"بان كي مون".. المسؤول الأكثر قلقًا في العالم

تقارير وحوارات

بان كي مون - الأمين
بان كي مون - الأمين العام للأمم المتحدة

لم يمر يومًا حتى يخرج علينا أمين عام الأمم المتحدة ليعرب عن قلقه، تجاه أي قضية، سواء تخص شخص أو مجتمع أو فئة، فوصفه البعض أنه صاحب القلق المزمن.

ولد بان كي مون في 13 يونيو 1944، في كوريا الجنوبية، وحصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من جامعة سول الوطنية في عام 1970، وحصل في عام 1985 على درجة الماجيستير في الإدارة العامة من معهد كندي لشؤون الحكم، بجامعة هارفرد.
 
وفي عام 1999 تولى رئاسة اللجنة التحضيرية لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وفي الفترة 2001حتى 2002، التي عمل فيها رئيس ديوان خلال رئاسة جمهورية كوريا للجمعية العامة، فقام بتيسير الاعتماد الفوري للقرار الأول للدورة، الذي أدان الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 سبتمبر 2011، كما اتخذ عددًا من المبادرات الرامية إلى تعزيز أداء الجمعية، مما ساعد على تحويل الدورة التي بدأت أثناء أزمة وارتباك، إلى دورة اعتُمد فيها عدد من الإصلاحات المهمة.
 
شارك بان كي مون بنشاط في مسائل تتعلق بالعلاقات بين دولتي كوريا الشمالية والجنوبية، وفي عام 1992، وبصفته المستشار الخاص لوزير الخارجية، عمل نائبًا لرئيس اللجنة المشتركة للمراقبة النووية بينهما، عقب اعتماد الإعلان المشترك التاريخي بشأن جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة لا نووية.
 
وفي سبتمبر 2005، قام، بصفته وزيرًا للخارجية، كان له دور آخر في تعزيز السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، بفضل ما تم في المحادثات السداسية من اعتماد البيان المشترك بشأن تسوية المسألة النووية لكوريا الشمالية.
 
وعين أمينًا عامًا لأمم المتحدة منذ 1 يناير 2007، وتستمر أمانته لمدة عشر سنوات حسب دستور المنظمة، وكان قبل ذلك وزيرًا لخارجية كوريا الجنوبية،
 
 
بان كي مون .. أعماله تستحق العقاب
 وجهت الانتقادات لبان كي مون من قبل العديد من السياسيين والمفكرين الموظفين الدوليين، فمسؤولة مكتب خدمات المراقبة الداخلية المكلف بمكافحة الفساد في الأمم المتحدة "إينغا بريت" الينوس قدمت تقريرًا اتهمت فيه الأمين العام بإعاقة عامة، وخاطبت الأمين بان كي مون بالقول بأن أعماله ليست مؤسفة فقط، بل تستحق العقاب.
 
وفي تقريرها السنوي لعام 2010 انتقدت منظمة هيومان رايتس ووتش كي مون بشدة متهمةً إياه بالفشل في الدفاع عن حقوق الإنسان في الدول ذات "الأنظمة القمعية"، مما دفع مكتب الأمين العام للأمم المتحدة للدفاع عنه موضحاً أن بان كي مون "استخدم الدبلوماسية الهادئة كما أنه مارس ضغوطا من أجل وقف هذه الانتهاكات" بحسب تقرير نشرته شبكة BBC  على موقعها الرسمي.
 
قال المتحدث الرسمى باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، إن بان كى مون تابع بمزيد من القلق ما سماه "اعتقال" المدافع عن حقوق الإنسان والصحفي حسام بهجت في مصر .
يخرج بان كي مون في كل الأحداث ليعرب عن قلقه دون اتخاذ أي موقف صريح أو واضح، فلم يقوم بدوره بفاعلية، في ظل التوترات التي يشهدها العالم حاليًا، ورصدت "الفجر" أبرز المواقف التي أعرب خلالها كي مون عن قلقه.
 
حبس نقيب الصحفيين
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، 31مايو الماضي، عن القلق إزاء التقارير الواردة بشأن توقيف نقيب الصحفيين المصريين يحيى قلاش واثنين من زملائه بأحد أقسام الشرطة عدة ساعات، وقال إن الأمين العام قلق إزاء تلك التقارير، وهو يتابع الموقف عن كثب" .
 
قلقله تجاه أوكرانيا
 واندلعت اشتباكات عنيفة في شرق أوكرانيا أدت إلى مقتل 10 أشخاص على الأقل يوم 17 أغسطس 2015، الأمر الذي جعل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يخرج في اليوم التالي، ليعرب عن قلقه البالغ بشأن تصاعد القتال في أوكرانيا داعيًا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لنزع فتيل العنف.

 وقال بان كي مون إنه يشعر بـ"قلق بالغ من التصعيد الأخير في العنف في شرق أوكرانيا" وأن "الانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار والخسائر في الأرواح الناتجة منها هي أمر غير مقبول".
 
الوضع تغير.. والقلق وصل إلى إحباط
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن شعوره بالإحباط لعدم اتخاذ مجلس الأمن موقفًا قويًا في الخلاف بينه وبين المغرب بشأن الصحراء الغربية، عقب معارضة دول أعضاء إصدار بيان يدعم كي مون.
 
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن الأمين العام يشعر بالإحباط لعدم اتخاذ مجلس الأمن موقفا قويا في الخلاف بينه وبين المغرب بشأن الصحراء الغربية وإنه سيثير الأمر مع الدول الأعضاء بالمجلس قريبا.
 
في الطائرة المصرية
 وبعد حادث اختطاف الطائرة المصرية أعلن المتحدث باسم الأمين، أن الأخير "يتابع عن كثب وبقلق بالغ، أنباء طائرة الركاب المصرية، التي اختفت فجر اليوم الخميس 29 مارس 2016.
 
"الأمين العام للأمم المتحدة يبدي قلقه من..." هكذا تبدأ جميع الخطابات والبيانات الصادره من بان كي مون، ويذكر أن "قلق" بان كي مون كان يتبع كل الأحداث الكبيرة التي تحدث ضجيجًا في العالم، وأثار إعادة استخدامه للأسلوب ذاته والكلمة ذاتها سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ففي بعض الأحداث لم يخرج يعرب عن قلقه الأمر الذي جعل البعض يقلقون عندما يتأخر بالإعراب عن قلقه.
 
بكل تأكيد فإن مهام منصب الأمين العام للأمم المتحدة، كبيرة وبها الملفات كثيرة تهتم بالصراعات التي تتزايد في العالم، فربما لم يستطع بان كي مون أن يساعد في حل هذه المشاكل إلا بالتعبير عنها بالكلمات لا بالمواقف.