في ذكرى حرب العاشر من رمضان.. 11 موقف لن ينساهم التاريخ لدول ساندت مصر
لعب العرب دورًا مشرفًا في حرب العاشر من رمضان (6 أكتوبر)، ليتنوع هذا الدور ما بين الامدادات العسكرية والمالية، بالإضافة إلى بعض القرارات الصعبة والجريئة لبعض هذه الدول، مثل حظر تصدير النفط لإسرائيل وحلفائها، وهي المواقف التي سيظل يخلدها التاريخ عبر كل العصور.
السودان
كانت من أولى الدول التي ساندت مصر، فهي التي نظمت مؤتمر الخرطوم الذي أُعلنت من خلاله اللاءات الثلاثة "لا صلح - لا اعتراف - لا تفاوض"، وعندما اشتدت الغارات الصهيونية داخل العمق المصري لم تتردد السودان في نقل الكليات العسكرية إلى أراضيها، كما أرسلَت فرقة مشاة إلى الجبهة المصرية في سيناء.
المغرب
أرسلت المملكة المغربية لواء مشاة في الجمهورية العربية إلى الجبهة السورية وسميت بـ"التجريدة المغربية"، وضع اللواء المغربي في الجولان، كما أرسل المغرب قوات إضافية للقتال رفقة الجيش العربي السوري مدعومة بـ52 طائرة حربية 40 منها من طراز f5، بالإضافة إلى 30 دبابة.
وخلال الحرب بلغ عدد الشهداء المغاربة 170 شهيدًا، وسميت في العاصمة دمشق ساحة باسمهم "التجريدة المغربية" تكريمًا ووفاءً لبطولاتهم الشجاعة والنبيلة تجاه السوريين من خلال مشاركتهم جنبًا إلى جنب مع القوات المصرية.
العراق
في نهاية مارس 1973 وصل من العراق سربان من طائرات "هوكر هنتر"، وكان الاتفاق بين مصر والعراق يقضي بإرسال سربين كاملين من تلك الطائرات، حسب اجتماع مجلس الدفاع العربي في نوفمبر 1971، بعد أن يتم إصلاح الطائرات الناقصة، إلا أن العراقيين لم يتمكنوا من إصلاح جميع الطائرات، فتم إرسال السربين غير مكتملين، وبلغ مجموع الطائرات التي وصلت مصر 20 طائرة، واستقرت في مطار قويسنا بمحافظة المنوفية.
ويذكر الفريق سعد الدين الشاذلي أن القوات البرية المصرية كانت ترفع طلباتها أثناء الساعات الأولى من الحرب بالقول "نريد السرب العراقي"، أو "نريد سرب الهوكر هنتر"، وهو ما اعتبره الشاذلي شهادة لكفاءة السرب العراقي وحسن أدائه خلال حرب أكتوبر.
الكويت
مثلما فعلت مع الجبهة السورية، أرسلت الكويت قوة حربية إلى الجبهة المصرية، فبعثت 5 طائرات "هوكر هنتر" على الرغم من امتلاكها 8 طائرات فقط، بالإضافة إلى طائرتي نقل من طراز سي-130 هيركوليز، لحمل الذخيرة وقطع الغيار.
الإمارات
أثناء زيارته للندن خلال حرب أكتوبر، قرر الشيخ زايد قطع النفط عن إسرائيل والدول التي تساندها، وتبعته في ذلك الدول العربية، وهو ما كان عامل ضغط قوي على الدول الأجنبية .
الجزائر
بعد اشتعال حرب 6 أكتوبر 1973 أرسل الرئيس هواري بومدين إلى الجبهة المصرية سرب طائرات سوخوي-7، وسرب ميج-17، وسرب ميج-21، وصلت في أيام 9 و10 و11 أكتوبر، وبعدها وصل إلى مصر لواء جزائري مدرع في 17 أكتوبر 1973.
السعودية
في أغسطس 1973، قام السادات بزيارة سرية للرياض، والتقى بالملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، حيث كشف له عن قرار الحرب على إسرائيل، مؤكدًا له أن الحرب "قريبة لا محالة".
وطلب السادات خلال اللقاء أن تقوم السعودية ودول الخليج بوقف ضخ البترول للغرب حال نجاح خطة الهجوم المصرية، وهو الأمر الذي حدث فعليًا.
اليمن
استطاعت مصر إغلاق مضيق باب المندب ومنع مرور أي سفن حربية خلال الحرب، بعد أن أعلنت اليمن مساعدتها لمصر، فقد تحرك الفريق فؤاد ذكري بثلاث قطع بحرية مصرية إلى مضيق باب المندب، في سرية تامة، عند نقط تسمح لها بمتابعة حركة جميع السفن العابرة في البحر الأحمر راداريًا وتفتيشها، ولم تجرؤ سفينة عسكرية إسرائيلية واحدة على عبور مضيق باب المندب طوال الحصار.
إيران
وبعد اندلاع حرب أكتوبر تواصَل الرئيس السادات مع شاه إيران لإمداد مصر بالبترول اللازم خلال الحرب.
وأمر شاه إيران لناقلة نفط كانت في عرض البحر بتغيير مسارها إلى الموانئ المصرية، وأوقفت إيران صادراتها النفطية عن الدول الأوروبية وأمريكا، خلال الحرب بعدما طلب الرئيس الراحل محمد أنور السادات بهذا الإمداد.
ليبيا
أرسلت ليبيا بعد نشوب حرب أكتوبر لواء مدرع إلى مصر، وسربين من الطائرات، سرب يقوده مصريون والآخر ليبيون.
البحرين
وشهدت شوارع البحرين اجتماعات ولقاءات شعبية للتبرع بالأموال والدم لمساندة الجيش المصري.
كما أعلنت حكومة البحرين على لسان الشيخ خليفة القرار التالي: (تعلن حكومة دولة البحرين أنها بالنظر للموقف الذي تقفه الولايات المتحدة الأمريكية من الأمه العربية، وهي في غمرة نضالها العادل والمشروع ضد العدو الصهيوني، وانسجاما مع كل ما يتطلبه الواجب القومي حيال الأمة، فقد قررنا وقف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية).
وأُلحق القرار بآخر، نص على إنهاء جميع الاتفاقيات الموقعة بينها وبين أمريكا، لمنح تسهيلات لبواخرها في ميناء البحرين.
الموقف الذي أصرت عليه الدول العربية في الأيام الأولى للحرب استمر حتى يوم 19 أكتوبر عندما طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من الكونجرس اعتماد 2.2 مليار دولار في مساعدات عاجلة لإسرائيل، فكان القرار سريعًا من "الجزائر والعراق والمملكة العربية السعودية وليبيا والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى"، بإعلان حظر الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة، مما خلق أزمة طاقة طاحنة في العالم الغربي والأجنبي.