فرار الآلاف من الفلوجة عبر أول مسار آمن يعلنه الجيش العراقي

عربي ودولي

الوضع في الفلوجة
الوضع في الفلوجة - ارشيفية


 قال الجيش العراقي اليوم الأحد إنه تمكن من تأمين أول مسار خروج للمدنيين الذين يحاولون مغادرة مدينة الفلوجة وقالت جماعة إغاثة نرويجية إن آلاف الأشخاص استخدموه بالفعل للفرار في أول يوم من فتحه.

وفي حين يواصل الجيش العراقي هجومه في الفلوجة أحد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية فقد أحرز تقدما جديدا أيضا باتجاه مدينة الموصل الشمالية المعقل الأساسي للتنظيم في العراق تحت غطاء ضربات جوية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ويتزامن هجوم الفلوجة مع التقدم الذي يحرزه مقاتلون تدعمهم الولايات المتحدة وقوات حكومية سورية مدعومة من روسيا في سوريا على الجانب الآخر من الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم "داعش".

ويمثل القتال على عدة جبهات في العراق وسوريا في الأسابيع الأخيرة أكبر ضغط على التنظيم منذ اجتياحه لمناطق كثيرة من العراق وسوريا في عام 2014 وإعلانه الخلافة.

وفي العراق بدأت قوات الجيش عملية كبيرة الشهر الماضي لاستعادة الفلوجة الواقعة على بعد ساعة بالسيارة من بغداد. ويقول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن القوات تتقدم بحذر من أجل حماية المدنيين. لكن الأمم المتحدة تشعر بالقلق على مصير 90 ألف مدني من المعتقد أنهم محاصرون داخل الفلوجة دون طعام أو ماء.

وقال العميد يحيى عبد الرسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة لرويترز إنه تم تأمين طريق الخروج الجديد المعروف باسم تقاطع السلام أمس السبت إلى الجنوب الغربي من الفلوجة.

وأضاف "هناك طرق أخرى أعدت مسبقا لكن هذا الممر هو الأول الذي تم تأمينه بالكامل وهو طريق آمن نسبيا."

وقال كارل تشيمبري المتحدث باسم المجلس النرويجي للاجئين في العراق والذي يساعد السكان على الفرار من المدينة إن نحو أربعة آلاف شخص فروا خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة عبر تقاطع السلام.

وأضاف "نتوقع أن يتمكن الآلاف الآخرين من المغادرة خلال الأيام المقبلة."

وقال عبد الرسول إنه جرى تأمين تقاطع السلام بعد أن طردت القوات العراقية المسلحين من مناطق واقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات في الناحية الأخرى من وسط مدينة الفلوجة على الضفة الشرقية. ولم يذكر عدد المدنيين الذين تمكنوا من الفرار حتى الآن.

وقالت الأمم المتحدة في الثامن من يونيو إن أكثر من 20 ألف شخص تمكنوا من الفرار من المدينة والمنطقة المحيطة منذ أن بدأ الجيش العراقي هجومه في 23 مايو.

ولكن انعدام الطرق الآمنة جعل فرارهم صعبا وخطيرا للغاية. وأفادت تقارير أن عشرة أشخاص على الأقل غرقوا أثناء عبور نهر الفرات.

وقال الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة إنهم ساروا لأيام لتفادي نيران القناصة والعبوات الناسفة التي زرعها مسلحو تنظيم "داعش" على طول الطرق لتأخير تقدم الجيش.

وقال مسؤول حكومي إن المتشددين يدافعون بشراسة عن المدينة التي طالما كانت معقلا للتمرد والتي خاضت فيها القوات الأمريكية أشرس معارك أثناء احتلالها للعراق الذي استمر من عام 2003 وحتى عام 2011.

ويتلقى الجيش دعما جويا من قوات التحالف بقيادة الولايات المحتدة ودعما بريا من مقاتلين شيعة مدعومين من إيران ومقاتلين قبليين سنة.

حملة قرب الموصل
ولا يتفق الهجوم في الفلوجة مع خطة واشنطن الحربية التي ترى أن المعركة الأساسية يجب أن تكون في الموصل أكبر مدينة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

وسيطر المقاتلون العراقيون على قرية اليوم الأحد يمكن استخدامها معبرا على نهر دجلة في إطار حملة في نهاية المطاف قرب الموصل في الشمال.

وتقع قرية الحاج علي على الضفة الشرقية لنهر دجلة قبالة القيارة الخاضعة لـ"داعش" والتي بها مطار يهدف الجيش إلى استعادته واستخدامه نقطة انطلاق لعمليات مستقبلية على الموصل.

وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنه نفذ ثمان ضربات جوية قرب القيارة أمس السبت مما أدى إلى تدمير وحدات تكتيكية وأنظمة مورتر ومنصات صواريخ ومنشآت لتلغيم السيارات.

واجتاح "داعش" الموصل قبل عامين لكنها تعرضت لضغوط متزايدة في الأشهر الأخيرة وفقدت الكثير من الأراضي.

ونشر العراق الأسبوع الماضي فرقة مدرعة مزودة بقوارب وجسور للإعداد لعبور النهر إلى القيارة في نهاية المطاف.