنيه عضوية حزب التحالف الشعبي الإشتراكي وعليه توقيع أمين تنظيم الحزب ظنت جهات التحقيق أنه هو أمين تنظيم الحزب ولم يجيدوا قراءة الكارنيه وتم كتابة هذا كوصف له في بيان صادر عن مديرية أمن الإسكندرية حينها بالقبض على أمين تنظيم حزب التحالف.
صدر التقرير الفني المبدئي والنهائي من مديرية الأمن نصوا فيه على إنشاء "حامد" 11 صفحة تحريضية وهو الأمر الذي نفاه مشيرًا إلى أنهم لم يتحروا الدقة أو يتأكدوا من أن تلك الصفحات لم يتم نشر فيها أي شئ بواسطة محمد حامد بل أغلبها لم يكن مديرًا لها من الأساس.
وقال محمد حامد أن الأمور واضحة، أنه لم يرتكب جريمة السب والقذف بحق محافظ الإسكندرية السابق، وأنه لم يكن يدير أي صفحات محرضة والتقرير الفني المنقوص يؤكد ذلك ولم يثبت تلك الاتهامات.
من المتهم ؟
وتساءل قائلا: "أين تهمة الإساءة لاستخدام وسائل الإنترنت طالما تمت تبرئة المتهم خيرالله من السب والقذف".
وأضاف أن كل من يستخدم الإنترنت مهدد بالخطر والحبس سواء مواطن عادي أو ناشط أو صحفي أو عامل بـ"السوشيال ميديا"، وتساءل: "من أين نحصل على تراخيص لاستخدام وسائل السوشيال ميديا دون مواجهة اتهامات بإساءة استخدامها.
وأنهى عضو التحالف الشعبي الإشتراكي حديثه، بأنه سيستأنف على الحكم الصادر وسيسلك الطريق القانوني للخروج من هذه التهمة غير المنطقية.