كيف اقضي يومي بدون ملل ؟
الملل هو القاتل والعدو الأول للوقت، حيث انه يعطل الإحساس بقيمة الوقت هذه المنحة العظيمة التي منحنا إياها الله تعالى، حتى نستغلها بكل ما هو مفيد ونافع. لهذا فالملل هو عدو الإنجاز والإبداع الأول، فإذا سيطر الملل على الإنسان فقد الرغبة على العمل والعطاء والإنجاز وبالتالي دمر نفسه وذاته، وضاعت اوقاته هباءً منثوراً. والحقيقة أن الملل هو حالة عند كل البشر فالجميع يشعرون به في بعض الأوقات لكن نسبة إحساسهم به أو بصيغة أخرى المدة التي يظل بها الملل مسيطراً على الإنسان هي التي تتفاوت وتختلف من شخص إلى آخر، وهذا يرجع إلى طبيعة الشخص أولاً كما أنه يرجع إلى قدرة الإنسان على معرفة ذاته، و معرفة ما الذي يسعده وما الذي يسبب الملل له، لهذا يتوجب على الإنسان قبل أن يعمل على معالجة الملل ان يتعرف على نفسه أولاً فمعرقة النفس الإنسانية أولاً هو السبيل لمحاربة الملل.
والملل ناتج عن التكرار، فكلما زاد التكرار في حياة الإنسان زاد الملل، والملل يفقد الإنسان قيمته وروحه ويجعله غير مكترث بأي شئ من حوله، لأنه الملل عندما يسيطر على الإنسان يجعله غير قادر على الإحساس بأي نشاط حول الإنسان، وبالتالي يصبح غير مبال وغير مكترث وتتحطم حياته، إذا كان الملل متعدياً لحدوده الطبيعية، و قد يدخل الإنسان في متاهة الأمراض النفسية ووساس النفس الإنسانية. فالتجديد شئ مطلوب ولو حتى على مستوى أبسط الأشياء، نغيير مكان الجلوس، رؤية المشهد من زاوية مختلفة، شرب مشروب آخر، مشاهدة أفلام غير التي نحب أن نشاهدها، الذهاب إلى مطعم ىخر غير الذي نذهب إليه، تغير مكان التلفاز أو الكرسي أو الديكور، قضاء عطلة نهاية الأسبوع في مكان مبتكر، كل هذه الأشياء وعلى بساطتها قد تحارب الكثير من الملل الذي يمكن أن يخل بحياة الإنسان.
** كيف يتخلص الإنسان من الملل
ويتخلص الإنسان من الملل في يومه عن طريق معرفته بذاته أولاً، فمعرفة الإنسان بذاته تجعله قادراً على أن يتعرف بشكل كبير على ما يحبه وما يرغبه من الأنشطة، وبالتالي يستطيع الإنسان ان يقضي وقته في الأشياء التي يحبها ويتخلص من الملل، كما ان تغيير العادات اليومية المتبعة يلغي الملل من الحياة فمثلاً بدلا من الاستيقاظ متأخراً حاول أن تستيقظ مبكراً عندها سترى العالم من زاوية جديدة، فالعالم في ساعات الصباح الأولى يختلف عنه وقت الظهيرة، فالدنيا اجمل في الصباح الباكر وفي المساء المتأخر، وهذان الأمران من شأنهما أن يقلبا الحياة رأساً على عقب عندما يعرف الإنسان كيف يستغلهما أفضل استغلال.