الشاي الأخضر لعلاج متلازمة داون
و مركب موجود في الشاي الأخضر يمكن أن يُحسِّن القدرات المعرفية لذوي متلازمة داون، وفقاً لاكتشاف جديد توصل له فريق من العلماء نشرت تفاصيله في مجلة "لانسيت" الأعصاب ونقله موقع صحيفة "الانديبندنت" البريطانية.
ووجد الباحثون رابطاً بين مادة (يبيغالوكاتشين غالاتي) الموجودة خصوصاً في الشاي الأخضر والتي يمكن أن تكون موجودة في الشاي الأبيض والأسود والتحفيز المعرفي، وتحسين الذاكرة البصرية، وبروز سلوك أكثر تكيفاً.
وقال الدكتور رافائيل دي لا توري، الذي قاد تجربة سريرية لمدة عام مع الدكتور مارا ديارسين: "النتائج تشير إلى أن الأفراد الذين تلقوا العلاج بمركب الشاي الأخضر، تزايد لديهم التحفيز المعرفي، وتحسنت قدراتهم المعرفية".
وأجرى الفريق اختبارات عصبية على ما يقرب من 84 مشاركاً راوحت أعمارهم بين 16 و 34 عاماً، لتحديد ما إذا كان التحسن يعزى إلى تغيرات جسدية أو عصبية في الدماغ. وقال الدكتور دي لا توري إنَّ "الربط الوظيفي للخلايا العصبية في الدماغ تم تعديله أيضاً، ومن المدهش أن نرى كيف أن التغييرات ليست فقط معرفية بل تطال التفكير والتعلم والذاكرة والانتباه".
ويواصل الباحثان أبحاثهم بدءاً من التجارب السريرية على الأطفال الذين يعانون اضطراباً وراثياً. وقال الطبيبان "لقد كانت نتائجنا إيجابية بين البالغين، حيث اللدونة الدماغية محدودة لأن الدماغ قد اكتمل. ونحن نعتقد أنه إذا طبق العلاج على الأطفال، فإن النتائج ستكون أفضل".
ووفقاً لجمعية متلازمة داون، هناك ما يقرب من 40 ألف شخص يعانون متلازمة داون في المملكة المتحدة، ونحو 750 طفلاً يولدون سنوياً مصابين بها. وتنشأ متلازمة داون جراء وجود كروموسوم إضافي، وفي معظم الحالات لا يتم توريثها.
بدوره، قال الدكتور ديارسين: "هذه هي المرة الأولى التي تظهر فاعلية علاج في تحسين بعض المهام المعرفية لدى الأشخاص الذين يعانون هذه المتلازمة. ولكن يجب أن يكون واضحاً أن اكتشافنا ليس لعلاج متلازمة داون وأن نتائجنا يجب أن تكون مثبتة على عدد أكبر من السكان، ولكنه قد يكون علاجاً لتحسين نوعية حياة هؤلاء الأفراد".