جبهة تحرير مورو الإسلامية
أكبر جماعة إسلامية مسلحة فلبينية، تسعى إلى تحرير شعب مورو المسلم، انفصل زعيمها الشيخ سلامات عن جبهة تحرير مورو الوطنية عام 1977، اعترفت بها منظمة المؤتمر الإسلامي ممثلا لمسلمي الفلبين. قررت في 30 يناير 2015 التخلي عن السلاح. حسبما جاء بموقع "الجزيرة نت"
النشأة والتأسيس
تأسست جبهة تحرير مورو الإسلامية على يد سلامات هاشم عام 1984 بعد حصول انشقاق في جبهة التحرير الوطنية (مورو) التي تأسست عام 1968.
التوجه الأيديولوجي
تعود الجذور الإسلامية لفكر قادة هذه الجبهة إلى الستينيات حيث تأثروا بأدبيات الإخوان المسلمين في مصر وكتابات سيد قطب وأبو الأعلى المودودي خاصة إبان دراسة بعض قادتها في الأزهر الشريف وأبرزهم زعيمها سلامات هاشم خريج كلية أصول الدين بجامعة الأزهر.
المسار
جمعت جبهة التحرير الوطنية (مورو) في عملها بين العمل العسكري والمفاوضات السياسية مع حكومة مانيلا، وقد جرت أول مفاوضات بينهما بوساطة إندونيسية في يناير عام 1975، وشارك فيها كل من نور ميسواري و سلامات هاشم.
وحصل اختلاف كبير في وجهة نظر الرجلين، لأن الأول وهو أحد أبرز المؤسسين لجبهة التحرير الوطنية (مورو)، كان يفضل الاستمرار في طريق المفاوضات لأنه أجدى وأنفع ويحقق مكاسب، بينما رأي سلامات أن الحل العسكري أنجع لتحقيق الاستقلال وإقامة دولة إسلامية في جنوب الفلبين.
اتسعت شقة الخلاف بين الرجلين، بعدما وقع ميسواري عام 1976 اتفاق طرابلس، الذي نص على منح المسلمين حكما ذاتيا محدودا في الجنوب، مما عجل بانشقاق الجبهة عام 1977، وظل الجناحان يحملان نفس الاسم حتى عام 1984، حيث أطلق سلامات هاشم على جناحه اسم "الجبهة الإسلامية لتحرير مورو". واستمر مسلسل الانشقاق في الجبهة الأم بخروج جماعة أبو سياف ذات التوجه السلفي الجهادي عام 1991.
بعد سقوط حكم ماركوس ووصول كورازون أكينو للحكم عام 1986، وعدم حصول تغير إيجابي في وضعية المسلمين بالفلبين، حصل صلح بين ميسواري وسلامات وجبهتيهما دعمته منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي.
مع حلول عام 2000 صار لجبهة مورو الإسلامية 46 معسكرا يضم أحدها أكاديمية عسكرية للتدرب على الأسلحة والتقنيات الحربية. وتقول الجبهة إن عدد أعضائها يبلغ 120 ألف متدرب 60% منهم مسلحون، إضافة إلى أكثر من 200 ألف مؤيد آخر، في حين تذكر مصادر أخرى أن عددهم يزيد قليلا عن 12 ألف مسلح.
تولى الحاج مراد إبراهيم قيادة الجبهة بعد وفاة زعيمها سلامات هاشم عام 2003. عقدت جبهة مورو الإسلامية في أكتوبر عام 2012 اتفاقية سلام مع الحكومة الفلبينية بوساطة ماليزية، بحضور الرئيس الفلبيني بنينو أكينو ورئيس الجبهة، ورئيس وزراء ماليزيا نجيب رزاق والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو.
وُصفت الاتفاقية بالتاريخية لأنها نصت على إقامة منطقة حكم ذاتي للمسلمين في جنوب الفلبين بحلول عام 2016 تسمى "بانجسامورو". لكن ذلك لم يحل دون تجدد القتال بين الجبهة والحكومة الفلبينية واتهام الأخيرة للأولى باختطاف عشرات المدنيين.
في يونيو 2015، سلمت جبهة مورو الإسلامية 75 قطعة سلاح في لفتة رمزية أثناء مراسم أقيمت وحاول الرئيس الفليبني بنينو أكينو خلالها كسب دعم معارضي الاتفاق -بعد مقتل 44 شرطيا و18 متمردا في اشتباكات على جزيرة مينداناو في يناير 2015- وقال "قدم إخوتنا وأخواتنا في مورو التزاما وأمامنا الدليل الملموس على صدقهم".
وقال الحاج مراد إبراهيم زعيم الجبهة إن تسليم الأسلحة ليس مؤشرا على الضعف.
وعبرت الجبهة عن تراجع ثقتها في الحكومة. وعبر زعيمها الحاج مراد في 13 يناير 2015 عن مخاوفه من تأخير قانون الحكم الذاتي في الكونغرس الفلبيني، وتعامل الحكومة مع جماعته كعدو وليس كطرف ملتزم بعملية السلام.
وكانت جبهة مورو الإسلامية قد أعلنت عام 2014 عن تخليها عن السلاح، وتفكيك قوتها المقاتلة وتسليم 15 ألف قطعة سلاح مقابل منحها مقاليد إدارة الاقتصاد والثقافة والسياسة في المنطقة وجددت في 30 يناير 2015 تأكيدها على ذلك، وفي نهاية شهر مارس 2015، أعلن الجيش الفلبيني وقف عملياته العسكرية ضد الجبهة بعد اشتباكات مسلحة جنوب الفلبين.
يشار إلى أن الصراع الدائر في المنطقة المستمر منذ 45 عاما، قتل 120 ألف شخص وشرد مليونين، وأدى إلى عرقلة النمو في المنطقة الجنوبية الغنية بالموارد.