الثعابين تغزو "سجن القناطر".. رعب بين النزيلات.. ومخاوف من زيارة مفاجئة لـ "الكوبرا"
عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان: وجود ثعابين في السجون "كارثة"
القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان: المعايشة بأمان أبسط حقوق المسجون
حقوقي: المسؤولية تقع على الداخلية.. والوزارة غير حريصة على صحة السجناء
بعد الجدل الكبير الذي أثير مؤخرًا حول انتشار الـ"ثعابين" في سجن القناطر الخيرية في القليوبية، شدد حقوقيون على ضرورة تطهير العنابر ونقل النزيلات لعنابر أخرى في أسرع وقت حرصًا على أرواحهن، فضلاً عن كشف بعضهم عن خطورة متوقعة بوصول بعض الثعابين الخطيرة للعنابر إزاء وجود السجن في منطقة زراعية.
الكشف عن انتشار الثعابين
وانتشرت الحديث عن وجود "ثعابين القناطر"، الإثنين الماضي، بتدوينة تمت مشاركتها أكثر من 3 آلاف مرة، كتبتها ناشطة تدعى سلمى الخشن، قالت فيها: "الثعابين ملت سجن القناطر، والبنات عايشين في رعب مستمر، واتهددوا لو اتكلموا هيتحبسوا انفرادي".
ولفتت إلى أن رد إدارة السجن على السجينات عقب شكواهم من انتشار الثعابين، كان "انتوا في سجن مش بتتفسحوا"، مناشدة وسائل الإعلام ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تداول الأزمة خصة وأن الحملات الإعلامية ساعدتهم العام الماضي في كشفها مما جعل إدارة السجن قامت بتطهير العنابر.
بلاغ لمصلحة السجون
في البداية يقول ناصر أمين، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن مجرد الافصاح عن وجود ثعابين بسجن القناطر، يعد بلاغًا لمصلحة السجون، بأنها لابد أن تتوجه فورًا للسجن لحل هذه الأزمة، نظرًا للحفاظ على الحياة العامة للسجناء، ولخطورة وجود هذه الثعابين.
وأضاف" أمين"، في تصريحات خاصة لـ" الفجر"، أن من المفترض المجلس القومي لحقوق الإنسان، يضع في أولوياته زيارة سجن القناطر في محاولة لكشف الأمر أمام النيابة العامة، والإلحاق بهذه الكارثة، لاسيما وأن الأمر تكرر في العام الماضي دون التطرق إليه إلا بالنشر في وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن "الشيح" كان هو الحل آنذاك من قبيل مصلحة السجون.
وشدد "أمين"، على ضرورة التحرك السريع لأن وجود هذه الحشرات داخل السجون، دون التحرك سينذر بكارثة من الممكن أن تؤدي بالموت الفوري للسجينات.
المعايشة بأمان أبسط حقوق المسجون
وقالت انتصار السعيد، مديرة مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان، إنها لا تعلم حقيقة الأمر سوى من موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مؤكدة أنه في حالة الكشف عن وجود ثعابين داخل العنابر فلابد من تطهيرها بشكل جيد فورًا ونقل النزيلات لأماكن بديلة للحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
وتابعت "السعيد": في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، " أنه لابد من تنظيم زيارة فورية للتأكد من صحة هذه المعلومات لاسيما والأمر غير عادي فالتكاسل في مثل هذه الأمور كارثة تؤدي بحياة مواطنين إلى التهلكة"، مستكملة: "مش هنخسر حاجة لو اتأكدنا.. أحسن ما نندم بعد كده"، مشيرة إلى أن أبسط حقوق المسجون أنه يعيش في مكان آمن.
وطالبت إدارة السجن أنه لابد في جميع الحالات أن تقوم بعملية نظافة يومية، بتطهير السجون لاسيما ونحن في فصل الصيف ومن الوارد وجود حشرات، بغض النظر عن عدم النظافة التراكمية.
إمكانية وصول بعض الثعابين الخطيرة مثل "الكوبرا"
على جانب آخر أكدت "نرمين يسري" - الناشطة الحقوقية، صحة ما نشر بخصوص وجود ثعابين بسجن القناطر، مشيرة إلى أنها بحثت في الأمر واكتشفت إمكانية وصول بعض الثعابين الخطيرة مثل "الكوبرا" إلى داخل السجن حال استمرار الوضع على ما هو عليه.
وقالت، في تدوينة : "طيب أنا من امبارح قاعدة بقرأ في كل المصادر اللي لقيتها عن أنواع الثعابين الموجودة في مصر (على خلفية الثعابين اللي بترتع في عنابر سجن القناطر)، للأسف المصادر مش كتير والمعلومات مش دقيقة.. لكن اتأكدت على الأقل إن فيه من أنواع الثعابين الخطيرة زي الكوبرا و الـ vipers بيعيشوا في الزراعات عادي، مش بس في الصحرا زي ما كنا فاكرين."
وأشارت إلى أن: "طبعًا صعب جدًا نطلب من البنات وصف للثعابين اللي بيشوفوها عشان نحاول نحدد دي ايه وايه مدى خطورتها، لكن احتمال مش بعيد إن يبقى فيه من الثعابين دي سامة"..
مضيفة: "بعض الأنواع السامة بتزحف بسرعة ٢٠ كيلو في الساعة، يعني صعب جداً حد يجري منها، وسمها يقتل بني آدم بالغ في نص ساعة".
وأردفت: " يعني نقول تاني المسجونات في سجن القناطر بيشتكوا بقالهم كذا يوم من وجود ثعابين في العنابر، منها ثعبان كبير محدش عرف يقتله، و من وجود بيض ثعابين كمان في شقوق العنابر.. طبعاً العنابر دي مقفولة على سكانها المسجونين أغلب اليوم، فتخيلوا الرعب انكم مسجونين في مكان واحد مع تعابين!! .. فيه بنات مش بتقدر تنام من الرعب!. .وتخيلوا كمان لو تعبان سام عضّ مسجونة أو حاجة، تعتقدوا بالروتين العقيم بتاعهم ده هيلحقوا ينقلوها مستشفى أو مركز السموم قبل ما يجرالها حاجة؟؟".
لابد من شكوى موثقة
فيما أشار محمود البدوي، رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان، إلى أنه وارد لأي مكان أو سجن أن يتسريب له بعض الحشرات والزواحف فهذا أمر طبعي لاسيما في المناطق الصحراوية والزراعية، وبكل تأكيد هذا لو حدث داخل السجون فستمثل خطورة بالغة على صحة النزلاء، مؤكدًا أنها مسئولية الداخلية بأنها غير حريصة على تأمين حياة السجناء.
وأوضح "البدوي"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن فكرة انتشار الحشرات تعتمد على المنطقة التي يتواجد فيها السجن، مشيرًا إلى أن سجن 15 مايو موجود في منطقة صحراوية ومن السهل أن يتسلل له عقارب أو ثعابين، وأن هذا ما رآه بعينه، متسائلًا: "هل من الممكن أن تشرف مصلحة السجون بشكل دوري على العنابر وأخذ احتياطاتها لهذا الشأن بالاستعانة بالمكافحة البيولوجية".
وتابع "البدوي"، أن لهذه اللحظة لا توجد معلومة مؤكدة تفيد بوجود "ثعابين" في سجن القناطر، لافتًا إلى أنه إذا كانت هناك أدلة ملموسة على ذلك من المؤكد أن يتخذ القومي لحقوق الإنسان موقفًا ويقوم برفع توصيات إلى وزارة الداخلية.