مصر أحلى في رمضان.. أطفال ونساء وشباب يتسابقون على الفوز بإفطار عابري السبيل في الشوارع (تقرير بالصور)

تقارير وحوارات

توزيع العصائر قبل
توزيع العصائر قبل آذان المغرب




يجوبون الشوارع حاملين عبوات العصائر ينتظرون العابرين لسد رمق عطشهم وكسر صيامهم عند رفع آذان المغرب، فتجد ذلك الشخص يوزع العصائر على أصحاب السيارات والمارة، وتجد ذاك الآخر يوزع أكياس التمر التي عبأها بنفسه على جميع المتواجدين في المحيط الخاص به، وحتى بعد الآذان يظلون واقفين في الطرقات تحسبًا لمرور أحد الصائمين الذي لم يستطع أن يتواجد في منزله للإفطار مع أسرته، وأملاً في كسب مزيد من الثواب.

ورصدت "الفجر" تلك الأجواء التي تعبر عن أصالة المصريين وروح المشاركة والاقبال على فعل الخير في شهر رمضان بمنطقة "السيدة زينب".







كانت امرأة أربعينية ترتدي عباءة سوداء تقف وبجوار ابنها الذي لا يتجاوز عمره الثانية عشر عام، في منتصف الطريق ترفع يديها بإشارة يفهمها سائقي السيارات لتهدئة السرعة أو الوقوف لتستطيع أن تعطي لهم عبوات العصائر المعلبة؛ لكي يتناولونها عند آذان المغرب، وصفوف من البشر تذهب إليها طالبين منها بعض العصائر فتعطيهم بصدر رحب وبابتسامة هادئة داعية من الله أن يتقبل صيامهم.






حرص الأم المصرية على غرس عمل الخير في أبنائها
وخرجت "إيمان مرزوق"، صائمة من بيتها قبل آذان المغرب لتوزع على المارين والمسافرين الصائمين العصائر المختلفة، على إحدى طرق السيارات بمنطقة السيدة زينب، غير عابئة بالإفطار مع ابناها، معبرة عن فرحتها بمساعدة كل صائم وهي تقول: "سعادتي لا توصف لما بفطر حد، وهدفي أن أصل لإفطار الكثير من المواطنين، واعتبر إفطار عابر السبيل من أهم الأعمال التي يجب أن نحرص عليها طوال شهر رمضان، الفكرة جاءت من ابني الصغير عندما كان يرى أصدقائه يفعلون هكذا، فبدأت اشجعه ونزلنا لشارع وبدأنا نتسابق أنا وهو على إفطار الصائمين".

"اتفضل اكسر صيامك.. ورمضانك كريم"، بهذه الكلمات ترددها مرزوق، وهي تقدم العصائر لبعض العابرين من الصائمين، فمنهم من يستجيب، ومنهم من يبتسم ويوفر عبوة العصير لشخصًا بحاجة لها أكثر منه، وفي إصرار منها على إفطار الجميع وبحنكة إقناع: "الخير كتير.. ويكفي الجميع".







تسابق الأطفال 
وعلى الجانب الآخر يقف طفل يبلغ من العمر 13 عامًا، وبيده أكياس التمر، والعرقسوس، وبعض العصائر الملونة، ويوزعها على عابري السبيل، والسائقين على الطريق في تسابق لعمل الخير بغية إفطار صائم: "أمهاتنا في البيوت تعد العصائر ونضعها في أكياس بلاستيكية، ونسارع أنا وأصدقائي لتقديمها للمسافرين".







فرحة عامة
وبصوت تملؤه الفرحة يعبر " صهيل السيد"، عن فرحته بوقوفه أمام مسجد السيدة زينب، لتوزيع العصائر على العابرون، قائلاً: " أنا أتولد لقيت والدي ووالدتي بيجهزوا مع أول يوم رمضان العصائر ونعبيها في أكياس.. وقبل المغرب كنت بطلع أوزعها معاهم، وبعد وفاة والدي بقيت أنا أعمل مثل ما كان بيعمل، وفهمت قد ايه عمل الخير حلو أوي، وكفاية فرحة الناس وفرحتي لما حد بياخذ مني العصير بالرغم من إنه على قد إيدينا.. ومش من المعلبات الغالية ..لكن بيساعد في إفطار صائم".
 
ويستكمل "السيد"، حديثه: "بقف أنا وأصدقائي في تسابق على إفطار المارين، فكل واحد منا يقف في اتجاه لكي نحظى بإفطار الكثير من العابرين"، لافتًا إلى أنه يظل صائمًا حتى بعد صلاة المغرب إلى أن يطمئن أن الشارع خلي من المارة الصائمين، ليقوم بشرب العصير، ويعود لمنزله بعد ساعة من آذان المغرب.







فعل الخير بيجمعنا
والتقط منه طرف الحديث  ناصر شاكر، موضحًا: "بنكون مجموعات قبل آذان المغرب بربع ساعة، مكونة من خمسة أفراد يحمل كل منهم أكياس من العصائر لكي يفطر عليه الصائمون، ونقف في منتصف الشارع لتوزيع ما نحمله للمواطنين الذين لم يصلوا بيوتهم وحل عليهم آذان المغرب بالشارع".

ويضيف هناك أصحاب محال بيتبرعوا معانا كل يوم بكمية من المياه المعدنية، والعصائر: "حاجة بصراحة تفرح لما تلاقي الأطفال والشباب بيجري على العربيات، والموتوسيكلات، يدولهم العصير، ويدعو لهم.. فعلا بنحس أن لسه مصر بخير"، موضحًا أن تصدر الأطفال لهذه الأعمال يشير إلى أن الجيل القادم حريص على خدمة الآخرين.







المشاركة بين الجميع
واختتم ضاحي سعيد: "أنا من الصعيد وأعمل بواب في إحدى المباني بالمنطقة، وأعي تماما ما إحساس الصائم المسافر وعابري السبيل الذي لا يستطيع كسر صيامه لبعد المغرب، لذا بدأت أشارك مع الأطفال في توزيع العصائر، ومنها بفطر معاهم ومنها باخد ثواب"، مشيرًا إلى أنه يشارك بالتوزيع فقط وأن أصحاب المنطقة والمحال وبعض البيوت تهب العصائر والمياه للعابرين وهو يشارك:" المشاركة مش لازم أدفع فلوس.. المهم نكون سوى في الخير.. ومش مهم من جيبه".