د. علي اسماعيل يكتب: من الذاكرة في رمضان
لاشك أن التاريخ الحديث سوف يسطر بأحرف من نور ما صنعه المصري الحديث منذ أكثرمن 43 عاما وكنت في حينه ابن الثانية عشر من العمر وكان يوم السبت السادس من أكتوبر 1973 العاشر من رمضان المبارك وكان أول يوم للدراسه لي بالصف الأول الإعدادي وقد انتهي اليوم الأول من الدراسة وفي تمام الساعة الثانية ظهرا بعد الخروج من المدرسة سمعت وأنا في الطريق البيان الأول للقوات المسلحة المصرية من راديو باحد المقاهي الرئيسية بالقرية وأتذكر وقتها أن كل الموجودين في نفس واحد قالوا الله أكبر وقالوا البعض منهم الحرب قامت ووقفنا جميعا ننتظر البيان التاني الذي أوضح عبور بعض قواتنا الي الضفة الشرقيه لقناة السويس ورفع العلم المصري وتوالت البيانات العسكرية والفرحة تعم الجميع والكل يدعوا الله بالنصر لقواتنا المسلحة.
وكم كنت اتمني أن أكون كبيرا والتحق بالخدمة العسكرية واكن مع المقاتلين لمقاتله العدو أو من شهداء الوطن مثل باقي الأبطال الذين يقاتلون العدو ويحررون الأرض وبحكم الطفوله انتظرنا الأخبار وأعلن الراديو تأجيل الدراسة لمده شهر ومع الفرحة بالاجازه إلا أنني تزكرت ما فعله الكيان الصهيوني بضرب مدرسة بحر البقر ببحيرة المنزلة واستشهد الأطفال وكم شعرنا بالحزن والاسي علي هؤلاء الأطفال وكنت أحد التلاميذ في مدرسة الوحدة المجمعة بمدينة المطرية وعاصرت عمليات التهجير لمواطني مدن القناة وتلك الأيام الصعبة التي عاشها أهلينا المهجرون الي مدن الدلتا.
الكثير من الشباب والجيل الجديد لم يروا اويعلموا عن ذلك الكثير وحجم الأزمات التي عاشها المصريين منذ يونيه 1967 وحتي نصر أكتوبر 1973 لان عدد المواليد قد بلغ اكثر من 55 مليون بعد هذا التاريخ وها هو الزمن والسنين تمر ويمتزج التاريخ ويرتبط الانكسار مع النصر ونتزكر أعظم أيام التاريخ وتتغير العقيده الصهيونية وكسر الزراع الطولي لجيش الدفاع الذي لايقهر والذي انتهي وانتهت اسطورته في ست ساعات لولا التدخل والدعم الامريكي حيث استطاعت القوات المسلحة المصرية من خلال العبقرية المصرية للتخطيط الاستراتيجي والمناورات التكتيكية أن تتم أكبر عمليه خداع إستراتيجي للعبور وحرب أكتوبر المجيدة لم ترصدها أكبر أجهزة استخبارات أمريكية أو إسرائيلية اوغيرها وتم عبور أكبر حاجز وعوائق مائي بطول أكبر من 180 كيلومتر علي طول الجبهة لقناة السويس واقتحام خط بارليف الحصين الذي كان يحتاج إلي قنبلة زرية وقد تم السيطرة وغلق وتعطيل محابس النابلم التي كانت معدة الي ان تجعل القناه مسطح من النيران الملتهبة فوق الماء ونجحت العبقرية المصرية في إنشاء خطوط الكباري لنقل المدرعات والمعدات الثقيلة لشرق القناه للتعامل مع الوحدات المدرعة للعدو بعد أن تم فتح ممرات بخط بارليف الحصين من خلال طلمبات المياه وخراطيم المياه وصعود قوات المشاه علي سلالم الحبال للوصول الي الجزء الخلفي من خط بارليف للتعامل مع النقط الحصينة واقتحامها.
وما أروع خير أجناد الأرض أفراد المشاة في التعامل مع الدبابات والمدرعات وصيدهم ب آر بي جي وصعودهم الدبابات وتدمير ابراجها واطقمها بالقنابل اليدوية كم من ملاحم وبطولات قد أفرج عنها ولم يفرج عنها من سجل التاريخ العسكري وقد كان لي الشرف أن يكون قائد سريتي في كليه الضباط الاحتياط العميد يسري عماره أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة والذي قام بأسر العقيد عساف ياجوري قائد اللواء 190مدرع الإسرائيلي يوم 8 اكتوبر 1973 وكم من بطولات أن يحمل الجندي المدفع م.د ب10 علي ظهره ويصعد به خط بارليف وسيزكر التاريخ بعض بطولات المقاتلين ومنهم محمد المصري الذي دمر 27 دبابة وعبد العاطي الذي دمر 23 دبابة وكم من روعة الاداء للقوات الجوية وتحرك طائراتها في توقيتات محددة لتلتقي شرق القناه في توقيت محدد هو وقت العبور لتدك تحصينات العدو ومراكز القيادة والسيطرة في سيناء وتحرك القاذفات الاستراتيجية والاقتراب من تل ابيب بخطه استراتيجية تمنع تعامل الكيان الصهيوني مع السكان المدنيين كما حدث سابقا وقد شاهدت بنفسي معركة المنصورة الجوية وسقوط الطائرات الفانتوم في الحقول وأسر طيارين اسرائيليين ببلدتي اللذين سقطوا بالمظلات في حقول الذرة وكنت اشاهد الصواريخ وهي تنطلق في السماء وتتجه خلف الطائرات المعادية وتفجرها كم كنا نحس بالفخر والعزه في تلك الأوقات والكل تحول بالبلده الي دفاع مدني يؤمن المنشأت وانتهت الجريمه والسرقه من سجلات الشرطة خلال فترة الحرب.
إن ماقدمه المصرين وقواتنا المسلحة من تضحيات هي ماصنعت وطن شامخ يعلم القاصي والداني شأنه ويتامرون عليه ولن ينتهي مسلسل التآمر منهم طالما أن مصر قويه.
سوف يزكر التاريخ الحديث أن مصر قد حطمت المؤامرة الصهيوانجلوامريكية لتفتيت وتغير الشرق الأوسط من خلال الفوضي الخلاقه وتحطيم مستقبل الغرب في كسر مصروتركيعها من خلال السيناريوهات التي تخدم خططهم وأهدافهم الخبيثه والسرطانيه في زرع الفتن داخل الوطن من خلال أعداء الوطن وطابور الخونه والعملاء التي تستخدمها اجهزة استخباراتهم تحت ستار الجمعيات الاهلية والحقوقيه ومنظمات المجتمع المدني والميديا السياسية فالأمور واضحة وتحتاج من الجميع أن يتحمل مسؤولية الحفاظ على الوطن والدولة المصرية ودعم جهود التنمية والبناء لتحسين الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنين نتيجة الزيادة السكنية التي تلتهم عائدات التنميه واستمرار معدلاتها العاليه رغم الظروف الاقتصادية والحرب الخفيه الغير معلنه علي الدولة المصرية ومحاصرتها لاضعافها بصناعة الأزمات بها من خلال عملاءها في الداخل والخارج واثارة المواطنيين وبلبلة الراي العام ونشر الاحباط وزعزعة الثقه في مؤسسات الدولة.
إن الشباب لابد أن يفهم ويعي ويراجع الماضي و يسترجع تاريخ أجداده العظماء الذين كانوا يضحون من أجل بقاء الدوله المصريه قوية فتية تحلم وتنفذ الحلم الجميل لابناءها في عيشة كريمة وحياة كريمة ليجد كل طفل مكان في تعليم متقدم ومناسب يبني قدراته الذهنية وينمي مداركه ويضعه علي طريق المستقبل للتقدم والبناء ويجد فرصة حقيقية للعمل المنتج وللعلاج ومحاصرة الأمراض فالوقاية خير من العلاج ويجعل الشعب عليل غير قادر على مواجهة التحديات التي تواجه تنفيذ مشاريعهم في بناء المجتمع المصري وتطويره بالشكل الصحيح ودفع عجلة الانتاج في شتي مناحي الحياة.
.
وحقا علي الجميع أن نتزكر بكل فخر قادة عظام وشهداء أبرار خططوا ونفذوا وحقوق النصر الذي كتب تاريخ الامة العربية الحديثه وكان بدايه عهد الرفاهية والثروة للدول العربية من خلال ظهور الاهمية الاستراتيجية للنفط أحد اسلحة حرب أكتوبر من خلال التضامن العربي ووقف امدادات البترول للغرب وللدول التي تساعد الكيان الصهيوني وهو أحد أهم اسباب المؤامرة علي الشرق الاوسط والفوضي الخلاقة بصنع النزاعات الاقليمية وبيع السلاح واحتلال بعض الدول من خلال ابناءها وصرعاتهم الايدولوجية وتدمير بلدانهم وتشتيت شعوبهم وتحويلهم الي لاجئين فلن تنتهي مؤامرتهم.
تحية الي القائد البطل صاحب قرار الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد انور السادات وتحية الي القادة اللذين ضحوا بارواحهم الطاهرة من اجل هذا الوطن رحم الله الشهداء من جنود وضباط وقادة القوات المسلحة وانعم الله بالصحة علي الموجودين منهم علي قيد الحياة.
فتحية واجبة لشهدائنا الأبرار ولرجال القوات المسلحة المصرية في زكري حرب اكتوبر رمضان المجيدة الذين اعادوا الثقة وطهروا الارض ويقومون بالدفاع عن الوطن في الداخل والخارج ويقاومون الإرهاب الاسود المزروع لزعزعة الاستقرار في الوطن والحمد لله ان الوطن اصبح له درع وسيف يحمية وتغيرت الاستراتيجية المصرية العسكرية في توفير القوة الرادعة التي تؤمن الوطن وتؤمن حدوده وتدعم الردع العربي ضد قوي الشر في المنطقة العربية ولاول مرة تدخل مصر التاريخ العسكري بان تمتلك حاملة الطائرات ميسترال (جمال عبد الناصر وانور السادات) والتي تمثل نقلة نوعية للحماية البحرية في البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر فتحية واجبة للقيادة المصرية الواعية التي حطمت استراتيجيات ومخططات الصهيو انجلوامريكية في الفوضي الخلاقه تحت مسمي الربيع العربي لتفتيت وشرزمة الدول العربية واعادة بناء الدولة المصرية بالتنمية الشاملة في كل ربوعها في العديد من البرامج القومية رغم قصر المدة التي لم تتعدي العامين فالنظر الي مشروعات الاسكان والمدن الجديدة والكهرباء والطاقة والطرق والكباري ومحور قناة السويس واستصلاح الاراضي والقضاء علي العشوائيات والتنقيب علي الغاز والبترول وغيرها من مشروعات قومية تسهم في بناء مصر الحديثة القوية التي تمتلك القوة العسكرية الرادعة لكل من تسول له نفسة الاضرار بالمصالح القومية المصرية بعد التجربة المريرة التي عانيناها بعد 25 يناير من فوضي الأمن والامان لدي المواطنين وتدهور الخدمات اللازمة لتشجيع الاستثمار المطلوب لبناء وتنمية وتطوير الاقتصاد المصري، حفظ الله مصر وجيشها العظيم وقيادتها الوطنية المخلصه وتحيا مصر تحيا مصر.