إعلانات التبرع لمرضى السرطان في رمضان بين استياء النشطاء واستعادة الذكريات المؤلمة

تقارير وحوارات

إعلانات مرضى السرطان
إعلانات مرضى السرطان - أرشيفية




نشطاء: مفيش إبداع في الإعلانات.. وأحدهم: عايزين نفطر كويس في رمضان.. وآخر يروي قصة معانا والدته المصابة بالسرطان


أثارت إعلانات التعاطف مع مرضى السرطان غضب النشطاء، الذين عبروا عن استيائهم من تكرارها خلال شهر رمضان وافتقادها للإبداع، بينا رآها آخرين أنها نوع من "الشحاتة"، وذهب فريق ثالث يسرد وقائع بالغة السوء تتعلق بوفاة مقربين لهم بسبب تأثير مثل هذه الإعلانات السلبية على حالتهم النفسية.

"إعلانات التعاطف بتاعت سرطان الأطفال اللي بقت مبتذلة ومش بتأثر فينا من كتر تكرارها.. من وأنا صغير لحد ما كبرت هي نفس الاعلانات بتتكرر.. يجيبوا طفل معندوش شعر ويقول (نفسي أعيش) ويجيبوا حد مشهور ويقول (متخافش يا حبيبي هتعيش) ويلا اتبرعوا ل٥٧٣٥٧...بقالنا حوالي ١٥ سنة نفس الإعلان مش بيتغير.. في كرييتيف تيم بيقعدوا ويفكروا انهم يعملوا نفس الإعلان الساذج كل سنة.. على جانب آخر في فنان اسمه stromae عايش في فرنسا عمل أغنية عن السرطان كانت لمامته لما أصيبت بالسرطان...وديه كانت الأغنية وكسرت الدنيا وقتها وناس كتير بقت بتسمعها...شوفوا الفرق ما بين الفن والإبداع ولأسلوب الابتذال والاستسهال في تكرار اعلانات كل سنة".. كانت هذه كلمات أحد النشطاء الذين عبروا عن استيائهم من إعلانات مستشفى السرطان كل عام في شهر رمضان.
 
لم يتطرق الناشط أو يحث على عدم التبرع، بل استنكر الطريقة المستخدمة فيه وعدم التجديد والإبداع ضاربا مثلا بإعلان غربي كان له أثرا كبيرا في إعلان مشابه.
 
تصريح الناشط الذي كتبه على صفحته لامس مشاعر كثيرين يؤكدون استيائهم من أسلوب هذه الإعلانات فتقول منى المصري: "مفيش أي أفكار نضيفه تتسوق عن محاربة السرطان ده يوم ما حبوا يبتكروا طلعوا السرطان فصوره بنت جميلة بتبني المدينة بتاعتها والدكاترة بيهدوها فوق نفوخها ".

نشطاء: "ايه شغل الشحاتة ده"؟
وفي السياق ذاته يقول معتز رمضان، أحد النشطاء معربا عن استيائه من نفس الإعلانات: "كفاية إعلانات عن السرطان و كفاية إعلانان عن مرضي القلب، انتو عالم معندكوش ذرة إبداع في الدعاية".

بينما قال سيد مصطفى: "لو مافيش قلة ذوق يعني بلاش إعلانات مرضى السرطان والقلب على الفطار علشان أنا ببقى صايم طول اليوم وجعان وعايز أفطر كويس".
 
ويضيف ناشط آخر يدعى أيمن ممدوح: "أنا عايز أفهم هو ليه مستشفيات السرطان و القلب و سرطان الثدي و غيرها و غيرها مابيعملوش إعلانات غير في رمضان ليه"؟.

ويزيد آخر: "مبكرهش في حياتي قد أم إعلانات السرطان اللي بتكتر  في رمضان و يشغل الشحاتة ده
ليه يعني"؟.

ناشط: إعلانات السرطان قتلت أمي
سرد مواطن آخر يدعى عيسى محمد قصة معاناة والدته المريضة بالسرطان والتي توفت بسبب تأثير الإعلان السلبي على نفسيتها.
 
وكتب محمد على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قصة معاناة والدته التي كانت مريضة بالسرطان، مع الإعلانات التي  كانت تذاع على الفضائيات في رمضان العام الماضي ، الخاصة بالتبرع لمرضى السرطان.
 
وجاء نص الرسالة:
 
"أمي رمضان اللي فات وقت الفطار .. واحنا بنتفرج على التلفزيون عادي .. كان في إعلان بيجي دايما عن عم محمد اللي بيمثل انه عنده سرطان .. وإنه بيحوش فلوس لعياله قبل ما يموت عشان مش قادر يتعالج .. أمي وقت الإعلان دا كانت بتسيب الأكل من على السفره ونفسها بتتسد و تحسبن في اللي عمل الإعلان و تدعي عليهم ساعة الفطار ..أمي كان عندها سرطان و كانت نتائج التحاليل كويسه والورم كان بينحصر في الوقت دا مع ذلك الإعلان دا كان مأثر فيها.
 
ويضيف: "السنة دي العبقري اللي عمل الإعلان دا طلع بإعلان تاني يقولك (السرطان = الموت .. اتبرع )
لو كنا في بلد تحترم الإنسانية اللي عمل الإعلان دا كان على الأقل اتسجن هو واللي وافق عليه وكان اتوقف الإعلان دا فورا".
 
وتابع عيسى: "طريقة الإعلان دا غبية و غير آدمية وأضرارها أكتر بكتير من منافعها ..الإعلان دا لازم يتوقف في ناس كتير عندهم سرطان بيشوفو الإعلان دا وبيتعالجو من أموالهم الخاصة و مش عاوزين من الدولة حاجة .. المعنويات شئ مهم جدا لمحاربة المرض .. تخيل الإعلان اللي المفروض بيساعد الناس على محاربة المرض .بيحارب معناويتهم اللي فعليا هي اللي بتحارب المرض".
 
وأردف: "الإعلان دا بيدمر معنويات مرضى كتير .. طريقة الإعلان بتخلي المرضى دول عايشين في كآبة .. مرضى بالسرطان ماتوا ومرضي تانيين هيموتو قبل الاعلان الجديد لمعهد الاورام في رمضان 2015 اللي برضو هيبقي بنفس الاسلوب القذر". 
 
ومضي بقوله: "طالما انتو كدا كدا مش قادرين تساعدو الناس فسيبو الناس يعيشو اليومين اللي عايشينهم، انا امي ماتت من شهرين بسبب السرطان ..امي كانت بتتنكد وهي بتفطر كل يوم في رمضان بسبب الاعلان دا .. السرطان ممكن يجي لأي حد فارحموا الناس اثابكم الله".
 
واستشهد المواطن بقول الرسول صلي الله عليه وسلم: " الكلمة الطيبة صدقة"، مضيفا: "ممكن جدا تساعد الناس بطريقة تدل عالسعادة و الامل في الحياة زي اعلانات مستشفى 57357 فكرتها بسيطة و مش بتقول للاطفال انهم هيموتو يعني هبموتو بالعكس بيعرضو حالات خفت و هزمت المرض".
 
الجدير بالذكر أن معظم من يشارك في هذه الدعاية من المشاهير الأصحاء وليسوا من المرضى من مختلف الفئات "الرياضيين وأفراد الشرطة والفنانين وغيرهم".