"ملحدون" عن مطاردة الشرطة للمجاهرين بالإفطار: الدولة تقحمنا في أمور تافهة.. وهل نموت جوعا؟

تقارير وحوارات

مطاردة الشرطة للمجاهرين
مطاردة الشرطة للمجاهرين بالإفطار



منذ بداية شهر رمضان المبارك، انتشرت أخبار عن قبض قوات الأمن على المجاهرين بالإفطار في نهار رمضان، وذلك بعيدًا عن من لديه مشكلة صحية، ولكن الأمر أدى لاستياء البعض من هذا الإجراء، وذلك لأن الدين لا يطبق بهذه الطريقة، خصوصًا فئة "الملحدين" أو كل من يتعمد الجهر بإفطاره.

 وفي هذا السياق استطلعت "الفجر" آراء بعض الملحدين حول قرار القبض على المجاهرين بالإفطار.

عودة للقرون الوسطى وقمع للحريات
في البداية تساءل، شاب بالعقد الثاني من عمره، وطلب عدم ذكر اسمه، حتى لا يدخل في صراع مع أحد، قائلًا: "هل نحن حقًا في القرن الـ21؟، ربما انتقل بنا النظام إلى القرون الوسطى، فالقبض على كل من يجهر بإفطاره نهار رمضان أسلوب همجي وقمع للحرية وعدم احترام للقانون أو للدستور".

ويتابع:" لماذا يفرض علينا أشياء لا نريدها، أنا وغيري اختارنا أن لا نصوم بإرادتنا، ولا نفرض على أحد أن يتبع أفكارنا، فلماذا تقحمنا الدولة في أمر "تافه"، مشيرًا إلى أن الدولة تخالف القانون بهذه الأفعال، فالعام الماضي تم  القبض على 25 مواطنًا أثناء تناولهم مأكولات ومشروبات في نهار رمضان، لكن النيابة قررت الإفراج عنهم لعدم وجود سند قانوني يجرم مثل هذه الوقائع.

جهل وعنصرية !
أما عن إجراء وزارة الداخلية، والقبض على مفطرين، فيقول يوري إسماعيل، (اسم رمزي) إن هذا يدل على "الجهل والعنصرية والتخلف"- على حد قوله،  متسائلا لماذا لا يتم القبض على تجار اللحوم والمجازر أثناء صيام المسيحيين، أو لماذا لا يحاسب "الكبابجى" لعدم إحساسه بشعور الفقراء تجاه منتجاته.

وتابع:  "أين حقوق أصحاب الديانات غير المسلمين ؟.. هل يموتوا جوعًا في نهار رمضان حتى يقبض عليهم لإثارتهم مشاعر المسلمين بإشهار إفطارهم بنهار رمضان"، وأنهي حديثه قائلًا :"هذا فراغ فكري".

ويتابع: "الدولة بتقبض علينا لإثارة مشاعر المواطنين بإشهار الإفطار بنهار رمضان، دون مراعاة شعور الغير أو احترام لشهر مضان، فأنا لا أنتمي إلى هذا الشهر، ولا اعتقد بهذا الإيمان، وبالرغم من ذلك مرغم بتطبيقه، لكني أخلفه خلسة، يفعل ذلك كثير يأكل ويشرب خلسة حتى لا يدخل في نقاش حول حلال أو حرام".

أين الضرر؟
وقال حسين أحمد، شاب عشريني، إنه لا يوجد قانون يسمح بالقبض على أي مواطن يمتنع أو يتعمد الجهر بفطره، مضيفًا: "أصلا القانون اتعمل لكي ينظم علاقة الناس بين بعضهم البعض"، متسائلًا أين الضرر الذي وقع على الغير بقصد حتى يتم عقاب المفطر"، ومضيفًا: "بالنسبه للسلوكيات والآداب العامة، فالأخلاق جزء من الدين كالصيام، وسبب وجود الدين هو تنظيم العلاقة بين الفرد وربه ونفسه، فكيف يتم استخدام الدين لمخالفة الأخلاق". 

دينيًا.. الإسلام لا يطبق بالقانون
 من جانبه قال الدكتور رمضان عبدالرازق، أستاذ الفقه المقارن بمجمع البحوث الإسلامية، إن "الدين لا يطبق بالقانون، وأرفض أن يتم غلق أي محال تجارية في نهار رمضان"، موضحًا : أنه يجب أن يقوى الوازع الديني عن طريق المراقبة داخل نفس كل مسلم، فيجب أن يتذكر المسلم قبل ارتكاب أي معصية، بحسب قول الله تعال " أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى". 

الإفتاء: الجهر بالإفطار نوع من الفوضى 
وكانت قد أعلنت دار الإفتاء المصرية، في بيان نشر على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" :" أن المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان لا تدخل ضمن الحرية الشخصية للإنسان، بل هي نوع من الفوضى والاعتداء على قدسية الإسلام".

حالات سابقة 
يذكر أن الشرطة ألقت القبض على 155 مواطنًا في محافظة أسوان، وآخرون في الغردقة وطلخا وبعض المدن بمصر، وذلك في سبتمبر 2009، بتهمة المجاهرة بالإفطار في رمضان، وتم تحرير محضر بذلك بالرغم  من عدم وجود أي نص في قانون العقوبات المصري يعاقب على المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان، وقضت النيابة بخروجهم بكفالة قدرها 500 جنيه مصري.

ألقت قوات الشرطة القبض على 25 مواطنًا، 27 يونيو 2015، في التجمع الخامس بسبب مجاهرتهم بالإفطار في نهار رمضان، وأفرجت النيابة عنهم لعدم وجود سند قانوني لحبسهم.