الرئيس السودانى فى السعودية " رحلة طبية "

عربي ودولي


غادر الرئيس السوداني عمر حسن البشير، اليوم الإثنين، للمملكة العربية السعودية لإجراء مراجعات طبية طبقا لبيان صحفي صادر عن رئاسة الجمهورية.

وجاء في البيان أن البشير سيلتقي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعددًا من كبار المسؤولين بالمملكة بجانب إجراء مراجعة طبية عادية تتعلق بما أصابه من التهابات بالحبال الصوتية.

وكان البشير قد أجرى عملية جراحية في الحنجرة في أغسطس الماضي بالعاصمة القطرية الدوحة كشف عنها بعد مرور شهرين متحدث باسم الرئاسة بعد شائعات قوية تم تداولها على الإنترنت عن تردي صحة البشير.

وأعلن مسؤول حكومي وقتها أن الأطباء منعوا البشير من الخطابة حيث ندر ظهور الأخير في اللقاءات الجماهيرية التي اشتهر بها وهو ما عزّز الشكوك حول حالته الصحية.

وجاء في البيان أن صحة الرئيس جيدة، وأنه يباشر نشاطه الرئاسى بصورة عادية.

وبالمقابل، قال المحلل السياسي صلاح الدومة، لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، إن زيارة البشير ليست لدواعٍ صحية بل تهدف إلى طمأنة دول الخليج من عدم إبرام السودان تحالفًا عسكريًا مع إيران بعد تداعيات قصف مجمع اليرموك الحربي واتهام الخرطوم لإسرائيل، ووصول بوارج حربية إيرانية للساحل السوداني على البحر الأحمر .

وكانت صحف إسرائيلية ذكرت أن مجمع اليرموك يصنّع أسلحة لصالح إيران ويديره خبراء إيرانيون وهو ما تنفيه الخرطوم.

ولم تعلق إسرائيل على اتهام الخرطوم لكنها دائما ما تتهمها بتهريب أسلحة إيرانية إلى غزة عن طريق صحراء سيناء.

من جانبه، قال المحلل السياسي محمد الفكي سليمان، لمراسل الأناضول، إنه حتى إذا كان سبب الزيارة إجراء مراجعات طبية فإن البشير يحتاج للإجابة عن سؤال عن علاقة بلاده مع إيران التي تصنفها دول الخليج في خانة العداء .

وأضاف الفكي أن القادة الحكوميين منقسمون حول تعزيز العلاقة مع إيران ، مستشهدًا برفض وزارة الخارجية لوصول السفن الإيرانية ومع ذلك وصلت، الأمر الذي يؤكد أن هناك تيارًا قويًا يعمل لإبرام تحالف مع طهران .

وأوضح الفكي أن وصول السفن الإيرانية يمثل خطًا أحمر بالنسبة للسعودية وهو ما عجّل بزيارة البشير إلى المملكة.

وأشار إلى أن حجة السفر إلى المملكة لدواعٍ علاجية ضعيفة لأن البشير أجرى العملية الجراحية في الدوحة وبالتالي هي الأنسب لإجراء المراجعات الطبية باعتبار أن الإمكانيات العلاجية في البلدين متقاربة .

وقال الفكي إن البشير أدرك الآن خطورة التعامل مع إيران وما يجره من مواجهة مع إسرائيل ودول الخليج في ذات الوقت، وأن القرار الآن بيده ليختار ما بين دول الخليج وإيران.

وقال وزير الخارجية علي كرتي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، إن السودان ليس له تحالف عسكري مع إيران، مضيفا أن ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن ذلك لا يعدو أن يكون هراءً وعبثًا سياسيًّا تسعى من خلاله إسرائيل إلى توظيف الإعلام الغربي لوضع السودان في خانة مرتكب الجريمة.