حركة طالبان
طالبان الأفغانية حركة إسلامية سنية سياسية
مسلحة تطبق الشريعة الاسلامية وقد نشأت عام 1994م وحكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان وسيطرت
على العاصمة الأفغانية كابل في 27 أيلول/سبتمبر 1996م. وقد أعلنت قيام الإمارة الإسلامية
في أفغانستان وأميرها الحالي هو هيبة الله أخوند زاده. وهي حركة تلتزم بتحريم مذهب
أهل السنة للهجمات على المدنيين الأبرياء الذين لا يعينون العمليات القتالية ضدها بشكل
مقصود وهي تختلف عن حركة طالبان باكستان.
نشأتها
نشأت الحركة الإسلامية الدينية المعروفة
باسم طالبان في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام
1994م، على يد الملا محمد عمر، وهو أبو طالبان حيث رغب في القضاء على مظاهر الفساد
الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس
الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994م.
منهج طالبان
تعتنق طالبان العقيدة الإسلامية السنية
المبنية على الدليل الشرعي من القرآن والسنة الصحيحة ويميلون إلى المذهب الحنفي وربما
يتشددون في ذلك شأنهم شأن الشعب الأفغاني ويتسامحون مع مخالفيهم من غير بني جنسهم من
المذاهب السنية حسب توصيف الحركة لنفسها، أما التوصيف المشتهر لها فهي حركة عقائدية
تقوم على الأخذ بمبادئ متشددة في تفسير الدين الإسلامي.
أهداف الحركة
أعلنت طالبان على لسان الناطق الرسمي باسمها
الملا عبد المنان نيازي يوم 3/11/1994 بعد أن استولوا على مديرية سبين بولدك أن هدف
حركتهم هو استعادة الأمن والاستقرار وجمع الأسلحة من جميع الأطراف إضافة إلى إزالة
مراكز جمع الإتاوات من الطرق العامة التي سلبت الناس أموالهم وانتهكت أعراضهم.
لكن بعد أن استولت الحركة على عدد من الولايات
ولقيت قبولا مبدئيا لدى قطاعات عريضة من الشعب الأفغاني الذي أنهكته الحرب الأهلية،
طورت الحركة من أهدافها ليصبح هدفها هو إقامة حكومة إسلامية كما صرح بذلك الملا محمد
عمر في كلمته التي ألقاها أمام العلماء في قندهار يوم 4/4/1996. وقد نشرت الحركة أهدافها
على النحو التالي:
إقامة الحكومة الإسلامية على نهج الخلافة
الراشدة.
أن يكون الإسلام دين الشعب والحكومة جميعا.
أن يكون قانون الدولة مستمدا من الشريعة
الإسلامية.
اختيار العلماء والملتزمين بالإسلام للمناصب
المهمة في الحكومة.
قلع جذور العصبيات القومية والقبلية.
حفظ أهل الذمة والمستأمنين وصيانة أنفسهم
وأموالهم وأعراضهم ورعاية حقوقهم المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية.
توثيق العلاقات مع جميع الدول والمنظمات
الإسلامية.
تحسين العلاقات السياسية مع جميع الدول
الإسلامية وفق القواعد الشرعية.
التركيز على الحجاب الشرعي للمرأة وإلزامها
به في جميع المجالات.
تعيين هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
في جميع أنحاء الدولة.
قمع الجرائم الأخلاقية ومكافحة المخدرات
والصور والأفلام المحرمة.
استقلال المحاكم الشرعية وفوقيتها على جميع
الإدارات الحكومية.
إعداد جيش مدرب لحفظ الدولة الإسلامية من
الاعتداءات الخارجية.
اختيار منهج إسلامي شامل لجميع المدارس
والجامعات وتدريس العلوم العصرية.
التحاكم في جميع القضايا السياسية والدولية
إلى الكتاب (القرآن) والسنة.
أسلمة اقتصاد الدولة والاهتمام بالتنمية
في جميع المجالات.
طلب المساعدات من الدول الإسلامية لإعمار
أفغانستان.
جمع الزكاة والعشر وغيرهما وصرفها في المشاريع
والمرافق العامة.
الفكر السياسي للحركة
ترفض طالبان استعمال لفظ الديمقراطية لأن
الديمقراطية تمنح حق التشريع للشعب وليس لله. ولا ترى الحركة أهمية لوضع دستور أو لائحة
لتنظيم شؤون الدولة وترى أن القرآن والسنة هما دستور الدولة الإسلامية.
وتعتبر الحركة أمير المؤمنين بمثابة الخليفة
ينتخبه أهل الحل والعقد، ولا توجد مدة محددة لتولى منصب أمير المؤمنين، ويتم عزله فقط
في حالة العجز أو الموت أو إذا أتي ما يخالف الدين. والشورى كما تؤمن بها الحركة معلمة
فقط وليست ملزمة، وتهتم الحركة اهتماما كبيرا بالمظهر الإسلامي كما تتصوره، فتأمر الرجال
بإطلاق اللحى ولبس العمامة وتمنع إطالة الشعر وتحرم الموسيقى والغناء والصور وتمنع
عمل المرأة خارج بيتها ويشرف على تنفيذ ذلك هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولا تسمح الحركة بتشكيل أحزاب سياسية جديدة
ولا تقبل الأحزاب الموجودة، ويقول زعيم الحركة في ذلك إنه رفضها لأنها "تقوم على
أسس عرقية وقبلية ولغوية وهي نوع من العصبيات الجاهلية الأمر الذي تسبب في مشاكل وعداء
وفرقة بين الناس".